“صدى البلد” تزور “جيرموك” وتصفها بأنها “درة السياحة العلاجية في أرمينيا”

يقوم “صدى البلد” حاليا بزيارة إلي أرمينيا ضمن الوفد الصحفي المصري الذي يزور أرمينيا حاليا لعقد عدة لقاءات مع وسائل الإعلام والصحافة هناك لشرح حقيقة ما يحدث في مصر وتصحيح صورة ثورة 30 يونيو وهذه الدولة يطلق عليها “البلاد الوردية” حيث أن أغلب المباني والبيوت هناك مبنية من الطوب الوردي المنتشر بكثافة فيها, ويمتلك الأرمن الأبجدية الأرمينية التي تم إختراعها405 ميلادي علي يد القديس ميسروب ماشدوتس وتتكون من 38حرفاً, ويتحدث الأرمينية 96 ٪ من سكان البلاد بينما يتكلم 75.8 ٪ اللغة الروسية.

وقد أحسن الأرمن استغلال الثروات التي زودتهم بها الطبيعة بوفرة خاصة المياه المعدنية التي تم حتى الآن اكتشاف ما يزيد علي 1000نبع للمياه المعدنية والعلاجية هناك مما كان دافعا لإقامة المصحات ومن أبرزها “أرزني”و “ديليجان”، أما “جيرموك” درة المصحات والمدن الطبيعية الخلابة في أرمينيا, حيث تقع علي هضبة رائعة المشهد وسط الجبال التي تحيط بها والمياه الحارة بها تبلغ درجة حرارتها 80درجة مئوية وهو ما منحها شهرة واسعة في مجال السياحة العلاجية حتى أن البعض يسميها “سويسرا” أرمينيا حيث تكثر بها المصحات نظرا لأن مياهها تستخدم في علاج أمراض كثيرة خاصة أمراض المعدة المختلفة.

وإذا أردت أن تعرف ما في قلب كل أرميني ابحث عن”جبل أرارات” الموجود ضمن الشعار الوطني الأرميني، وهو أعلى جبل هناك ويعد جزء رئيسيا ومهما في تاريخ أرمينيا خاصة أنه يقع حاليا داخل الأراضي التركية ويمكن رؤيته بوضوح من أرمينيا, ومكانة هذا الجبل في قلوب الأرمن بلغت حد اعتبارهم إياه رمزاً وطنيا لأرضهم وينتظرون عودته إليهم يوما ما, ويرتبط بأسطورة يرددونها هناك أنه الجبل الذي رست عليه سفينة نوح بعد الطوفان وعندما رأى المدينة قال “يريفان”وتعني باللغة الأرمينية “أنا أرى” وهو الاسم الذي أطلق علي العاصمة الأرمينية.

وتعد يريفان العاصمة مدينة حديثة وعصرية بروائعها المعمارية الجميلة التي تشكل تمازجا متجانسا من تقاليد الفن المعماري الكلاسيكي والعصري, واليوم يريفان مدينة جميلة وكبيرة بتاريخها القديم,ومركز المدينة يتضمن ثلاث ساحات رئيسية وتعد الساحة الجمهورية هي جوهرة وقلب المدينة حيث أحيطت بالأبنية الحكومية خاصة مقر الحكومة “رئاسة الوزراء” ومقر وزارات مثل الخارجية والثقافة وهذا يتناغم مع سجادة حجرية كبيرة تزين الميدان كله أقيمت في السنوات الأخيرة, فضلا عن وجود متحف تاريخ أرمينيا الذي يحتوي علي آلاف القطع من تحف الحضارة المادية الأرمينية,منها أكثر من 6آلاف تم اختيارها بعناية لتعرض بصورة دائمة للزائرين.

ولا يمكن لزائر يريفان أن يفوت جولة حول نهر هرازدان حيث يقع الإستاد الكبير وجسر النصر وشارع ماشتوتس الذي يؤدي إلي متحف المخطوطات شمالا,وعاليا فوق التلة التي تقع خلف المتحف هناك يمكنك أن تطالع مشهدا رائعا للمدينة كلها ومن ورائك تجد النصب التذكاري لشهداء الإبادة الأرمينية عام 1915 وهذا النصب التذكاري يقع وسط حديقة النصر التي دشنت تخليدا لذكري انتصار الشعب السوفيتي علي ألمانيا عامي”1941-1945″.

وهناك تطالع عيناك تمثالا شامخا وخالدا وهو “أم أرمينيا” أو “أرمينيا الأم”ويرمز إلي قصة وتاريخ نضال الشعب الأرميني,وهو تمثال ضخم للمرأة الأرمينية البطلة في وقفة هادئة وواثقة وقد أمسكت بالسيف من طرفيه تعبيرا عن عزمها الدفاع عن وطنها حتي النهاية, وقاعدة التمثال عبارة عن متخف غني بمعروضات متنوعة تروي تاريخ مساهمة الشعب الأرميني. أما متحف المخطوطات “دار الوثائق” يعد مخزنا للثقافة الأرمينية في القرون الوسطي ويحتوي علي ما يربو علي 1600مخطوطة, كما أن معرض الفن الوطني يتضمن ثلاث معارض رئيسية للفنون الأرمينية والروسية والأوروبية,هذا غير متحف الفنون للأطفال الذي يضم مجموعة صور متفردة من حوالي 130دولة حول العالم, ومتحف الفنون الحديثة يعرض أعمالا لفنانين معاصرين يمزجون التقاليد الأرمينية مع الأوروبية والأمريكية.

وتعد مدرجات الكاسكاد من أشهر المعالم في العاصمة الأرمينية يرفان حيث بدأت بتمثال ضخم لـ”ميسروب ماشتوتس” (361-440م) مخترع الأبجدية الأرمينية, ثم نجد أنفسنا أمام متحف مفتوح للفنون ما بين تماثيل وأعمال تكوين فني تمتزج فيها مختلف المواد مع الطبيعة الخضراء التي تملأ المكان بداية من الساحة الرئيسية حتى المدرجات التي ترتفع شاهقة ليصبح المشهد من فوقها مهيبا للمدينة. وأرمينيا من أكثر دول الإتحاد السوفيتي السابق تقدما في مجال صناعة التكنولوجيا والشرائح الالكترونية وهو ما يعد إحدى ركائز الاقتصاد هناك,كما أنه بعد الاستقلال برزت أهمية الزراعة في الاقتصاد بشكل ملحوظ ويعزى ذلك إلى الحاجة إلى تأمين المواد الغذائية للسكان في مواجهة عدم اليقين الذي ساد خلال المراحل الأولى من التحول وانهيار القطاعات غير الزراعية في أوائل التسعينيات.

“صدى البلد”

Share This