حوار جريدة الأنباء الكويتية مع سفير أرمينيا وتفاصيل عن العلاقات الأرمنية التركية

شدد السفير الأرميني في الكويت فادي غليان على ان توجه بلاده نحو الانضمام الى الاتحاد الجمركي لصالح الشعب الأرميني، متحدثا عن وجود مزايا مهمة لهذا التوجه كتداول الحجم التجاري الذي يفوق الدول الأوروبية الى جانب طرق الترانزيت المتوافرة بين دوله، مؤكدا في الوقت نفسه على انهم لا يقللون من أهمية المعايير الأوروبية، لافتا الى انهم يحظون بمستوى جيد من العلاقات مع الاتحاد الأوروبي والدول الأوروبية بشكل خاص ومرتاحون لحجم التجارة معهم.

وأبدى غليان في لقاء خاص مع «الأنباء» ارتياحه لمسار تطور العلاقات بين بلاده والكويت في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارية، مشيرا لوجود مفاوضات حاليا جدية لإقامة خط جوي مباشر بين الكويت وأرمينيا، موضحا انه اذا تحقق الأمر فسيؤدي الى ازدياد حجم السياحة الكويتية الى بلاده الى جانب ارتفاع مستوى التعاون التجاري والاقتصادي. وأبدى ثقته بالحصول على دعم من الحكومة الكويتية لبناء كنيستهم ، لافتا الى العلاقات الارمينية ـ الاذرية ونتائج ما خلص اليه اللقاء الأخير الذي جمع رئيسي ارمينيا واذربيجان في فيينا بخصوص قضية اقليم ناغوني كاراباخ المتنازع عليه ان اهم نقطة هي التماس استعداد أذري للوصول الى حل المشكلة بالطرق السلمية.

وبخصوص العلاقات مع تركيا رمى غليان الكرة في الملعب التركي قائلا: ان ارمينيا مستعدة لإقامة العلاقات الديبلوماسية وفتح الحدود ولكن حتى الآن لم نحصل على جواب من الطرف التركي.

وفيما يلي تفاصيل اللقاء:

إلى أي مدى حققت العلاقات الأرمينية ـ الكويتية تطورا في المجالات المختلفة؟

٭ نحن مرتاحون لتطور العلاقات الثنائية وهي نشطة في مختلف المجالات وينتظرنا الكثير من الأمور التي من شأنها ان تضفي مزيدا من التطور على العلاقات في المستقبل، وفي الفترة الأخيرة قامت الكثير من الوفود الارمينية بزيارة الكويت وفي هذا العام تمت إقامة الاسبوع الثقافي الأرميني ـ الكويتي ومن المهم جدا بالنسبة لنا ان رجال الأعمال الكويتيين يهتمون بأرمينيا ولدينا علاقات قوية جدا مع غرفة التجارة والصناعة وهيئة الاستثمار الكويتية وهذه الجهات تهتم بتطوير العلاقات، كما أود ان أشير الى الاجتماع الثاني للجنة الوزارية الأرمينية ـ الكويتية الذي سيعقد في منتصف شهر يناير في الكويت، ومن المعروف ان زيارة محافظ العاصمة الشيخ علي الجابر لأرمينيا كانت فرصة طيبة للتعرف اكثر على بلادنا، وكانت مناسبة اكثر لنقدم المشروعات التنموية للعاصمة، كما نتوقع العام المقبل زيارة محافظ ارمينيا الى الكويت، ومن المعروف ان هناك اهتماما بالمنتجات الأرمينية، حيث سترون منتجاتنا في الأسواق الكويتية وسنصدر في وقت قريب منتجاتنا الزراعية الى الكويت.

هل توجد مفاوضات حالية مع الكويت سواء القطاع العام او الخاص لتنفيذ مشاريع كويتية في أرمينيا؟

٭ هناك مشروع في القطاع الحكومي ونجري الآن مفاوضات مع الصندوق الكويتي للتنمية بخصوص تمويله وهو عبارة عن مخزن لمياه الري الزراعية والتي تؤدي الى دعم الزراعة في ارمينيا وتقريبا وصلنا الى النقطة النهائية ووفد الصندوق الكويتي سيزور ارمينيا في وقت قريب، كما ان هناك اتفاقيات كثيرة للتصدير والاستيراد واتفاقيات مع شركات مختلفة لا استطيع تسميتها لأنها لاتزال في إطار التفاوض ولم يتم الانتهاء منها حتى الآن.

هل انتم راضون عن التوجه الاستثماري لرجال الأعمال الكويتيين الى أرمينيا؟

٭ نحن نشجعهم وندعو المزيد من المستثمرين الكويتيين للتوجه الى أرمينيا، والكثير منهم يستثمرون في قطاعات مختلفة، كما توجد حاليا مفاوضات بين رجال أعمال كويتيين لإقامة مشاريع استثمارية في ارمينيا وفي الواقع حكومتنا تولي أهمية كبيرة لتطوير العلاقات الاقتصادية مع الكويت.

إلى أي مدى تعتبرون بلادكم جاذبة للسياح الكويتيين؟ وما الدور الذي تقوم به السفارة في الكويت للتعريف بمقومات أرمينيا السياحية؟

٭ أرمينيا أرض جديدة وفي الواقع الدواوين الموجودة في الكويت تعطينا الفرصة للتعريف بمعالم ارمينيا اكثر، وأود ان أشير الى انه من عام لآخر يزداد عدد السياح الكويتيين، كما تم تسهيل حصول الكويتيين على التأشيرة، فالمواطن الكويتي يستطيع الحصول على التأشيرة الأرمينية من المطار، بالاضافة الى ذلك يتوافر في أرمينيا جميع المقومات السياحية من حيث الثقافة الغنية التي تنعكس على معالمها التاريخية الى جانب الأكل اللذيذ والأماكن الطبيعية الخلابة، وللأسف المعوق الوحيد الذي نواجهه حاليا هو عدم وجود رحلات مباشرة من الكويت لأرمينيا، وبالتالي اذا توافرت فستستغرق الرحلة نحو ساعتين فقط، ونحن نتفاوض جديا مع الجانب الكويتي في هذا الموضوع وعلى يقين من انه في وقت قريب سنرى الطائرة الأولى المباشرة من الكويت الى ارمينيا ، فمنذ شهرين استقبلنا وفد طيران المدن الكويتي في ارمينيا وحاليا ستتم المفاوضات بين الجهتين وبانتظار النتائج النهائية، ولو تمكنا من إنشاء خط مباشر فسيؤدي ليس فقط الى زيادة حجم السياحة بين البلدين وإنما الى ارتفاع حجم التعاون التجاري والاقتصادي.

ونحن في ارمينيا نولي الجانب السياحي أهمية كبيرة ونهتم بتطويرها وقد زار أرمينيا خلال الصيف الماضي اكثر من مليون سائح من جميع أنحاء العالم، وفي الكويت قدمنا نحو 500 تأشيرة أصدرتها السفارة هذا الى جانب الكثير ممن يسافرون الى ارمينيا ويحصلون على التأشيرة عن طريق المطار، واسجل بسرور ازدياد عدد الفنادق لدينا ونحن في هذا المجال نقدم مشاريع للكويتيين، وحاليا هناك مجموعة من رجال الأعمال الكويتيين يتفاوضون مع الطرف الأرميني لبناء الفنادق.

لماذا لم تنجحوا في الحصول على موافقة لبناء كنيسة للجالية الأرمينية في الكويت حتى الآن؟

٭ من الصعب القول لماذا، ولكن نحن نشعر اننا نحصل على دعم من الكويت والحكومة ومازلنا نقوم بالمقابلات مع المعنيين وكذلك الجالية الأرمينية ونحن متأكدون اننا سنحصل على الدعم من الحكومة الكويتية. ولا بد ان أشير الى ان كل المسيحيين لديهم مطالب ايضا ونحن متأكدون ان الجانب الكويتي سيساعدنا في إطار الامكانية، فالجالية الأرمينية دائما ما كانت تتمتع بسمعة طيبة ومحترمة ومحبوبة لدى الجانب الكويتي وبالتالي هذا الأمر سيكون محلولا في وقت قريب.

ألقت الأزمة السورية بظلالها على بلادكم فإلى أي مدى تشكل عودة اللاجئين الأرمن السوريين الى أرمينيا عبئا على الاقتصاد الأرميني؟ وما الحلول التي وضعتموها لتسوية أوضاعهم؟

٭ عاد نحو 12 ألف ارميني من سورية وهناك برنامج ومشاريع حكومية كبناء مدارس ومبان لهم، كما نوفر الدراسة للأطفال مجانا، وفي إطار امكانيات الحكومة نوفر محلات للعمل ونساعدهم قدر الامكان على العيش حياة كريمة وأود هنا ان أشكر الكويت على الدعم الذي قدمته للاجئين السوريين. ونحن بالطبع خائفون على من بقي في سورية فهناك 70% منهم وقلقون على أوضاعهم حيث فقدنا الكثير من الأرمن الى جانب وجود مخطوفين كثر ونحن نتمنى الأمن والسلام لجميع السوريين وليس للأرمن فقط ونصلي لانتهاء الأزمة السورية في أسرع وقت ممكن.

تتهمكم اذربيجان بمحاولة توطين الأرمن السوريين في اقليم كاراباخ ما تعليقك؟

٭ يوجد نسبة من الأرمن ذهبوا الى اقليم ناغورني كاراباخ وفي الواقع هم يذهبون لأراضيهم وأملاكهم واذا كانت لديهم رغبة للانتقال الى كاراباخ فهم يتنقلون بسهولة.

مؤخرا اجتمع الرئيس الأرميني والاذري في فيينا بعد انقطاع عامين، فما الذي تم التوصل اليه في اطار المفاوضات حول النزاع بخصوص اقليم كاراباخ؟

٭ لا أستطيع التحدث عن اللقاء ولكن ما استطيع قوله ان استمرار المفاوضات شيء مرحب به والحقيقة نحن نبذل الجهود لحل المشكلة دون الوصول للحرب والعنف ونحن بدورنا سنقوم بكل امكانياتنا لحل هذه المشكلة.

هل تم التوصل لشيء أم مازالت الأمور عالقة؟

٭ المفاوضات سرية وما سمعناه انه يوجد استعداد اذري للوصول الى حل للمشكلة بالطرق السلمية هذه اهم نقطة في الموضوع.

هل من الممكن ان تتخلى أرمينيا عن بعض ما لديها من اراض في إطار الاتفاق بينكم وبين اذربيجان؟

٭ لا استطيع ان اقول شيئا بخصوص الأراضي ولكن في إطار التفاوض يجب ان نعطي شيئا اذا كان الطرف الآخر مستعدا للتفاوض والتنازل، وإذا لم يكن الطرف الآخر مستعدا لذلك فيعني انه لن يحدث أي تطور.

سمعنا عن وجود تقارب بين ارمينيا وتركيا حاليا؟

٭ أرمينيا مستعدة لإنشاء العلاقات الديبلوماسية وفتح الحدود مع تركيا والكرة في الملعب التركي وحتى الآن لم نحصل على جواب من تركيا.

سمعنا ان أرمينيا أبدت استعدادها للتنازل عن محافظتين من الـ 7 محافظات التي تطالب بهم اذربيجان؟ما مدى صحة ذلك؟

٭ لم اسمع ولا يستطيع ان يقول احد بتخلينا عن محافظتين ولا أظن انه شيء جدي، ومثل هذه الأمور اذا طرحت تكون سرية ولا تنشر في العلن وإنما بشكل سري.

بالحديث عن روسيا وعلاقاتكم معها، هلا حدثتنا عن زيارة الرئيس بوتين الى أرمينيا وأهميتها بالنسبة لكم؟

٭ الزيارة حكومية ويحظى الجانب الاقتصادي بأهمية قصوى حيث وصل مع بوتين 600 من رجال الأعمال الروس وسارت المحادثات في مختلف المجالات، فمستوى العلاقات بين البلدين عال جدا وهناك اتفاقيات كثيرة موقعة بين أرمينيا وروسيا.

بعد اعلان توجهكم نحو الاتحاد الجمركي هل الشراكة مع روسيا افضل لأرمينيا منها مع الاتحاد الأوروبي؟

٭ بالتأكيد افضل لصالح الشعب الارميني مع الأخذ في عين الاعتبار موقعنا الجغرافي، نحن لدينا كثير من الأعمال نقوم بها مع الاتحاد الجمركي تداول الحجم التجاري بين دول الاتحاد اكثر بكثير مما بالدول الأوروبية، كما توجد طرق ترانزيت بين هذه الدول تساعد في تحرك البضائع بسهولة ونحن لا نقلل من المعايير الأوروبية وإنما علاقاتنا على مستوى جيد مع الاتحاد الأوروبي والدول الأوروبية بشكل خاص ونعمل على تسهيل الدخول مع الاتحاد الأوروبي ومرتاحون لحجم التجارة مع الدول الأوروبية وليست لدينا مشاكل سياسية معهم وبالتالي نحن نعمل حاليا مع أوروبا كما كنا.

عدم إقرار فرنسا لقانون يتعلق بالإبادات من ضمنه الاعتراف بالابادة الأرمنية كيف تنظرون الى الأمر؟ وهل برأيكم يوجد ضغط تركي بهذا الخصوص؟

٭ علاقاتنا جيدة مع فرنسا، لم يؤثر هذا على العلاقات الأرمينية ـ الفرنسية، نحن استغربنا طبعا ولكن فرنسا دولة صديقة لأرمينيا وفرنسا دولة عظمى لا اعتقد انها تسمح لاحد بالضغط عليها، ولن نوقف مساعينا تجاه اعتراف العالم اجمع بالابادة الأرمينية.

أجرت الحوار: بيان عاكوم

Share This