“النهار” تتحدث عن اللاعب الأرمني هنريك مخيتاريان والتعايش في كرة القدم

index

نشرت “النهار” في قسم “نهار الرياضة” مقالاً بعنوان “تعايش … تحت لواء بوروسيا دورتموند” بقلم سهيل الحويك، حول اللاعب الأرمني هنريك مخيتاريان والتعاش في كرة القدم.

وتناول الكاتب العلاقات الأرمنية – التركية التي تشهد برأيه توتراً متواصلاً بسبب عدد من القضايا التاريخية والسياسية، ومنها تحديداً “الإبادة الجماعية” للأرمن عام 1915 والمحاولات المستمرة من جانب تركيا لإنكارها. ويقول ان الباحثين يقدرون أعداد الضحايا الأرمن بما يراوح بين مليون و1,5 مليون نسمة.

وقال انه في وقت يسود النفور معظم أوجه التعامل بين الطرفين، يتعايش الأرميني هنريك مخيتاريان والتركي نوري شاهين تحت لواء نادي بوروسيا دورتموند الالماني لكرة القدم.
يُعتبر مخيتاريان لاعباً طموحاً، وصرّح بعيد وصوله الى دورتموند قادماً من نادي شاختار دونيتسك الاوكراني مطلع الموسم الراهن في مقابل 27,5 مليون أورو: “أمضيت حياتي بالتعلم. عندما تتوقف عن التعلم، تصبح في عداد الأموات”.

ما يثبت ايمانه بما يقول يتمثل في حصوله على شهادتين جامعيتين في ادارة الاعمال والحقوق، كما انه يتقن خمس لغات هي الارمنية والروسية والفرنسية والانكليزية والبرتغالية. كان ليفربول الانكليزي جدياً في مسعاه للحصول على هنريك (25 سنة)، بيد ان دورتموند نجح في خطف احد أكثر لاعبي أوروبا الشرقية موهبة في الوقت الراهن.
صحيح انه توّج هدافا للدوري الاوكراني في الموسم الماضي برصيد 25 اصابة، الا ان مخيتاريان يعتبر صانع العاب من الطراز الرفيع أيضاً، ويتناسب أسلوبه تماماً مع ذاك المتبع في “كتيبة” المدرب الالماني يورغن كلوب. يقول عنه اسطورة كرة القدم الاوكرانية اندريه شيفتشينكو: “عليك ابقاء العين عليه دوماً. يقتحم المساحات بصورة مثالية، انه شبيه بـ(الانكليزي) فرانك لامبارد من حيث امتيازه داخل منطقة الجزاء وخارجها، ولجهة صناعة الفرص، يؤثر بي حقاً”.

يتميز مخيتاريان بتفانيه للقميص الذي يرتدي، وخير دليل على ذلك انه استأجر منزلاً على اطراف ملعب التدريب لمدة ثلاث سنوات، تمثل مدة العقد مع شاختار وذلك سعياً للتركيز على عمله. يحترم هنريك العائلة ويحرص على اهداء انجازاته الى والده هاملت، لاعب منتخب أرمينيا السابق، والذي توفي متأثراً بمرضه عام 1996، ويقول: “أردت دائماً ان اقتفي اثره. كان مثالاً بالنسبة الي، وساهم كثيراً في تحقيقي لأحلامي. والدي يتابعني من حيث هو حالياً ولا شك في أنه فخور بي”.

خاض 43 مباراة مع منتخب بلاده منذ بداية مسيرته الدولية في 14 كانون الثاني 2007، وحصل على لقب افضل لاعب ارميني في اكثر من مناسبة، وبدأ مشواره مع دورتموند بإحراز “السوبر كأس” المحلية على حساب بايرن ميونيخ، ويعتمد عليه كلوب لتصويب مسار الفريق في “البوندسليغه” والمضي قدماً في دوري ابطال أوروبا.
كانت خطوة دورتموند الآيلة الى ضمه ضرورية للغاية، وخصوصاً ان “اسود فستيفاليا” لم يحصلوا على بديل يساوي بقيمته الياباني شينجي كاغاوا المنتقل الى مانشستر يونايتد الانكليزي، بعد المساهمة في قيادة الفريق الى احراز لقب الدوري المحلي في موسمي 2010-2011 و2011-2012، إضافة الى ماريو غوتسه المنتقل الى بايرن ميونيخ مطلع الموسم الراهن.

وينهي الحويك المقال متسائلاً أنه بعيداً من الجوانب الفنية، يتساءل البعض عن كيفية التعايش بين مخيتاريان وكل من التركي نوري شاهين والالماني من اصل تركي ايلكاي غوندوغان، زميليه في صفوف دورتموند وصيف بطل أوروبا. واللافت ان شاهين كان اول من رحّب بـ”ميكي” وهو لقب مخيتاريان، وذلك في تصريح نقلته وكالة الانباء الأرمينية وقال فيه: “صراحةً، يذكرني بشينجي كاغاوا. حتى اني اعتقد بأنه اكثر سرعة من الياباني. بات لدينا الكثير من الجودة في الهجوم (…) لا شك في انه يعزز الطاقة الابداعية في دورتموند ويضيف مزيداً من الحرفنة الى ادائنا بفضل تمريراته وتحركاته”. لم يُسأل شاهين سوى عن المقومات التي يتميز بها زميله الجديد، ولم يشعر ومخيتاريان بأي حرج لدى الاحتفال بحرارة بأي اصابة يسجلها فريقهما. هذا هو الاحتراف بالمعنى الواسع للكلمة، لكن قد يبقى ما في القلب … في القلب.

Share This