تركيا تسعى لتهجير الأرمن من سورية

صرح رجل الأعمال ليون زكي بأن “المسيحية انتشرت في كل العالم بإستثناء سورية… سـورية البلد الوحيد الذي لم تدخله المسيحية… أي سورية الكبرى ما يسمى (بلاد الشام) بما فيها (لبنان وفلسطين والإردن)، لأن المسيحية انبثقت منه، فالمسـيح سـوري المولد وتحدث بالآرمية (لغة معلولا)، تلاميذ المسيح السوريين حملوا الرسالة المسيحية من سورية إلى العالم”.

كلام زكي جاء لتوضيح أهمية المسيحية بالنسبة لسورية لبرنامج وثائقي عن مسيحيي المشرق لأحدى القنوات التلفزيونية اللبنانية.

وأضاف زكي “بعد الفتوحات الإسلامية شكلوا النسيج الإجتماعي الذي توحد منذ القرون، إن المسلمون عبر التاريخ لم يضطهدوا أي مسيحي، بل اعتبروا المسيحيين شركائهم في الأرض والتاريخ والمصير”. واستطرد زكي “أن محاولة تهجير المسيحيين من الأرض التي شهدت ولادة دينهم هو تنكر للمسلمين للأمانة التي حافظت عليها أباءهم وأجدادهم خلال 1400 سنة” وأكد زكي بأن “المسيحية المشرقية هي أصل المسيحية، فكيف يمكن أن نتصور سورية بدونهم؟”.

وتأسف ليـون زكي على ما يحدث لمسيحيي سورية حيث “أصبح صراعاً وجودياً بامتياز، عمليات إرهابية منهجية، شن حرب إبادة جماعية”، وأضاف “نهبت ممتلكاتهم وأهدر حقهم وتم الاعتداء عليهم خطفاً وقتلاً على الهوية، وتم تدمير عشرات الكنائس، وتهجير نصف مليون مسيحي، من قبل الحركات السلفية الجهادية والتكفيرية الإرهابية، كل ذلك تحت راية الإسلام والإسلام منهم براء، هذا الإرهاب المنظم لا دين له ولا ناموس، الإستهداف الوحشي للأطفال في المدارس المسيحية بدمشق ليس إلا لدفع الأهلي لإتخاذ قرار بالهجرة، عاجلاً وليس آجلاً”. وتساءل زكـي “من المستفيد؟ المستفيد دولتين أساسيتين بالمنطقة: الأولى: تركيا، الحاضنة الرئيسية للعمل المسلح في سورية، وغايتها تهجير الأرمن من سورية، وخاصة إننا على أبواب الذكرى المئوية للمذابح والإبادة الجماعية، وتهجير المسيحيين من كافة الطوائف للقضاء على العيش المشترك وتدمير سورية، لتحضير أرضية مناسبة للعثمانيين الجدد. ثانياً: اسرائيل، ان فكرة الدولة اليهودية العنصرية تنجح فقط عندما تصبح المنطقة بلا مسيحيين، بالإضافة إلى دول أخرى ولأهداف مختلفة”.

وشدد زكي إنهم يستطيعون تخريب الجوامع والكنائس لكن من المستحيل أن يدمروا الإنسان، وسيظل المسلمون والمسيحييون جنبا إلى جنب كالجسد الواحد”.

وأشار زكي خلال المقابلة التلفزيونية “أن هواجس المسيحيين تحولت إلى مخاوف، أن ما يخشاه الشارع المسيحي سقوط (الدولة السورية)التي شكلت عبر تاريخها ملأذاَ آمناَ لهم” واستطرد موضحاَ “دماء المسيحيين ليست أغلى من دماء المسلمين، وكنائسهم ليست اغلى من مساجد المسلمين، لكن لدى المسيحيين شعور بأنهم (الحلقة الأضعف) في المجتمع السوري، فهم أقلية غير مسلحة لتقوم بدور الحماية الذاتية وقد تركوا بدون حليف”.

وأشار زكي بأن المسيحيين “لديهم رعب وخوف على المصير، ولا سيما بعد أن فرضت الجماعات الدينية المتطرفة أنماط حياتية لا تناسب المواطنين عامة والمسيحيين خاصة”. وأكد زكي بأن “الثيوقراطية (السلطات الدينية) المتطرفة أسوأ من الديكتاتورية الظالمة، وستؤدي حتما إلى اختفاء النسيج الإجتماعي السوري الذي توحد منذ القرون”، وأضاف “لقد أصبح في عقل بعض المسيحيين صورة عن جواز السفر، وهو مقيم في بلده حتى إشعار آخر، ومشروع لمهاجر محتمل، لكن من حسن الحظ هم أقلية، لأن الاكثرية باقون”.

وبين ليـون زكـي الحل موضحاَ “أن النخبة من المسلمين تدرك بالعمق ان المسيحيين مؤسسو الحضارة العربية قبل الإسلام وفي الإسلام، لذلك أدعوهم بعدم اختيار الهوية الإسلامية على حساب الهوية الإنسانية، لأن وجود المسيحي في الشرق عامة وفي سورية خاصة خيار إسلامي، للظهور على الساحة الدولية بمظهر الأمة الحضارية المحترمة لحقوق الإنسان والجماعات”

وتساءل زكي: “أين هي مواقف الحكماء وأصحاب الضيمر الحي للحد من موجة القلق المسيحي؟ إلى متى ستبقى حقوق المسيحيين في الشرق مهدورة ومستباحة؟ أين هي مواقف الحكماء وأصحاب الضيمر الحي للحد من موجة القلق المسيحي؟ ألا يمكن الإتفاق على خط أحمر بعدم التعرض للمسيحيين وذلك بإيجاد الفتاوى التي تحرم دم أي إنسان بريء؟”.

توجه ليـون زكي إلى المسيحيين وطالبهم “الإنتقال من موقف الدفاع إلى موقف الهجوم الفكري والثقافي والسياسي والقانوني، ضد الإرهاب المنظم الذي تهدد وجودهم، وإيجاد موقف موحد قوي لتوحيد الرؤي، لإنشاء لوبي مسيحي مشرقي. لأن من حق كل مسيحي أن يكون كما يريد أن يكون هو، لا كما يراد أن يكون”، بنهاية اللقاء، شدد زكـي بأن “المسيحيين يرفضون الموت ويتعلقون بالحياة… لكن بالكرامة… وأؤكد لكم هم باقون ولن يرحلوا… لأن سورية الكبرى ستبقى قدر المسيحيين…”.

Share This