“الأنباء” الكويتية تتناول الاستثمارات الخليجية مع نائب وزير الخارجية ورئيس اتحاد الصناعيين في أرمينيا

نشرت “الأنباء” الكويتية مقالة مطولة بعنوان “أرمينيا بلاد الجمال” بقلم أمير زكي، حيث تضم عدة لقاءات مع شخصيات أرمينية رفيعة المستوى.

ساعة و45 دقيقة

نائب وزير الخارجية شافارش كوتشاربان أكد وجود تطور ملموس في مستوى التعاون الأرميني الخليجي بشكل عام والكويت بشكل خاص، مشيرا الى أن هناك رحلات يومية تصل الى أرمينيا من خلال طيران فلاي دبي، مشيرا الى أن هناك مشاورات بين الجانبين الأرميني والكويتي لتدشين خط جوي مباشرة بين البلدين، لافتا إلى أن من شأن إقامة خط مباشر تدفق أعداد كبيرة من السياح الكويتيين والخليجيين لاسيما أن الطيران المباشر لا يستغرق سوى ساعة و45 دقيقة فقط بخلاف الطيران عن طريق الإمارات، واضاف شافارش حتى الآن لم يتم التوصل إلى آلية لتدشين هذا الخط المباشر ولكن هناك مساعي تبذل. وأكد الوزير الأرميني أن أرمينيا حرصت على إنشاء القاعدة المؤسساتية والتي يمكن أن تحظى باهتمام رجال الأعمال وهناك مجالات متعددة في السياحة وتكنولوجيا المعلومات والزراعة يمكن ان تستقطب المستثمرين الخليجيين والكويتيين.

ولفت شافارش الى تصدير ارمينيا للكويت الأغنام نظرا لوجود مساحات شاسعة من المزارع المؤهلة لتربية الأغنام بطريقة جيدة دون الاعتماد على المأكولات غير الطبيعية الى جانب تصدير المنتجات الزراعية الارمينية الطازجة. وحول عدم رصد أعداد كبيرة من السياح الخليجيين في أرمينيا لما تتمتع به من مناظر طبيعية خلابة وأجواء مميزة لكافة السائحين وعلى من تقع مسؤولية عدم انتشار السياحة الخليجية بصورة لافتة في أرمينيا؟ قال الوزير الأرميني: لا شك أن أبناء دول الخليج يشكلون قاعدة كبيرة في السياحة لحبهم في زيارة أماكن جديدة للاستماع والاسترخاء، مؤكدا على أن هذه الاجواء متوافرة في أرضنا.

وأضاف: اعتقد أن عدم وجود سياح خليجيين بأعداد كافية يعود إلى عدم وجود خطوط مباشرة وهناك مساع كما سبق وذكرت لتسيير هذه الخطوط واستدرك بالقول: حينما يعرف السائح أنه سينتقل بين أكثر من دولة ويمكث في المطارات لفترات قد تكون طويلة يفضل رحلات مباشرة لتجنب الارهاب وضياع الوقت، وبالتالي حينما يعلم المواطن أن رحلته قد تستغرق 6 – 8 ساعات لأن الرحلة تمر بدولة ثانية يفضل الانطلاق الى بلدان أخرى. وأكد أنه إذا ما تمت إضافة خطوط مباشرة فسيأتي أعداد كبيرة من السياح الكويتيين بشكل خاص والخليجيين بشكل عام.

الفيزا للخليجيين بـ 7 دولارات

واشار الى ان الجانب الأرميني والقطري قطعا شوطا مهما في تسيير خطوط مباشرة، لافتا الى ان المواطن الخليجي بشكل عام يستطيع الحصول على الفيزا مباشرة من المطار مقابل 7 دولارات نحو دينارين كويتيين كما ان هناك مشاورات أخرى لإقامة خط مباشر بين العراق وأرمينيا قريبا.

ازدواج الجنسية

من جهته قال سيرجي ماناساريان نائب وزير خارجية أرمينيا لشؤون الشرق الأوسط كدولة لا يمكننا أن ننسى الجاليات الأرمينية في العالم خاصة الدول العربية، والحكومة الأرمينية مهتمة تماما بذلك وهناك وزارة مخصصة لشؤون المهجر، ونحن على تواصل دائم مع أشقائنا من الجاليات الأرمينية بالعالم، وكشف عن ان الحكومة الأرمينية أصدرت قرارا يسمح بازدواج الجنسية للأرمن في المهجر والدول الخارجية، حيث يمكنهم من خلال إجراءات سهلة بسيطة الحصول على الجنسية الأرمينية، ونولي اهتماما بالجالية الأرمينية في سورية، حيث إن الأوضاع صعبة هناك ليس للجالية الأرمينية فقد بل للشعب السوري كله حيث تعد الجالية الأرمينية جزءا من نسيجه ونحاول قدر الإمكان تقديم المساعدة، والقنصلية الوحيدة التي تعمل في سورية حاليا هي القنصلية الأرمينية في حلب.

واستطرد: البعض اتهمنا بأننا ندافع عن النظام الحالي في سورية، لكننا قلقون من الأعمال الشرسة والإجرامية التي تتم في سورية ويهمنا الحفاظ على أمن الجالية الأرمينية هناك، وأعربنا عن قلقنا حيث كانت لدينا جالية أرمينية هناك تقدر بـ100ألف أرميني قبل الحرب، وعلاقتنا مع الجاليات في المهجر نتابعه بشكل يومي في كل الدول. واشار الى ان ارمينيا ليس لها أي تعاون مع تركيا، وتواصل مسؤولينا مع مسؤولي تركيا يتم عبر المنظمات الدولية، وبعد التوقيع على بروتوكولين في سويسرا بيننا وبين تركيا، إلا أنها حاولت الخروج من عملية الوساطة تلك. وأضاف أن المعارضة الأرمينية اتهمت السلطات الأرمينية بأنها وقعت على البروتوكولين، وأثبتت الأيام أن قرار رئيس أرمينيا صائب، حيث تفهمت المنظمات الدولي مع من يتعاونون، ليست لدينا علاقات ديبلوماسية مع تركيا وحدودنا معها مغلقة. ونوه الى وجود خط طيران مباشر رحلتين أسبوعيا «نين يريفان» و«إسطنبول» وهو مستمر منذ 14 سنة، حيث كانت تقوم الخطوط الأرمينية برحلتين أسبوعيا ومثلهما تقوم بهما الخطوط التركية الشارتر، وبعد إفلاس الخطوط الأرمينية استمرت رحلات إحدى الشركات التركية، والمواطنون الأتراك يمكنهم الحصول على تأشيرة أرمينيا في المنافذ الحدودية وكذلك المواطنون الأرمن عند دخولهم تركيا. وقال: نظرا لأن حدودنا مغلقة مع تركيا نقوم بتنفيذ عمليات التصدير عبر مرافئ وموانئ جورجيا، واعتقد أن كل المشاكل يمكن التغلب عليها والجانب التركي أدخل نفسه في طريق مسدود لا يخرج منه.

واكد ان ارمينيا ترحب بالاستثمارات الخليجية والكويت الدولة الخليجية الوحيدة التي لها سفارة في يريفان وسفيرها نشيط جدا، ومستوى العلاقات الاقتصادية لا يتناسب مع العلاقات السياسية الممتازة. واضاف: لدينا استثمارات خليجية وحتى نهاية العام الحالي سيتم افتتاح فرع كارفور والمستثمر شركة إماراتية، وهناك شركتا طيران فلاي دبي والإماراتية تسير رحلات إلى ياريفان، وهناك مباحثات مع قطر والكويت، ونرحب دائما بالاستثمارات الخليجية والساحة الاقتصادية مفتوحة ومستعدون لتقديم المساعدة ومزايا كبيرة للمستثمرين خاصة التسهيلات الضريبية، والخليجيون يمكنهم الحصول على تأشيرة أرمينيا وقيمتها 7 دولارات في المطار أو على الحدود، ويمكن الحصول على الفيزا الالكترونية عبر الإنترنت.

واضاف مشكلتنا في البنية التحتية السياحة بأرمينيا التي تحتاج لتقوية وتطوير، والاقتصاد الأرميني يمكنه استقبال استثمارات خارجية كبيرة، ورغم ذلك فإن القدرات السياحية في أرمينيا تمكنها من استقبال وفود كثيرة. واشار الى ان المجال السياحي مهم في الاقتصاد ولدينا أنواع السياحة العديدة خاصة العلاجية وسياحة الغابات والصيد والتزحلق على الجليد، وطبقا لإحصائيات وزارة الاقتصاد نمو في السياحة الوافدة لأرمينيا العامين الماضيين زادت النسبة، ومنذ 5 سنوات كانت نسبة الأرمن الوفدين لأرمينيا عالية وهناك سائحون أجانب كثيرون يزورون أرمينيا.

المورد عائق

على صعيد آخر، قال رئيس اتحاد الصناعيين في أرمينيا أرسين غازاريان ان هناك مشكلات تتعلق بالتصدير والاستيراد تعاني منها أرمينيا جراء إغلاق الحدود الأرمينية- التركية من قبل الجانب التركي وهذا ما يكلف التجار والمصدرين أعباء كبيرة في نقل البضائع من وإلى أرمينيا. وأكد على أن أرمينيا تعد سوقا استثماريا واعدا لتوافر كافة العناصر التي ترتقي بهذا السوق لاسيما العنصر البشري غير المكلف والمواد الطبيعية.

وأضاف: مجالات الاستثمار في أرمينيا متعددة فهناك مزارع وهناك قطاع سياحي مميز، لافتا الى ان روسيا تستورد من أرمينيا نحو 500 طن من الخضراوات وهناك وفرة في الإنتاج الزراعي يمكن استغلاله وتصديره الى دولة أخرى. وقال: نحن صدرنا الى المملكة العربية السعودية نصف مليون خروف وننتظر زيادة في عدد الأغنام الجاري تصديرها الى مليوني خروف. وحدد رئيس اتحاد الصناعيين أوجه الاستثمار في أرمينيا في الزراعة والمنسوجات والفندقة والتعدين ومزارع الاسماك ونقل الاحجار والسياحة.

أرمينيا – أمير زكي

الأنباء الكويتية

Share This