صحوة (الرجل المريض) وفتوى جلد الخنزير!!

أحمد الخليل


الدولة التي كان اسمها قبل مائة عام (الرجل المريض) والمنتهية صلاحيتها بطلقة الرحمة الأوروبية في بدايات القرن العشرين والتي تعافت على يد أتاتورك العلماني العصري الذي خلع العباءة العثمانية المطرزة بحروف الضاد ..تحاول العودة من جديد لمناطق النفوذ السابقة بقوة لكن ليس بالطربوش والجبة والإخوة الدينية، بل بوسائل ثورة الاتصال الحديثة وأهمها الإعلام ..فبعد تمهيد سياسي واقتصادي لأكثر من عقد مع الدولة العربية، قامت المسلسلات التركية بفعل لم تستطع فعله سيوف وخيول وجندرمة السلطان سليم الأول حيث نشّطت هذه المسلسلات حس الجوار وأيقظت العاطفة الأخوية التي شوهتها ألغام الحدود سابقا ونفضت الغبار عن التاريخ المشترك وعدلت المناخ الإعلامي المضمخ بفتاوى القتل الطائفي واللحى المحتلة لأغلب ساعات البث فكان ثمة توازن ما بين الجمال والقبح…

وبعد عدة سنوات من اقتحام يحيي ومهند ونور ولميس مخيلة الشباب هاهم الأتراك أحفاد مصطفى كمال يؤسسون لفضائية ناطقة بالعربية تستكمل ما بدأته مسلسلاتهم من تسويق للأفكار والمنتجات والسياحة في المنطقة العربية…. ولأهمية هذه الفضائية قام رئيس الوزراء أردوغان بنفسه بافتتاحها في استنبول قائلاً: (بفضل هذه القناة التلفزيونية سيُمد جسر جديد بين قلوب العالمين التركي و العربي).

ويذكر أردوغان بالتاريخ (إن ماضينا واحد، و مستقبلنا واحد. ورغم رسم الحدود و زرع الألغام فيما بيننا، فإن أحدا سوف لن يكونds-sahet-alshouhada بمقدوره أبدا بذر بذور الفساد بين الأشقاء) ولم ينس التأكيد على موقف تركيا السياسي من أحداث المنطقة (لا يمكننا البقاء ساكتين ومكتوفي الأيدي بينما تحوم الغيوم السوداء فوق مدينة القدس قرة عين حضارتنا).

إذا تدخل تركيا وتعزز علاقتها بالمنطقة مستخدمة لغة العصر، فهي لن تقف متفرجة على اللاعبين الكثر الذين دخلوا ملعبنا بكامل لياقتهم البدنية سابقا فهي ستلتحق بالفرق الأخرى التي سبقتها بالوصول إلينا لتنال حصتها السياسية والاقتصادية من المنطقة التي يتفرج أهلها على قطار الحضارة المنطلق بسرعة الضوء إلى المستقبل..ويتقاتلون ويتجادلون حتى الساعة في قضايا (مصيرية) هي : (هل الجلوس على جلد الخنزير حلال أم حلال)؟ وهل الرقص يذهب بعقول الشباب أم لا ؟ والأهم هل أوروبا الآن هي دار حرب أم دار سلام ؟ ومن هو أحق بالخلافة علي أم عمر؟….

(كلنا شركاء) 21/4/2010

Share This