بقاء الأرمن في سورية خيار إسلامي

أوضح رجل الأعمال ليون زكي أن وصول الأرمن إلى سورية بدأ بالقرن الأول قبل الميلاد، وأضاف بأن سورية الكبرى (أي بلاد الشام) بما فيها لبنان وفلسطين والأردن البلد الوحيد الذي لم تدخله المسيحية، بل انبثقت منه، فالمسيح سوري المولد، وتحدث بالآرمية (اللغة اليومية لبضعة قرى سورية لتاريخه)، وتلاميذ المسيح السوريين حملوا الرسالة المسيحية من سورية إلى العالم.

أشار ليون زكي في حديث لموقع “أزتاك العربي” أن اسرائيل سعت دائماَ إلى إفراغ سورية من المسيحيين ومحو تاريخ المسيحية، وهي اليوم تحقق أهدافها في تهجير ما تبقى.

واستنكر زكي العثمانيين الجدد المتمثلين بحكومة أردوغان عبر عملاء لهم في تهجير الأرمن من سورية، وأفصح عن مخاوفه من الموت البطيء وتكرار مآسي الماضي.

وأضاف زكي ان الحرب التي يقودها المتطرفون تحت عنوان الجهاد في سيبل الله، تبيح كل ما حرمه الله، لم يعد الإسلام لديهم كدين سماوي، بل أصبح شريعة أرضية تبيح نهب الممتلكات وتدمير المنشآت، إلى الخطف والتعذيب والأغتصاب والقتل وقطع الرؤوس، وصنعوا الفتن والحقد والكراهية، ونشروا في الأرض فساداً… وكل ذلك تحت راية الإسلام والإسلام منهم براء… لأنهم بالحقيقة ينهون عن المعروف ويأمرون بالمنكر، يسعون إلى إفراغ سورية من مسيحييه عامة ومن الأرمن خاصة، وتهجير ما تبقى منهم ومحو تاريخهم، خدمة للدولة العنصرية اليهودية والعثمانيين الجدد.

وأوضح ليون زكي بأن تسريع عملية تهجير وهجرة الأرمن من الأرض التي شهدت ولادة دينهم هو تنكر المسلمين للأمانة التي حافظت عليها أباءهم وأجدادهم خلال 1400 سنة من العيش المشترك. إن تناقص أعداد الأرمن بشكل مطرد من سورية وتراجع دورهم وتهميشهم، لابل شرزمتهم، وعدم استطاعتهم فرض وجودهم وإستعادة دورهم، وذلك لفقدان المعطيات التي تسمح لهم بالنهضة على أرض الواقع، أمور تؤكد النيات الحسنة لن تعد كافية.

أكد ليون زكي بأن هذا ليس استجداءاً بل لحث النخب الإسلامية، وخاصة تلك المؤثرة في التوجهات السياسية والدينية، على العمل والقيام بالواجب الأخلاقي تجاه شركائهم بالمواطنة، لأن بقاء الارمن في سورية وإستعادتهم لدورهم المتقدم في بناء الوطن خيار إسلامي، للظهور على الساحة الدولية بمظهر الأمة الحضارية المحترمة لحقوق الإنسان والجماعات.

إلى ذلك، إن الأرمن يرفضون الموت… ويتعلقون بالحياة… لكن بالكرامة…!

Share This