جيرموك منتجع على جبل وشلالات في أرمينيا تستحق الزيارة

نشرت “الأنباء” الكويتية مقالة مطولة بعنوان “أرمينيا بلاد الجمال” بقلم أمير زكي، حيث تضم عدة لقاءات مع شخصيات أرمينية رفيعة المستوى، وشرح لأماكن سياحية في أرمينيا من وجهة نظر الكتاب.

جيرموك منتجع على جبل وشلالات تستحق الزيارة

مدينة جيرموك تعد من أبرز المعالم السياحية والعلاجية في أرمينيا، جيرموك تقع جنوب شرق أرمينيا على بعد 180 كيلومترا من العاصمة يريفان محاطة بالجبال التي تكسوها الغابات والثلوج مما جعلها مزارا سياحيا مهما، حيث تشتهر بشلالات مياه رائعة تجذب كل زائر لها.

جيرموك باللغة الأرمينية تعني ينبوع الماء الدافئ وتشتهر بالغزال رمزا لها ولهذا قصة أسطورية تقول إن حيوان الغزال كان منتشرا بها قديما وجرح أحدها في قدمه ولم تشف إلا بعد وضعها في أحد ينابيع المياه الدافئة هناك. تعد المدينة منتجعا صحيا للاستشفاء بالمياه الساخنة والعلاج الطبيعي مع جوها المناسب وهوائها النقي. الطريق إلى المكان محاط بالجبال والتكوينات الصخرية التي تمثل لوحة فنية رائعة من الطبيعة، حيث ان الأملاح مختلفة الألوان التي تكونت عليها بدت وكأنها لوحة ذات ألوان زاهية تضافرت معها قطرات المياه المنسابة على الصخور.

أما الشلالات فإنها تحمل جمالا خاصا، حيث إن المياه التي تتدفق بسرعة كبيرة من أعلى الجبل ذات لون أبيض وقبل نهاية الصخور تنقسم إلى فرعين يمران أسفل كوبري صغير حتى تصل المياه إلى حد الأنهار الذي يقع في مستوى منخفض من الشلالات.

ولا تشتهر جيرموك بالشلالات فقط، حيث تتمتع بالمياه المعدنية والتي لها خواص علاجية كثيرة وهو ما كان سببا في إقامة منتجع سياحي وصحي هناك به عدد من صنابير المياه ذات درجات حرارة مختلفة يشرب منها زوار المنتجع والمقيمون فيه، حيث إن تلك المياه ذات خواص علاجية خاصة لأمراض المعدة وإذابة الدهون.

الغريب أن هناك 5 ينابيع للمياه تخرج منها المياه بدرجات حرارة ثابتة على مدار العام رغم أنه في أوقات الشتاء تصل درجة الحرارة إلى ما دون الصفر وتتراوح درجة حرارة المياه ما بين 35و55 درجة وباستطاعة أي شخص أن يشرب من هذه المياه ولا يشعر بسخونة لافتة ويقال إنها تعالج أمراضا بعينها.

وادي الزهور والتلفريك

وادي الزهور يقع على بعد 52 كيلومترا من العاصمة الأرمينية يريفان، كان يعد اكبر مركز رياضي للألعاب الأولمبية إبان الاتحاد السوفييتي، قبل سنوات محددة قامت السلطات الأرمينية بتحديث التلفريك، والذي تم استخدامه من قبل السياح العرب والأجانب مقابل 4 دولارات، ومن خلال نزهة ليست بالقصيرة باستخدام التلفريك تتمكن من الاستماع بمناظر خلابة للغاية، وادي الزهور وفي فصل الشتاء يتحول الى ساحات للتزلج على الجليد ويأتي اليه السياح من جميع بقاع العالم، في محيط وادي الزهور يوجد عدد من الفنادق الراقية والتي تقدم خدماتها للسياح بأسعار تقل عن 100 دولار لليلة الواحدة مع وجبة افطار.

مجمعات كنسية بين أعالي الجبال وفي باطنها

أرمينيا تتنوع فيها المسطحات الى جبال وسهول وغابات، فيها يوجد العديد من المجمعات الكنسية والتي تستحق الزيارة لاسيما في مدينة سيفان وبها يوجد مجمع كنائس بارع الجمال وتعد من أشهر الأماكن المقدسة للأرمن والسياح، كما يوجد.

ساحة الجمهورية تحتضن حفل الاستقلال

في مساء الثالث والعشرين من سبتمبر الماضي نظمت ارمينيا احتفالية غنائية كبرى بمناسبة العيد الوطني وعيد الاستقلال الـ 22 حضرتها أعداد كبيرة من الأرمن والسياح، حيث كان الرئيس الأرميني ساركسيان أول الحضور في الصفوف الأولى مع زوجته ريتا ساركسيان، وكذلك ديكران ساركسيان والسيدة عقيلته وباكو ساهاكيان رئيس الوزراء حضر أيضا رئيس آرتساخ الأرمينية.

عدد كبير من الأرمن الذين حضروا الاحتفالية حرصوا على اصطحاب أطفالهم للمشاركة وهم يحملون علم أرمينيا ويلوحون به، هذا غير كثير من الشباب الذين حرصوا على ان يلفوا أنفسهم بالعلم وكثير من الفتيات حرصن على ان يرسمن العلم على وجوههن تعبيرا منهن عن الفرحة بذكرى الاستقلال التي حضرتها ايضا وفود ارمينية من المهجر أتوا من دول عديدة للمشاركة في الاحتفال.

أكثر دول الاتحاد السابق تقدما في التكنولوجيا

أرمينيا من اكثر دول الاتحاد السوفييتي السابق تقدما في مجال صناعة التكنولوجيا والشرائح الالكترونية وهو ما يعد احدى ركائز الاقتصاد هناك، كما انه بعد الاستقلال برزت اهمية الزراعة في الاقتصاد بشكل ملحوظ ويعزا ذلك الى الحاجة الى تأمين المواد الغذائية للسكان. ولا يمكن لزائر يريفان ان يتجاهل القيام بجولة حول نهر هرازادان حيث يقع الاستاد الكبير وجسر النصر وشارع ماشتوتس الذي يؤدي الى متحف المخطوطات شمالا، وعاليا فوق التلة التي تقع خلف المتحف هناك يمكنك ان تطالع مشهدا رائعا للمدينة كلها ومن ورائك تجد النصب التذكاري لشهداء الإبادة الأرمينية عام 1915 حسب ما هو مدون في كتب التاريخ وهذا النصب التذكاري يقع وسط حديقة النصر التي دشنت تخليدا لذكرى انتصار الشعب السوفييتي على ألمانيا بين عامي 1941 ـ 1945. وحينما تذهب عيناك بعيدا ترصد تمثالا شامخا وخالدا وهو «أم ارمينيا» او «أرمينيا الأم» ويرمز الى قصة وتاريخ نضال الشعب الأرميني، وهو تمثال ضخم للمرأة الأرمينية البطلة في وقفة هادئة وواثقة وقد أمسكت بالسيف من طرفيه تعبيرا عن عزمها الدفاع عن وطنها حتى النهاية، وقاعدة التمثال عبارة عن متحف غني بمعروضات متنوعة تروي تاريخ الشعب الأرميني.

متحف الإبادة

متحف الإبادة الأرمينية يقع في يريفان وعلى مسافة أمتار من النصب التذكاري لضحايا الابادة والذي تتوسطه شعلة مضاءة على مدار العام وهذه الشعلة وحسب المرافق للوفد صموئيل ورغم شح الغاز في ارمينيا قبل سنوات الا ان النار ظلت مشتعلة ويبلغ طوال النصب نحو 44 مترا ويرمز الى النهضة الوطنية للأرمن، وبه اثنتا عشرة بلاطة في شكل دائرة في مركزها الشعلة، وفي 24 ابريل من كل عام يفد اليه يأتي مئات الآلاف من الأرمن والسائحين ويتم وضع الزهور حول الشعلة الأبدية والمتحف يضم العديد من الوثائق والصور التي تؤرخ للمذابح والكثير من القصص الانسانية والمآسي منها، وكيف ان بعض الملوك والحكام العرب ساعدوا في ايواء وانقاذ بعض من نجوا منها.

ارمينيا – أمير زكي

الأنباء الكويتية

Share This