أرمينيا تعلق المصادقة على البروتوكلات مع تركيا

أعلن الائتلاف الحاكم في أرمينيا الخميس 22 نيسان تعليق المصادقة في البرلمان على اتفاقين تاريخيين مع تركيا.

فقد أعلنت الاحزاب الثلاثة التي تشكل الغالبية في البرلمان الأرمني أنه “بما أن تركيا ترفض المصادقة على البروتوكولات دون شروط مسبقة في مهلة معقولة فإننا نعتقد أنه من الضروري وقف هذه العمليةserjsa“.

وأكدت في بيان لها أنه سيتم سحب هذه المسألة من جدول أعمال الجمعية الأرمنية “حتى تبدي تركيا استعداداً لمواصلة العملية بدون شروط مسبقة”.

وتأخذ أحزاب الاغلبية في أرمينيا على تركيا محاولة ربط جهود المصالحة بالنزاع بين أرمينيا واذربيجان المجاورة حول منطقة ناغورني كاراباخ التي تقطنها أغلبية أرمنية.

وجاء في البيان الذي وقعته الاحزاب الثلاثة (الحزب الجمهوري وارمينيا المزدهرة ودولة القانون) أن ما أدلى به رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان مؤخرا من تصريحات تفيد ان الجانب التركي ما زال يربط عملية المصادقة على البروتوكولين التركي والأرمني بعملية تسوية نزاع ناغورني كاراباخ أمر “غير مقبول”.

وفي نفس اليوم ألقى الرئيس الارمني سيرج سركيسيان خطاباً الى الامة بشأن العلاقات مع تركيا. حيث أشار الى أن أرمينيا لم تنسحب من المسار الذي دخلته من أجل تطبيع العلاقات مع الجارة تركيا، لكنها قررت حاليا تجميد المصادقة على الاتفاقيات مع أنقرة التي وضعت شروطاً غير مقبولة.

وتعهد سركسيان بأن أرمينيا ستمضي قدما في ذلك المسار في حال توفر الجو المناسب في تركيا واستعداد القيادة هناك من أجل العودة إلى عملية التطبيع.

وأكد الرئيس الأرمني سيرج سركيسيان أن اعتراف المجتمع الدولي بالابادة أمر محتوم. وقال “نشكر جميع الذين يدركون اهمية منع جرائم ضد الانسانية في العديد من الدول بما فيها تركيا، واولئك الذين يقفون الى جانبنا في هذا النضال”.

ومن الجدير ذكره أن تركيا طلبت انسحاب القوات الأرمينية من الخطوط الأمامية لإقليم ناغورني كاراباخ كشرط للتصديق على اتفاق السلام مع أرمينيا

ومن جهة أخرى، اعلن ناطق باسم الخارجية في انقره أن تركيا “تدرس فحوى البيان (الارمني) وما يعنيه”.

كما أعلن رجب طيب اردوغان الخميس أنه ما زال متمسكاً بالتقارب مع ارمينيا لكنه كرر ان نجاح العملية متوقف عن التقدم الذي سيتم احرازه بين ارمينيا واذربيجان في النزاع حول ناقورني قره باخ.

وقال أردوغان “أعربنا مراراً عن التزامنا ببروتوكولي (المصالحة) شكلاً ومضموناً والعمل على تنفيذهما”.

وأضاف “أوضحنا ايضا مرارا كيف يمكن أن تمضي عملية المصادقة على البروتوكولين قدماً وكيف يمكننا تحقيق الهدف المتمثل في سلام شامل في المنطقة. إن عزمنا لم يتغير”.

من جانبها أخذت تركيا على أرمينيا إعادة طرح قضية مذابح الارمن خلال الحرب العالمية الاولى.

ويأتي الاعلان قبل يومين من احتفال يريفان بالذكرى الخامسة والتسعين لما تعرض له الأرمن من مذابح وإبادة في العهد العثماني.

فقد شارك عشرات الآلاف من الأرمن في أرمينيا في مسيرة في يريفان بمناسبة الذكرى الخامسة والتسعين للمجازر. وتوجهت المسيرة نحو النصب التذكاري في العاصمة الارمنية لوضع أكاليل من الزهر في ذكرى ضحايا عمليات الإبادة.

وفي 24 من نيسان، رفض الرئيس الأميركي باراك اوباما استخدام مصطلح «إبادة» في الذكرى السنوية للمجازر، والاكتفاء بالمصطلح الذي استخدمه السنة الماضية وهو “الكارثة الكبرى”. لكن اوباما استخدم مفردات أكثر قسوة على الأتراك عندما وصف المجازر بأنها “واحدة من أفظع المظالم في القرن العشرين” بعدما كان وصفها في العام الماضي بأنها “واحدة من المظالم الكبرى”. كذلك زاد اوباما من الصفات السلبية مثل “الجرائم” و”الرعب”، لكنه أشاد للمرة الأولى في تصريحه المكتوب بموقف الأتراك الذين أنقذوا العديد من الأرمن من قبضة التهجير والقتل.

خطاب اوباما لم يرض وزير الخارجية أحمد داود اوغلو الذي أعاد قضية البت بالأحداث التاريخية إلى المؤرخين، وليس إلى أحد سواهم، لكنه وقع موقعا حسنا لدى اردوغان الذي رحّب به واعتبره نتيجة جهود مكثفة بذلها في الآونة الأخيرة.

واغضب اوباما في الوقت ذاته الهيئات الأرمنية في العالم والولايات المتحدة، ومنها الهيئة الوطنية التي أصدرت بيانا عبّرت فيه عن خيبة أملها من موقف اوباما.

Share This