أرمينيا بلاد الجمال… تتشابه ولبنان في طبيعتهما الخلابة وتفتقر للسياحة الخليجية

ارمينيا – أمير زكي

أرمينيا بلد جبلي غير ساحلي وكانت قبل عقود سابقة قليلة احدى جمهوريات الاتحاد السوفييتي، استقلت في الثالث والعشرين من اغسطس عام 1991 وهو العام الذي انهار فيه الاتحاد السوفييتي، وكانت من أول جمهورية خارج البلطيق تعلن الانفصال واتخذت من يريفان عاصمة لها، من خلال سياسة واضحة المعالم حصلت على الدولة رقم 31 الأكثر حرية اقتصادية في العالم، في الثالث والعشرين من اغسطس من كل عام تحتفل بعيد الاستقلال في احتفال بهيج يقام في ساحة الجمهورية، هذا العام وبمناسبة الذكرى الـ 22 للاستقلال، دعا أبناء الجالية الأرمنية في الكويت «الأنباء» لزيارتها للاطلاع على طبيعتها الخلابة، كما دعا أبناء الجالية الأرمنية عددا من الصحافيين العرب لزيارتها والاستمتاع بأجوائها المبهرة وطبيعة شعبها الكريم المضياف، وكان هناك جدول حافل بزيارة عدد من المتاحف والمرافق التي تتميز بالجمال والطبيعة الخلابة الى جانب لقاء عدد من المسؤولين ومنهم نائب رئيس الوزراء ووزير الحكم المحلي شافاريش كوتشاريان ووزيرة شؤون المهجر هرانوش هاكوبيان وغيرهم من المسؤولين العاملين في وزارة الخارجية إلى جانب مسؤولين عن اتحاد الصناعيين.

أرمينيا ـ الجبل

أرمينيا تتسم في فصل الصيف بدرجات حرارة مرتفعة نسبيا ولكن أهلها يستمتعون بكل فصول السنة ففي الربيع تبدو فيه الدولة بجبالها وارضيتها الزراعية ساحة خضراء وفي الخريف تبدأ في التحول الى لون خليط بين الأخضر والأصفر اذ تبدأ ألوان الأشجار في التحول الى اللون الأصفر إيذانا ببداية فصل الخريف.

المسؤولون حرصوا على تنظيم عدة جولات للأماكن المميزة والتي ربما تكون مجهولة بالنسبة لكثير من المواطنين الكويتيين وايضا بالنسبة لعدد غير قليل من مواطني دول مجلس التعاون الخليجي.

جبل أرارات

فعلى سبيل المثال يوجد «جبل أرارات» الموجود ضمن الشعار الوطني الارميني، وهو أعلى جبل هناك ويعد جزءا رئيسيا ومهما في تاريخ ارمينيا ويقع حاليا داخل الاراضي التركية ويمكن رؤيته بوضوح من ارمينيا.

اما ساحة الجمهورية والتي يقام فيها الاحتفال السنوي بمناسبة عيد الاستقلال فتعد جوهرة وقلب المدينة حيث احيطت بالأبنية الحكومية خاصة مقر الحكومة «رئاسة الوزراء» ومقر وزارات مثل الخارجية والثقافة.

سفارة الكويت

الكويت من الدول العربية القليلة التي حرصت على وجود سفارة لها في أرمينيا انطلاقا من ايمانها بأن لأرمينيا مستقبلا واعدا على مختلف الأصعدة وانطلاقا من حرص الكويت على التواصل مع كل دول العالم في مختلف النواحي، وهو ما ابلغنا به اكثر من مسؤول التقيناه خلال الجولة.

قريبون من الشرق الأوسط

وزيرة المهجر هرانوش هاكوبيان التقاها الوفد الاعلامي قبل 24 ساعة من انتهاء زيارته، وحرصت الوزيرة على ان تبدأ تصريحاتها بالقول: نحن قريبون من منطقة الشرق الاوسط، المنطقة مضطربة ونحن كذلك، ما نأمله لبلداننا ولكل دول الشرق الاوسط ان يستتب السلام، واضافت: نتمنى ان يحقق الشعب المصري طموحاته، ووصفت الوزير ما يحدث في سورية بالقول: سورية لارمينيا جرح مفتوح، يعيش في هذا القطر 100 الف، لذا نأمل لهم ولكل الشعب السوري الامان والسلام.

الوزيرة هرانوش تطرقت الى تاريخ الجاليات التي تشكلت خارج الوطن الام أرمينيا بـ 3 مراحل، المرحلة الاولى حتى عام 1915 حيث تواجد التجار الارمن حول العالم واستقروا في العديد من البلدان الاوروبية والآسيوية، والمرحلة الثانية والتي اعقبت الابادة الجماعية على حد وصفها، وهذا ما دعا الكثير من الارمن الى الانتشار حول العالم وتشكيل جاليات في الشرق الاوسط، اما المرحلة الثالثة فجاءت في اعقاب الاستقلال وجرى تشكيل جاليات جديدة ليصبح اجمالي الارمن الذين يعيشون خارج الوطن الام قرابة الـ 7 ملايين، وانطلاقا من اهمية الحرص على التواصل مع هذه الاعداد الكبيرة تم انشاء وزارة للتواصل مع هؤلاء وهي وزارة المهجر وذلك قبل 5 اعوام.

وحددت الوزيرة هرانوش الاهداف الرئيسية لوزارة المهجر في التنسيق والتعاون بين الارمن الى جانب المساهمة في الحفاظ على الهوية الارمينية في المهجر، وحث اي مواطن ارمني يقيم خارج وطنه على ان يكون مواطنا نموذجيا وان يحافظ على هويته وذاتيته، هذا الى جانب البحث عن امكاناته وتوظيفها بطريقة مناسبة من خلال عقد مؤتمرات لهم تسمع فيها اليهم بانصات.

توثيق الإبادة

واستشارة الحقوقيين الارمن في المهجر في سبيل توثيق الابادة الجماعية وكذلك اقامة لقاءات للتعارف بين الارمن في كل قطر يقيمون به. واضافت وزيرة المهجر بالقول: نسعى ايضا من خلال الوزارة إلى صياغة برامج للمساهمة في عودة ابناء الجالية الارمينية الى وطنهم للاستفادة من خبراتهم في تنمية الوطن.

سلطات حديثة

وتطرقت الوزيرة الارمينية الى مرحلة ما بعد الاستقلال بالقول: الحكومة الارمينية ورغم المعوقات استطاعت انشاء سلطة ادارية وانشاء سلطات جمركية وضريبية واقامة ادارات تهتم بالسياسة الخارجية، مؤكدة ان كل هذه الادارات لم تكن قائمة في عهد الاتحاد السوفييتي، كما استطاعت الدولة احداث قفزات في المجال الاقتصادي.

الحرية الشخصية

ومضت بالقول: لتحقيق نقلة نوعية للمواطن الارميني، حرصنا على تعزيز مفهوم الحرية الشخصية وتعزيز الديموقراطية ونقل السوق الارميني الى اقتصاد السوق الحر والعمل على اعداد تشريعات تتطابق مع التشريعات الدولية.

تسوية نزاع كاراباخ

ومضت بالقول: لا يخفى على احد اننا نعاني من عدم تسوية نزاع كاراباخ وبعد وقف اطلاق النار في العام 1994 نحاول جاهدين ايجاد تسوية سلمية انطلاقا من معارضتنا لأي حرب ونؤمن بأن اي نزاع قابل للحل بطرق سلمية. وأكدت الوزيرة ان أرمينيا حصلت على تطمينات من منظمات دولية لتطوير اقتصادها ومن بين المنظمات والهيئات والتي ابدت استعدادا ورغبة في تطوير الاقتصاد الأرمني.

حسن جوار

وأردفت بالقول: نحن نأمل ونسعى إلى إقامة علاقات حسن جوار مع كل دول العالم ونأمل من كل الدول ان تقف الى جوارنا في تسوية النزاع مع كاراباخ، لافتة الى ان من بين الدول التي تسعى لحل هذه الازمة اميركا وروسيا. وقالت: نأمل ايضا ان يتم الاعتراف بالإبادة الجماعية وإزالة تداعياتها لأننا نناضل من اجل العدالة اذ تعرض قومنا قبل 100 عام لإبادة جماعية، وعلى حسب قول الوزيرة، جرى انتهاك حقوق الانسان في هذه الابادة وتم تهجير مئات الآلاف.

52 لهجة

إلى جانب تعمد تدمير حضارتنا والعمل على محو تراثنا الثقافي، مشيرة الى ان ما حدث في فترة الإبادة يفوق حد الوصف وإلى جانب الانتهاكات البشرية فقد كان لدينا 52 لهجة والعديد من هذه اللهجات تلاشت مع مرور الزمن جراء التهجير القسري، مشددة على ضرورة الاعتراف بالإبادة حتى لا تتكرر مرة اخرى.

وقالت الوزيرة هرانوش: قد يتساءل البعض ويقول عن تداعيات الإبادة في الوقت الراهن؟ وأرد على هؤلاء بالقول الإبادة لاتزال تعاني منها أرمينيا، فنحن تحت حصار مزدوج وبإمكاننا ان نصل الى اوروبا في اقل من 12 ساعة ولكن الحدود موصدة امامنا من جانب تركيا، مؤكدة ان الجريمة التي وقعت قبل 100 عام لا نزال كأرمن نشعر بها ولا يزال أبناؤنا في الخارج والداخل يعانون من اضطرابات نفسية كبيرة والذين يعيشون في الخارج يتساءلون لماذا نحن بعيدون عن وطننا؟، مؤكدة ان للإعلام دورا في الكشف عن الحقيقة وسردها بلا خوف، حسبما قالت.

تطوير أرمينيا

وأشارت الوزيرة الى الاستثمارات التي تأتي من الجاليات الارمينية الى الوطن بالقول ان الاستثمارات تلك استطاعت ان تعيد بناء ما تهدم في ارمينيا جراء الزلازل في العام 1988 وقامت الجاليات الأرمينية بتقديم مساعدات مالية وأجهزة، كما اسهمت الاستثمارات التي ترد الى الوطن الأم في بناء مطار ارمينيا، اذ قام احد رجال الاعمال الاميركيين ببناء منطقة سكنية كبيرة، كما قام رجال اعمال غربيون وعرب بتطوير المجال الفندقي والسياحي وإقامة مطاعم.

15 ـ 17% من الناتج

ونوهت إلى ان اجمالي التحويلات التي ترد الى ارمينيا من ابنائها الذين يقيمون خارج الوطن تقدر بـ 2 مليار دولار سنويا وهو ما يشكل 15 ـ 17% من حجم الناتج المحلي.

شكراً للكويت

وأكدت الوزيرة أن السوق الارميني مفتوح ولديه المقدرة والرغبة في استقبال رجال الاعمال من كافة بقاع العالم ومن ضمنهم الدول الخليجية ودولة الكويت، كما توجد تسهيلات واضحة ومحفزة لرجال الأعمال للعمل في مجالات البنوك وتكنولوجيا المعلومات وكافة المجالات الأخرى التي تعود بالفائدة على أرمينيا والمستثمرين. وقالت الوزيرة ان الجاليات الارمينية منتشرة في 100 دولة وأن التحويلات التي ترد منهم الى الوطن تعتبرها بمنزلة نفط غير قابل لأن ينضب. وأثنت الوزيرة على كافة التسهيلات التي تقدمها دولة الكويت للرعايا الارمن بها، مشيرة الى ان الشعب الارمني يقدر ما تقدمه الحكومة الكويتية والشعب الكويتي من تسهيلات للأرمن وهذا ليس بغريب على دولة الكويت.

الأبناء الكويتية

Share This