الذكرى 300 لميلاد رمز فن الأغنية الأرمنية صاياط نوفا

حدد عام 2012 الذكرى الـ300 لميلاد المغني والفنان الأرمني صاياط نوفا. ورغم ذلك تتواضل الاحتفالات بذكراه، حيث يعتبر من أهم الرموز في فن الأغنية الأرمنية.

ولد الشاعر والمغني الجوال بالقرب من تيفليس، عاصمة جيورجيا، عام 1712 م. من عائلة قروية، نزح والده “كارابيد” المولود في حلب ووالدته سارة من “أضنا”. اسمه هاروتيون أو أروتين، عرف باسم “صياد نوفا” (صاياط نوفا) الذي يعني (ملك الأغاني) باللغة الفارسية. عرف باللغة الأذربيجانية والايرانية باسم (سيد نوا)، أما في المصادر الأرمنية فنجد تفسيرات مختلفة مثل (صياد الشهرة) و(أمير الموسيقى) و(سيد الغناء).

عرف بصوته الشجي وأغانيه الشعبية التي كان يغنيها برفقة الآلة الوترية الـ(كمنتشة). كان ملماً بلغات كثيرة منها: الجيورجية والفارسية والأذربيجانية والعربية مما ساعده على الغناء أمام جمهور أوسع ومنحه شهرة أبعد من أبناء جلدته.

وصلت شهرته إلى ملك جيورجيا فأضحى مغني القصر. لكنه واجه متاعب كثيرة وطرد من القصر عندما أحب شقيقة الملك. واستمر في مسيرته الغنائية، ثم أكمل حياته ككاهن ناسك إلى أن استشهد في دير “هاغباد” عام 1795 م.

عدّ صياد نوفا نفسه الجسر الذي يصل الثقافات المختلفة في جيورجيا، فغنى باللغات المحكية في تلك المنطقة، وعبّر من خلالها عن خلجات نفسه وأحزانه وعشقه. كان وافر الأغاني، لكن معظمها لم يصل إلينا لعدم تدوينها، وبقيت ضمن الموروث الشفهي.

عاش الشاعر معظم حياته في جو ديني، إنما غالبية قصائده وأغانيه كانت تتناول المواضيع الدنيوية، وهي مفعمة بكلمات الحب والعشق.

أدرج “صياد نوفا” في أغنياته التي أنشدها باللغة الأرمنية والجيورجية والأذربيجانية في مناسبات مختلفة عدداً من الأبطال والبطلات المعروفين في الأساطير لدى الشعوب الشرقية، بطابعهم الرومانسي وبطابع العشق والبطولة. مما يدل على أن المغني والمنشد الأرمني في نهاية القرون الوسطى كان ملماً بتلك الأساطير والثقافات

كان “صياد نوفا” يقوم بتأليف أغانيه ضمن القواعد والمقاييس التقليدية المطلوبة في فن الغناء الشرقي.

وصف ملامح محبوبته مستخدماً الصفات التي كان يستخدمها شعراء الشعوب المجاورة في القرون الوسطى. ومثال ذلك صفات أدرجها صياد نوفا في أغانيه باللغة الأرمنية بنفس اللفظ العربي، مثل: “الشمس” و”القمر” عند وصفه وجه حبيبته، “غالام كاش” (أي مرسومة بالقلم) و”الفنجان” عند وصف عيونها، و”الريحان” عند وصف شعرها، و”العزيزة” و”الجوهرة” عند وصفها بالغالية.

لقد تركت حياة صياد نوفا وإبداعاته أثرها العميق في الحكاية الشعبية الشفهية لدى الشعب الأرمني.

ملحق أزتاك العربي للشؤون الأرمنية

Share This