eSyria تتطرق الى الزي الأرمني.. الخصوصية في المناسبات

تتميّز منطقة الجزيرة السورية بجمال طقوسها وفلكلورها، وتعدد الطوائف التي تسكنها، والأرمن إحدى هذه الطوائف التي يتميز أهلها بلباسهم الخاص في المناسبات الدينية والمهرجانات.

مدوّنة وطن eSyria وبتاريخ 1/10/2013 التقت السيد هراج هاكوبيان فقال: “اللباس الأرمني هو إرث ورثناه من الأجداد، ودورنا الحفاظ عليه فقد شاهدت والدي وجدي يرتديانه، وكان الرجال والنساء يرتدونه بشكل يومي، ومع مرور السنوات والأيام بدا محافظاً على رواجه، وقد كان الزي الشعبي الأرمني قديماً أي حين كان متداولاً يباع بأسعار زهيدة أما الآن وقد أصبح شبه منقرض فهو مرتفع السعر لقلة الطلب عليه، ويعد على أيدي خياطين اختصاصيين فلا يستطيع أي خياط إعداده لدقة النقوش والتطريز فيه، حيث تختلف ألوانه بين فئة وأخرى وجيل وآخر”.

الصحفيّة كارولين خوكز تحدّثت بدورها عن خصوصية اللباس وقالت: “منذ عشرات السنين تحوّلت ملابسنا الفلكلورية لتكون حاضرة على المسارح وفي المهرجانات المحلية والعربية والعالمية، علماً أنّ عرض الزي على المسارح يرافقه عرض لأغلبية الفنون الخاصة بالأرمن، ويرافق تقديم الزي في جميع المناسبات العروض المتنوعة للرقص، وهنا تظهر جمالية وخصوصية تلك الملابس، أمّا في الحياة العادية التي نعيشها فالجميع الآن يرتدي كما كل أبناء منطقة الجزيرة السورية”.

وتضيف كارولين حول لباس المرأة فتقول: “ترتدي المرأة على رأسها قلنسوة حمراء فيها شراشيب سوداء وتلف هذه القلنسوة بمنديل أبيض يغطي القلنسوة والشعر ويبقى الوجه مكشوفاً، ويمر المنديل من تحت الرقبة، أما لباس الجسد فيتكون من فستان طويل أحمر اللون وتحته سروال طويل، كما تتزنر بحزام قماشي وتضع صدرية مزركشة ملونة، ونحن الشباب ومن سبقنا بسنوات قليلة وحتى الجيل القادم لن يتعرف على زي أجداده وماضيه إلا بالحفاظ عليه وتقديمه وعرضه لكل من ينتمي إليه، ولذلك يسعى البعض لصنع تلك الملابس للأطفال فقط ليلبسوه في الأعياد وبعض الطقوس الدينية في الكنيسة، أمّا الشباب فنادراً ما يلبسونه، وكما أسلفت فإنها باتت رسالة فنية لتكون حاضرة في الأماكن التي ذكرناها، وهناك حالة أخرى تظهر فيها الملابس الأرمنية وهي المعارض التي تتشكل بين الفترة والأخرى، وغالباً ما تخصص في الجزيرة السورية لتعرض فيها الملابس الشعبية والتراثية لكل أبناء المنطقة، فلكل فئة أو مجموعة زيهم التاريخي المميز سواء الأكراد أو السريان أو الزي البدوي، وغالبا ما تتشابه في الزركشات الجميلة والألوان الزاهية، ويؤكد الباحثون أن الألوان المتعددة على الزي هي لإثبات تعدد ألوان أبنائها ومع ذلك يجمعهم الفرح والمحبة”.

الباحث التاريخي جوزيف أنطي تحدّث بالقول التالي: “يختلف اللباس والزي من فئة إلى أخرى، ولكل مجموعة أو فئة شكل خاص، فلباس الرجل الأرمني يتألف من قبعة بقطعة قماشية مزركشة من الحرير الملون بالأحمر والأسود والأصفر كلباس للرأس، وعلى الجسد يرتدي قميصاً طويلاً أبيض اللون وفوقه قميص آخر ملون، وفوق هذا يرتدي صدرية كما يرتدي سروالاً طويلاً واسعاً ويستعين بحزام قماشي أصفر اللون من أجل الربط، أمّا لباس المرأة فيتكون من قلنسوة حمراء توضع على الرأس فيها شراشيب سوداء وتلف بمنديل أبيض يغطيها مع الشعر ويبقى الوجه مكشوفاً ويمر المنديل من تحت الرقبة، ولباس الجسد يتكون من فستان طويل أحمر اللون وتحته سروال طويل، كما تستعين بحزام قماشي وتضع صدرية مزركشة ملونة، وبالعموم فإن اللباس الشعبي هو زي المرأة والرجل الأرمني، كان متداولاً عند الجميع في الماضي البعيد وتداوله أهل الريف وأهل المدينة وكان يتأثر اللباس الشعبي بالبيئة الجغرافية حيث إنه في المناطق الحارة كان سكانها يرتدون لباساً خفيفاً أما في المناطق الباردة فيرتدي الناس لباساً ثقيلاً مبطناً بالصوف وما شابه ذلك”.

Share This