“الجرنال” المصرية تتطرق الى الساعاتي الأرمني

نشرت “الجرنال” المصرية مقالة بعنوان “أشود.. بائع الساعات المصرى من أصل أرمني: لما أقارن عبدالناصر بمرسى.. أنحاز للي ظلمني”، حيث كتب أن جماله وعراقته كأقدم محل للساعات بمصر، وعلى الرغم من البنايات العشوائية التى أحيطت به من كل جانب التى كادت تخفى معالمه، ظل أبناء منطقة العتبة وزائروها يضبطون ساعاتهم على دقات ساعاته.

عندما أنشأ الأرمني بابازيان، محل «بابازيان للساعات» عام 1903، لم يكن يعرف أنه سيتحول إلى شاهد حى على خمسة رؤساء تعاقبوا على حكم مصر، ومع ذلك ظل محتفظا بعبق التاريخ بداخله، من خلال الديكورات والأثاث الذى يعود معظمه إلى عهد الملك فؤاد الأول، الذى يلفت انتباه أي زائر للمحل.

زوار المحل يطلقون عليه لقب المتحف، ولكنى أقول لهم إنه تاريخ مصر، أولى كلمات أشود بابازيان، 60 عاماً، الحفيد المصري الذي رفض التخلي عن إرث العائلة، واصفا محله، الذى تناثرت على جدرانه صور لأجداده وقصاصات من صحف ومجلات قديمة تتحدث عنهم.

فخر واعتزاز أشود بحفاظه على تاريخ أجداده، لا يشوبه إلا ذكرى واحدة دوما ما تنغص عليه تفكيره، ينتهى دوما بسؤال بينه وبين نفسه: «كيف فكرت فى هجرة هذا البلد إلى الأبد فى يوم من الأيام؟». فثورة 23 يوليو على الرغم من أنها كانت خيرا على جموع المصريين، فإن هذا الخير لم يطل تجارة عائلة بابازيان، التى أصابها الركود بفعل قرارات التأميم التى أصدرها «عبدالناصر»، ما دفعه إلى التفكير فى الهجرة إلى أمريكا عام 1956، بعد إنهاء دراسته بالجامعة الأمريكية وأداء الخدمة العسكرية، مقلدا بذلك أولاد أعمامه الذين قرروا الهجرة وبيع كافة ممتلكات العائلة بمصر: “سافرت بضعة أشهر ولكننى لم أحتمل، فمصر لها خصوصية تختلف عن أى دولة أخرى، أقلها حفاظ أهلها على مبدأ الجيرة والعشرة، وأنك تنام وأنت مطمئن أنك ستجد قوت يومك فى الغد”.

تعاقب الثورات والحكام على تاريخ مصر، جعل أشود يضع حكم الرئيس المعزول محمد مرسى فى مقارنة مباشرة مع حكم الرئيس الراحل عبد الناصر لكون كليهما أتى بعد ثورة، لكن هذه المقارنة جاءت لصالح عبدالناصر، على الرغم من المعاناة التى رأتها الطوائف الأجنبية فى عهده، خصوصا الأرمن الذين قلت أعدادهم من 40 ألفاً إلى 10 آلاف: عبدالناصر على الأقل كان مسئول عن قراراته، إنما مرسي خلى مش بس الأجانب يعانوا دى مصر كلها بتعاني.

Share This