هل السوريون الأرمن في حلب باقون…؟

صرح رجل الاعمال ليون زكي لموقع أزتاك العربي أن ما يخشاه الشارع الأرمني (في سوريا عامة وفي حلب والمحافظات الشمالية والشرقية خاصة) سقوط “الدولة السورية” التي شكلت عبر تاريخها وخاصة منذ 1915 ملأذاَ آمناَ لهم.

وأضاف ليون زكي عضو مكتب اتحاد غرف التجارة السورية بأن الشعب السوري كله، ليس فقط الأرمن، هو من يدفع ثمن الجنون المنفلت في سوريا، ودماء الأرمن ليست أغلى من دماء المسلمين، وكنائسهم ليست أغلى من مساجد المسلمين، لكن شعور الأرمن بانهم  “الحلقة الأضعف” في المجتمع السوري، وهم أقلية غير مسلحة لتقوم بدور الحماية الذاتية، وقد تركوا من غير حليف أو حصانة ما عزز مخاوفهم، رغم مواقفهم الإيجابية تجاه الوطن بكافة إثنياته وأطيافه.

أشار زكي بأن هواجس الأرمن تحولت إلى مخاوف, بعد أن دمرت منشآتهم، ونهبت ممتلكاتهم وتعبهم وجني عمرهم، وأهدرت حقوقهم. إن خطف المطرانين ابراهيم واليازجي، وقتل الكهنة، ومجزرة وادي النصارى، ومأساة معلولا، والتفجيرات المتكررة، وتعرضهم للخطف وذبح على الهوية، أدى إلى تنامي شعور عدم الأمان وبدأت تثير خشيتهم وريبتهم، والرعب والخوف على المصير، ولا سيما بعد ان فرضت الجماعات الدينية المتطرفة أنماط حياتية لا تناسب المواطنين عامة والأرمن خاصة، وتم تقديم خطاب ثيوقراطي بدلاً من تقديم خطاب وطني يناسب كافة أطياف المجتمع السوري.

أن الثيوقراطية المتطرفة أسوأ من الديكتاتورية الظالمة، وستؤدي حتماً إلى إختفاء المجتمع السوري بمعنى ما، أي ذلك النسيج الإجتماعي الذي توحد منذ القرون.

وأكد ليون زكي عضو مجلس إدارة غرفة تجارة حلب بأن الإسلام بريء من هذه الاعمال الدنيئة والإرهاب المنظم، الذي لا دين له ولا ناموس، والذي أدى إلى فقدان الثقة بين أبناء الوطن الواحد.

واستنكر ليون زكي تفشي ظاهرة العداء للأرمن رغم أن القرآن الكريم والسنة وحتى الصوفية أوصت جميعاً بمعاملتهم معاملة لائقة، ودعى زكي أصحاب الضمير الحي والعقلاء والمعنيين بعدم تدمير الإرث الحضاري والإنساني والإسلامي، وتأكيد فكر التسامح والتآخي والعيش المشترك، كما أشار بأن بقاء الأرمن في سوريا عامة وفي حلب خاصة منوط بإنفتاح المسلمين الحكماء وحرصهم على بقاء شركائهم في البلاد وعلى العيش الواحد المشترك.

واضاف ليون زكي بأن أرمن سوريا ليسوا عابري سبيل على الأرض السورية، بل هم من صلب هويتها وتربتها وينتمون إليها قلباً وقالباً، ومصممون على البقاء وهم صامدون. ان وجود مقر المطرانية بحلب قريباً من الأحداث ووسطها إنما يعطي دفعاً معنوياً للتشبث بالأرض، ورفضهم الهجرة والتهجير إلى خارج سوريا، وهم متمسكون بالأرض ومتسلحون بالرجاء والمحبة والصبر حتى تنقضي هذه الأيام السوداء ويتجاوز الاحداث الاليمة بسلام، لإعادة بناء مدارسهم وكنائسهم ومنازلهم وأعمالهم، فتعود الخميرة الجيدة التي تخمر العجين كله.

إلى ذلك اكد ليون زكي بان السوريين الأرمن في حلب وكافة المحافظات باقون… ولن يرحلوا… لأن سورية قدر السوريين الأرمن…!

Share This