“لأنن أرمن”: فيلم يدعو للاعتراف بالمجزرة ضد الأرمن

بيروت – “القدس العربي” – “لأنن أرمن” فيلم سيبصر النور في شهر نيسان من العام المقبل وفي ذكرى المجازر التي ارتكبت

Claudia Marshalian

Claudia Marshalian

بحق الأرمن في تركيا. نص الفيلم أُرسل إلى الأمن العام اللبناني للمراقبة في يوم الإعلان عن الفيلم في بيروت الأسبوع الماضي على أن ينطلق التصوير لاحقاً. والإعلان عن الفيلم جاء في لقاء صحافي عقد في فندق ميتروبوليتان بحضور حشد كبير من الفنانين منهم نقيبة الفنانين المحترفين سميرة بارودي، ونقيب السينمائيين صبحي سيف الدين.

كما حضر معظم النواب الأرمن وعدد من رجال الدين، كذلك السكرتير الأول في سفارة أرمينيا في لبنان. وفي هذا المؤتمر أعلنت كاتبة السيناريو كلوديا مارشيليان بأنها تلقت تهديدات لوقف عملها وأنها مستعدة للسير في طريق تحقيق الفيلم لو على حساب حياتها. في اللقاء الصحافي تحدث صاحب شركة مروى غروب المنتج مروان حداد معتبراً الفيلم صرخة جديدة بوجه الوحشية التاريخية التي راح ضحيتها مليون ونصف مليون إنسان. كما إنه دعوة للإعتراف بالمجزرة. ورداً على تساؤل طرحه على نفسه لماذا فيلم ‘لأنن أرمن’؟ قال حداد بوجود ثلاثة أهداف لهذه المبادرة هي:

ـ دافع خاص جداً لأن زوجتي أرمنية وأهديها الفيلم ومنها لكل نساء الأرمن.

ـ والدافع الثاني هو الدفاع عن المظلومين لأني عملت محامياً لـ14 سنة قبل أن أكون منتجاً، وبطبعي الدفاع عن قضايا الناس ومآسي الشعوب. وكل مسلسل أو فيلم قدمته يحمل قضية، وليس في إعتقادي أن هناك أهم من قضية الشعب الأرمني.

ـ أما الدافع الثالث وهو سياسي مئة بالمئة حيث يشكل الفيلم رسالة لكل شعوب العالم وخاصة الشعب اللبناني. أريد القول للشعب اللبناني بأن أية فئة أو أية طائفة غير قادرة على أن تلغي فئة أو طائفة أخرى، وأن أي شعب غير قادر على إلغاء شعب آخر.
وأضاف: دعوت لهذا المؤتمر الصحافي لوضع كل الفعاليات الأرمنية بصورة الفيلم الذي سيكون على مستوى عالٍ جداً وكلفته عالية كذلك. وسيوقع إخراجه سمير حبشي وبطليه نادين الراسي ويوسف حداد. وقد تمّ حتى الآن تأمين 70 بالمئة من الكلفة. واوجه النداء لكل الشخصيات الأرمنية والجمعيات لمساعدتنا بغير المال.

بدورها كلوديا مارشيليان كاتبة السيناريو والحوار دعت الحضور لمتابعة فيلم من أربع دقائق كان ملهمها خلال الكتابة. والفيلم كان إختصاراً لصور كثيرة معروفة عن نكبة الأرمن. فيلم فيه بشر يرحلون قوافل ووحداناً. صور لموتى ، ولبحر من الجماجم الهياكل العظمية، إضافة إلى المعدومين شنقاً ولا زالوا معلقين بالحبال. وفي كلمتها قالت مارشيليان أن الظلم هو ذاته أينما كان في هذه الأرض. وشكرت كل من قدم فيلماً عن المجازر التي لحقت بالأرمن وبخاصة كارمن لبكي. وقالت: تلقيت الكثير من الضغوطات وأنتظر ضغوطات أكبر وأنا مستعدة لدفع حياتي مقابل أن يصبح الفيلم حقيقة على الشاشة. وسيكون أول عرض في 24 نيسان/ابريل 2011.

المخرج سمير حبشي قال بأنه ليس من الضروري أن يكون الإنسان أرمنياً أو عربياً حتى يتعاطف مع فيلم عن الأرمن. فإضطهاد الشعوب مستمر حتى عصرنا هذا وما يحدث في العراق خير دليل. لدى الناس الخير والشر لكن الشر هو الذي ينتصر على الدوام. نحن سنعمل لتقديم فيلم جيد جداً على مستوى المضمون والشكل وسيكون جميعه بأيدٍ لبنانية. وسيتولى إدارة التصوير ميلاد طوق. وهدفنا أن يصار لمشاهدة الفيلم في كل أنحاء العالم. سنقدم فيلماً بمستوى القضية. طموحنا كبير وإن شاء الله نحققه.
بطلة الفيلم نادين الراسي بدأت كلمتها بالإشارة إلى طلب المصورين منها كي تبتسم للكاميرا. وهنا علقت بالقول: من الصعب أن أبتسم كزوجة وأم وأخت في حين أني أعلم أن شخصية ‘فارت’ التي سألعبها تُقطع. أتمنى أن يتمكن هذا الفيلم من الإضاءة على قضية الأرمن. وأن يكون الناس جميعهم ضد الظلم كي يمنعوا تكراره.

بدوره أشار بطل الفيلم الممثل يوسف حداد الذي يلعب دور ‘هاغوب’ بأن الفيلم تأجل لسنة بهدف أن يكون بالمستوى المطلوب. أما عن سبب مشاركته في الفيلم فكان أولاً بدافع شخصي كون زوجته أرمنية، وبدافع إنساني ‘كوني على الدوام أناضل ضد الظلم’. وحيا الأرمن الذين أصبحوا لبنانيين لكنهم بقوا أرمن. وتمنى يوسف حداد من خلال هذا الفيلم ‘أن يعود الحق لأصحابه’.

وفي الحوار بين الصحافيين ومنتج الفيلم علم أن الأمن العام اللبناني سمح في ذكرى مجازر الأرمن بعرض فيديو كليب أغنية تراثية أرمنية قديمة جداً أعيد إنتاجها من جديد فقط ليوم واحد. وأبدى تخوفه من المس بالسيناريو رغم كونه لم يذكر الأتراك لا من قريب ولا من بعيد.

زهرة مرعي

5/4/2010

Share This