تقرير سفرة خورنة مار توما الرسول الكلدانية في هولندا الى أرمينيا

نظمت “خورنة مار توما الرسول” الكلدانية في هولندا سفرة سياحية وتاريخية ودينية الى أرمينيا لمدة عشرة أيام بين 17 – 26 أيلول 2013. ونورد التقرير المنشور على موقع خورنة مار توما الرسول في هولندا لما له من معلومات غنية.

كانت نقطة التجمع الاولى في مطار أمستردام لتوزيع تذاكر السفر والدليل المعد للرحلة يتضمن شرح مفصل عن الاماكن الدينية والتاريخية والجغرافية والمتاحف التي نزورها مع ارقام هواتف وحالات الطواري عندالضرورة. وبتمام الساعة الثامنة ليلاً اقلعت الطيارة متوجه الى مطار يريفان– ارمينيا.  بعد وصولنا الى المطار واكمل تأشيرات الدخول كانت في استقبالنا المرشدة السياحية السيدة ليليت والسائق معها وتم التعارف عليهم بعد ذلك تم ضيافتنا بالحلويات الارمنية على سلامة الوصول وتوزيع خارطة ارمينيا والعاصمة يريفان الى المشاركين بعدها توجهنا الى الفندق في العاصمة وبعد استراحة قصيرة تم استلام غرف النوم.
اليوم الثاني: الاربعاء 18 ايلول: بعد تناول وجبة الفطور كانت لنا جولة حرة في العاصمة يريفان في اسواقها ومنتزهاتها وحدائقها الجميلة حتى المساء كانت لنا وجبة العشاء في احدى مطاعمها التراثية التي تقدم بين فترة واخرى لوحات راقصة والغناء من التراث الارمني. بعدها عدنا الفندق.

اليوم الثالث: الخميس 19 ايلول: عند الساعة التاسعة صباحاً توجهنا مع السيدة المرشدة وبرفقة السائق الى حديقة النصر ويتوسطها تمثال أم ارمينيا الشاهق الذي يشرف على مدينة يريفان بارتفاع  يبلغ طوله 36 متراً، ويجسد شخصية الشهيدة الأرمينية صوصيه مايريك وهى تحمل سيفاً وكأنها تقف حارساً لحماية البلاد. وحولها انواع من الاسلحة وطائرة الميغ للمصمم الارمني الجنرال ارتيوم ميكويان المولد في 5 آب عام 1905 في بلدة (سهانين) بأرمينيا. ومن الساحة الفسيحة أمام المتحف والمعرض ينبسط أمامك مشهد عام لا مثيل له لمدينة يريفان على خليفة جبل آرارات الشاهق بقمته العالية حيث يبلغ قطر جبل أرارات حوالي 40 كيلومتر يحاذي حدود إيران وتركيا وأرمينيا وأذربيجان. وله قمتان: ماسيس الكبير (أعلى قمة في هضبة أرمينيا بارتفاعِ 5.137)، وماسيس الصغير أقل ارتفاعاً (بارتفاعِ 3.896). فيها تمثال ضخم لـميسروب ماشتوتس (361-440م) مخترع الأبجدية الأرمينية،وتملأ المكان أعمال تكوينية فنية تمتزج فيها مختلف المواد مع الطبيعة الخضراء من بداية الساحة الرئيسية حتى المدرجات، التى ترتفع شاهقة فى مشهد مهيب للمدينة. بعدها توجهنا الى متحف تاريخ أرمينيا من المواقع المهمة هناك، وكانت في استقبالنا المرشدة التاريخية لشرح لنا اهم الاثار الموجودة داخل المتحف  ، حيث يحتوي على آلاف القطع من الحضارة المادية الأرمينية والحضارات القديمة قبل وبعد الميلاد. بعد الانتهاء من الزيارة كانت لنا فترة الغداء في المطاعم لتناول البيتزا بطعمها الارمني. بعدها توجهنا الى تلة قرب العاصمة يريفان لزيارة نصب الشهيد التذكاري لضحايا مجازرة الارمن1925 والصلاةعلى ارواح الشهداء، وزيارة متحف النصب المليئ بالوثائق والمعلومات والكتب  والصور التاريخية، بعدها تم زيارة حديقة اشجار الصنوبر في نفس الموقع، لمشاهدة الاشجار التي غرسها ملوك ورؤساء الدولة اثناء زيارتهم الى النصب بغرس شجرة هناك ومنهم قداسة البابا يوحنا بولس الثاني اثناء زيارته  يوم 25 أيلول 2001، الى جمهورية أرمينيا التي وضع أكليلاً من الزهور على نصب الشهيد وغرس شجرة تخليدا لزياته استغرقت ثلاثة أيام، ووصفت بأنها تاريخية، لأنها أول زيارة يقوم بها بابا الكنيسة الكاثوليكية الى أرمينيا، وذلك للمشاركة في الاحتفالات الختامية للذكرى الـ (1700) لاعتناق أرمينيا الديانة المسيحية عام 301.  بعدها ذهبنا الى دار المخطوطات والوثائق القديمة الارمنية الثمينة في العالم وتشاهد امام واجهة المتحف مكتشف أو مخترع الأبجدية الارمنية والمترجم ميسروب ماشدوتس وطالب منحنى عند استاذه حتى ينهل منه العلم. وكانت في استقبالنا المرشدة التاريخية في الدار وشرحت لنا اهم المخطوطات والخرائط  عبر التاريخ وبكافة اللغات وبالفعل كنز ثمين للانسانية. بعد ذلك توجهنا الى احدى المطاعم الفلكورية لتناول العشاء الارمني المميز مع استعراض غنائي راقص من التراث الشعبي. ومن هناك توجهنا الى الفندق.

اليوم الرابع: الجمعة 20 ايلول: بعد تناول الفطور توجهنا الى بحيرة سيفان (حسناء او لولؤة أرمينيا) التي تبعد 70 كم عن العاصمة وترتفع اكثر من 1900م فوق سطح البحر وهي اكبر بحيرة وهي غنية بمياها المعدنية ذات الميزات الشفائية. ومشهور بأثارها التاريخية وكذلك الأديرى من القرن التاسع وحتى الثالث عشر وزيارة الكنيسة في اعلى التل والصلاة فيها. ومن سيفان توجهنا الى مدينة ديلجان عبر نفق طوله (ثلاثة كم) حيث تتغير طبيعة الطقس قبل وبعد النفق وتمر في الطرق المعبدة وتتمتع بجمال الطبيعة الفسيحة عبر الكروم الياغية وبساتين الأشجار المثمرة وغابات اشجار الصنوبر والأماكن المأهولة العامرةحتى وصولنا كنيسة قديمة (هاغارتسين ودير غوش) كان مجمع رهباني في القرن الثاني عشر وكانت الجامعة الاولى الارمنية وقد نجت الى حد الان ما من عاديات الدهر وفتك الغزاة والحروب. بعد دخول المغول وكانوا يسرقون المخطوطات وبعدها يبيعونها الى الرهبان ، بعدها ذهبنا الى دار الفلكور والاعمال اليدوية من نحت ونسيج ورسوم واعمال خشبية ومن هناك ذهبنا الى الفندق الواقع بين جبال مدينة دليجان الخلابة والمصيف الجميل.
اليوم الخامس: السبت 21 ايلول: بعد تناول وجبة الفطور توجهنا الى العاصمة يريفان في طريق اخر مرورا في الاماكن ومنها معمل النحاس القاطن بين الجبال حتى وصولنا مدينة هاخبات وزيارة الكنيسة التي كانت مركز ثقافي تعلمي ديني وهناك التقينا مع الاب اسيت من سورية ورحب بزيارتنا. واكملنا طريقنا الى مدينة أشتاراك التي حدث فيها الزلازل المدمر عام 1988 للراحة وتناول وجبة الغداء، بعدها توجهنا الى مدينة أبوفيان وتوجد فيها أصغر كنيسة في ارمينيا على شكل صليب، وكان المجمع للراهبات بعد حكم السوفيت ويوجد ضريح الكاتب كيفورك آمين (حيث قال: اريد ان ارى المدينة من الاعلى). بعدها توجهنا الى المطعم لتناول وجبة العشاء ، بعدها ذهبنا الى ساحة الشعب في العاصمة يريفان لحضور احتفالات يوم استقلال ارمينيا، بحضور حشد كبير من الشخصيات الرسمية والسياسية والدبلوماسية وحشد كبير من الشعب في كرنفال موسيقي ورقصات شعبية والعاب النارية. بعد ذلك عندنا الى الفندق.

اليوم السادس: الاحد 22 ايلول: صباح هذا اليوم ذهبنا الى كاتدرائية إتشميادزين لحضور القداس الالهي برعاية صاحب القداسة كاركين الثاني كاثوليكوس عموم  الأرمن الأرثوذكس في اتشميادزين ومعه مجموعة من المطرانة وعدد كبير من الكهنة والرهبان، وبمشاركة جوقة تراتيل الكاتدرائية، وحضور عدد كبير من المؤمنين داخل الكنيسة. بعد الانتهاء من القداس قمنا بزيارة معالم هذا الصرح المسيحي التاريخي الأرمني. أما كاتدرائية اتشميادزين فهي من أقدم الكنائس في العالم، وقد شيدت في أواسط القرن الرابع وعلى مقربة منها معابد هريبسيميه وغايانيه وشوغاكات وغيرها من صروح أوائل القرون الوسطى.بعدها توجهنا آثار معبد زفارتنوتس التي تثير إعجاب واهتمام الزوار ويعطي أطلال زفارتنوتس (والكلمة تعني بالأرمينية معبد الملكوت المرح) والمستوى الرفيع الذي بلغه الفن المعماري الأرمني في بداية القرون الوسطى. وتوجد فيها الساعة الشمسية ولوح حجري مكتوب بالخط المسماري. بعدها ذهبنا الى احدى المسارح لحضور العروض الفنية الرقصات الشعبية والفلكورية والموسيقى الخفيفة. ومن توجهنا الى مطعم تاريخي قديم كان رواده من كبار المسؤولين والضباط العسكرين في زمن السوفيت في ساحة الشعب. بعد العشاء كانت لنا جولة ليلية في منتزهات العاصمة، وزيارة دار الأوبرا والمسرح والموسيقى، وقد شيدت هذه البناية الرائعة وفق تصاميم المعماري العبقري الكسندر تامانيان واستحقت ميدالية ذهبية في معرض باريس الدولي لسنة 1935.

اليوم السابع: الاثنين 23 ايلول: بعد تناول الفطور كان هذا اليوم لزيارة الاسواق التجارية الكبيرة والشعبية وزيارة سوق الفواكة المجففة والمكسرات. بعدها كانت لنا زيارة الى كنيسة كريكور المنور المبنية عام 2001 ومن هناك ذهبنا الى احدى المطاعم السياحية لتناول العشاء التي تعرض بين الحين والاخر عروض فنية راقصة. بعدها كانت لنا ايضا جولة ليلية في منتزهات وحدائق يريفان وجلسنا في احدى مقاهي السياحية لتناول الشاي والقهوة وبعدها عدنا الى الفندق.

اليوم الثامن: الثلاثاء 24 ايلول:  بعد تناول وجبة الفطور توجهنا الى دير (خورفيراب): وهذا يعني (حفرة عميقة أو بئر عميق) هو دير الكنيسة الرسولية الأرمينية الواقعة في سهل آرارات  وتطل على مناظر رائعة خالبة لجبل ارارات مناظره بالقرب من الحدود مع تركيا. وفي هذا الدير سجن القديس غريغوريوس المنور لمدة اربعة عشر عاماً. وقاد حملته التبشرية من عام 301 م في البلاد واعلنت ارمينيا اول دولة أمة مسيحية. ويعتبر هذا الدير موقعاً مقدساً للحج ومن اهم المواقع الدينية في ارمينيا ومن هذا المكان انتشرت المسيحية. وكان الدير مقر إقامة كاثوليكوس الأرمن. بعده توجهنا الى مدينة اراني  وزيارة دير نورابانك. واثناء عودتنا كانت لنا فترة تناول الغداء في مطعم يقع في مغارة في احدى الجبال الشاهقة. بعدها توجهنا الى احدى معامل النبيذ التي تشتهر به ارمينيا واثناء الزيارة تم عرض لنا فلم وثائقي عن كيفية زراعة العنب وقطفه حتى الوصول الى انتاجه وكيفية الاحتفال بعيد النبيذ ، وتم ضيافتنا من قبل ادارة المعمل للانواع منه. وخلال رحلتنا هذا اليوم جبل ارارات لم يفرقنا. حتى وصولنا الى المطعم في يريفان لتناول العشاء. بعد ذلك كانت ايضا لنا جولة في العاصمة ومن هناك عدنا الى الفندق.

اليوم التاسع: الابعاء 25 ايلول: صباح هذا اليوم توجهنا الى دير كيغارت لتشاهد آيات وروعة الفن المعماري والهندسي الأرمني، والدير منحوت في صخرة ضخمة تحت الجبل وتوجد فيه آثار فنية مذهلة برقتها وسحرها، تستثير الدهشة وإعجاب الزوار الوافدين على الدير من جميع أنحاء العالم. يمكنكم أن تجدوا في أكثر الأماكن روعة وجمال في الجبال المزخرفة بالغابات الكثيفة والأودية المبعثرة ولكن المترابطة بواسطة بعض المناطق الداخلية لبعض وداخل هذا الدير يوجد منبع ماء عذب ويعتبر مقدساً وهذا الدير نحت من الاعلى الى الاسفل،  والدير مسجل في منظمة اليونسكو. ومعنى كيغارت: هو سلاح الحربة. وقد نجت اكثر الكنائس والاديرة في ارمينيا على البقاء صامدة من الهزات الارضية بسبب كثرة الكسرات داخل البناء التي تمتص قوة الهزة. بعدها تم زيارة معبد الشمس في كارني القرن الأول الميلادي المبنى على إحدى التلال المرتفعة على الاراضي والتحصينات المجاورة. ذلك المعبد الذي صمد لمحن الزمن وعوادي الدهر أكثر من 16 قرنا وانهار أثر زلزال مدمر في سنة 1679. وتم اعادة بناءه بصعوبة  بعد ان انتشلوا احجاره من الوادي العميق القريب له. بعدها ذهبنا الى مركز المدينة لتناول الغداء والتبضع، ومن هناك ذهبنا الى اشهر معمل ارارت لعمل مشروب الكونياك. وكانت في استقبالنا مرشدة المعمل لتشرح لنا تاريخ انشاء المعمل في جولة داخل المعمل وايضا تم ضيافتنا بنوعين من الكونياك احدهم تاريخ انتاجه ثلاثة سنوات والاخر عشر سنوات وكان الفرق واضح من طعم المشروبين ومن الاعلى تشاهد نهر هرازادان وجسر النصر. بعد ذلك عندنا الى الفندق. وعند الساعة السابعة مساءاً كانت لنا دعوة عشاء فاخر من قبل الشركة السياحية المنظمة وتم اهداءنا صورة تذكاريا ونحن واقفون في ساحة الشعب في مركز العاصمة يريفان ومعها هدية اخرى نموذج الى فاكهة الرمان التي ترمز في التراث الارمني الحياة والرفاهية.

اليوم العاشر: الخميس 26 ايلول: عند الساعة الواحدة بعد منتصف الليل بتوقيت ارمينيا توجهنا الى مطار يريفان للعودة ونشكر الرب وابنه يسوع المسيح وأما مريم العذراء على سلامة الوصول الى مطار هولندا.

باسم خورنة مار توما الرسول في هولندا وراعيها الاب فراس غازي تهدي اجمل التهاني واعطر التبريكات الى أفراد المجموعة بزيارتها الاماكن المقدسة في أرمينيا  وتتمنى لهم حياة سعيدة هانئة وحجاً مباركاً. وتشكر الى كل من ساهم في انجاح هذه الرحلة المقدسة.

موقع خورنة مار توما الرسول في هولندا

Share This