سجادة “اليتامى الأرمن” تثير جدلاً تأريخياً

بقلم ليلى قصراني

فشلت محاولات بعض الناشطين الأرمن في أميركا من عرض السجادة المسماة “سجادة اليتامى الأرمن” في متحف الـ “سميثسونيان”. وكانت السجادة هذه قد نسجت بأياد أرمنية وهي مخزونة في البيت الأبيض من سنوات عدة. وكانت الخطة أن تعرض في  المتحف المذكور في العاصمة الامريكية في شهر ديسمبر مع تزامن صدور كتاب المؤلف الأرمني الامريكي هاكوب مارتن ديرانيان والذي يحمل عنوان “الرئيس الامريكي كالفين كولدريج وسجادة اليتامى الأرمن”.

لكن السجادة ليست “أية سجادة” كما صرح أحد المسؤولين في البيت الأبيض بل هي هدية من يتامى أرمن لجأوا أثناء المجازر والإبادة الى قرية “غزير” اللبنانية الواقعة في قضاء كسروان.

وكانت أيادي الصغار اليتامى هي التي حاكت هذه السجادة وقدمت هدية للرئيس الأمريكي كالفين كولدرج في سنة 1925. وللسجادة أسم متعارف عليه في البيت الأبيض وهي “سجادة اليتامى”.

يرجع  سبب الرفض في عرض هذه السجادة في المتحف الامريكي هذا الى حساسية الموضوع لأن هؤلاء الاطفال كانوا ضحايا للأبادة الجماعية التي تعرض لها الأرمن من قبل الاتراك وأن عرض مثل هذا قد يسيء الى العلاقات الأمريكية التركية.  كما صرح ناطق في البيت الأبيض بأن السجادة لن تعرض في المتحف بل ستبقى محفوظة في البيت الأبيض خصوصا أن الحكومة التركية لا تعترف لحد الان بالتنظيف العرقي الذي قامت به  دولتهم في القرن الماضي  وبأن كلمة مثل “إبادة” قد تثير حفيظة الأتراك.

ويقال بأن السجادة بألوانها الجذابة تعتبر قطعة فنية رائعة. في سنة 1995 طلبت أمراة أرمنية وهي إبنة أحدى اليتامى من الذين صنعوا السجادة برؤية العمل الفني المنسوج وبالفعل قامت إدارة الرئيس السابق كلنتون بالسماح لها بالأطلاع على السجادة.

في اعتذار خطي قدمه المسؤولين في البيت الأبيض  لدائرة متحف الـ”سميثسونيان” جاء فيه بأن البيت الابيض لا يقدر حاليا على إعارة السجادة للمتحف إلا أنها ستبقى رمزا  للعلاقة الطيبة التي تربط الأرمن بالولايات المتحدة الامريكية”.

Share This