نائب وزير خارجية أرمينيا: بحث التعاون الاقتصادي مع مصر وانعقاد اللجنة المشتركة قريبا …

أكد سيركي ماناساريان، نائب وزير خارجية أرمينيا لشؤون الشرق الأوسط، وجود اهتمام كبير في الحكومة لعقد اللجنة المشتركة بين أرمينيا ومصر، وأن موعدها سيتحدد عندما تنتهي الحكومة المصرية من بعض الأمور التي تتعلق بالوضع في القاهرة.

وقال ماناساريان، في تصريحات خاصة لـ”البديل” إن الحكومة الأرمينية أصدرت قرارا يسمح بازدواج الجنسية للأرمن في المهجر، مشيرا إلى سهولة الاجراءات بالسفارة الأرمينية.

وأضاف “نولي اهتماما  كبيرا بالجالية الأرمينية في سوريا، حيث أن الأوضاع صعبة، ليس فقط  للجالية الأرمينية، بل للشعب السوري كله، حيث تعد الجالية الأرمينية جزءا من نسيجه، ونحاول قدر الإمكان تقديم المساعدة، والقنصلية الوحيدة التي تعمل في سوريا حاليا هي القنصلية الأرمينية في حلب”.

وأشار ماناسيريان قائلاً أنهم “قلقون من الأعمال الشرسة والإجرامية التي تتم في سوريا، ويهمنا الحفاظ على أمن الجالية الأرمينية هناك، وأعربنا عن قلقنا حيث كانت لدينا جالية أرمينية هناك تقدر بـ100 ألف أرميني قبل الحرب، وعلاقتنا مع الجاليات في المهجر نتابعه بشكل يومي في كل الدول”.

وردا علي سؤال حول العلاقات مع تركيا؟ قال ماناساريان، “ليس لدينا أي تعاون مع تركيا، وتواصل مسئولينا مع مسئولي تركيا يتم عبر المنظمات الدولية، وبعد التوقيع علي بروتوكولين في سويسرا بيننا وبين تركيا، إلا أنها حاولت الخروج من عملية الوساطة تلك، والمعارضة الأرمينية اتهمت السلطات الأرمينية بأنها وقعت علي البروتوكولين، وأثبتت الأيام أن قرار رئيس أرمينيا صائب، حيث تفهمت المنظمات الدولية مع من يتعاونون، ليس لدينا علاقات دبلوماسية مع تركيا وحدودنا معها مغلقة”.

وتابع “هناك خط طيران مباشر ”رحلتين أسبوعيا” بين يريفان وإسطنبول، وهو مستمر منذ 14 سنة، حيث كانت تقوم الخطوط الأرمينية برحلتين أسبوعيا ومثلهما تقوم بهما الخطوط التركية “الشارتر”، وبعد إفلاس الخطوط الأرمينية استمرت رحلات إحدى الشركات التركية، والمواطنين الأتراك يمكنهم الحصول علي تأشيرة أرمينيا في المنافذ الحدودية وكذلك المواطنين الأرمن عند دخولهم تركيا، ونظرا لأن حدودنا مغلقة مع تركيا نقوم بتنفيذ عمليات التصدير عبر موانئ جورجيا، وأعتقد أن كل المشاكل يمكن التغلب عليها، والجانب التركي أدخل نفسه في طريق مسدود لا يخرج منه، وجوهر البروتوكولين هو فتح الحدود وإقامة علاقات دبلوماسية وإجراء مفاوضات ومباحثات على أي موضوعات أخرى ممكنة، وتركيا وقعت علي البروتوكول وانسحبت بعدها من العملية التفاوضية”.

وحول البنية التحتية لأرمينيا قال المسؤول الأرميني “مشكلتنا في البنية التحتية بأرمينيا  أنها تحتاج لتقوية وتطوير، خاصة في مجال السياحة، والاقتصاد الأرميني يمكنه استقبال استثمارات خارجية كبيرة، ورغم ذلك فإن القدرات السياحية في أرمينيا تمكنها من استقبال وفود كثيرة، والمجال السياحي مهم في الاقتصاد ولدينا أنواح السياحة العديدة خاصة العلاجية وسياحة الغابات والصيد والتزحلق علي الجليد، وطبقا لإحصائيات وزارة الاقتصاد فهناك  نمو في السياحة الوافدة لأرمينيا  وخلال العامين الماضيين زادت النسبة، ومنذ 5 سنوات كانت نسبة الأرمن الوافدين لأرمينيا عالية وهناك سائحين أجانب كثيرين يزورون أرمينيا”.

وفيما يتعلق  بالعلاقات الاقتصادية بين مصر وأرمينيا، أضاف ماناساريان “هناك علاقات اقتصادية بين البلدين، ونحن علي إطلاع بالمجالات والإمكانيات الاقتصادية المصرية المتطورة، خاصة الصناعات الدوائية والصناعات الخفيفة والقطن المصري المشهور، لاشك أن الأحداث التي شهدتها مصر الفترة الماضية أثرت قليلا على التعاون المشترك”.

وأشار ماناساريان إلى أن مصر اتجهت نحو الاستقرار، وأنه  على ثقة أن كل شئ سيعود إلي طبيعته في مصر، متعجبا من أنه حتى في ذروة عدم الاستقرار في مصر، فهناك عدد كبير ومجموعات سياحية أرمينية زارتها.

واستطرد “أصدرنا مع بداية الأحداث تحذيرا بالسفر إلى مصر كوننا مهتمون بأمن مواطنينا، ومنذ فترة تلقيت تقريرا من السفارة الأرمينية في مصر يفيد بأن الخارجية المصرية استدعت كل سفراء الدول الخارجية وقدمت لهم تطمينات بعدم وجود تهديد يتعرض له السائحين الأجانب، وعلى الفور قامت الخارجية الأرمينية بدعوة السائحين الأرمن لزيارة مصر، خاصة أنهم لم ينفذوا تحذيراتنا السابقة بعدم الذهاب أثناء الأحداث” .

وأشار مانساريان إلى أن أرمينيا  من الممكن أن تقدم خبراتها وتتعاون مع مصر في مجالات عديدةن منها التعدين والمناجم والصناعات الغذائية وتعليب المنتجات الزراعية بعد تصنيعها، “ونحن لدينا تطورا سريعا في مجال تكنولوجيا المعلومات والمنظمات العالمية تعمل بنجاح في أرمينيا، ونحن نعرف جيدا مدى جودة المنتجات الدوائية المصرية، والمجال الثقافي مهم جدا في تنمية العلاقات وتقويتها في كل المجالات بين البلدين، وأي نشاط ثقافي لا يفعل دون مجهودات وزارة الخارجية، ولدينا رغبة وتطلع إلى تطوير التعاون الثقافي، وننتظر رسائل من مصر لنرد عليها  فورا، وبقدر الإمكان سنقف بجوار مصر وشعبها”.

حازم الملاح

البديل

 

Share This