“لنكن مخلصين للتاريخ”

نشرت جريدة “أزتاك” الأرمنية مقالاً بعنوان “لنكن مخلصين للتاريخ” بقلم أرشو باليان مديرة تحرير الأخبار اللبنانية في الجريدة، تناولت فيه اللقاء الحواري الذي جرى في جامعة الحكمة مع السفير التركي والجو الودي الذي ساد الحوار وتقدير دور تركيا بشكل ايجابي.

حيث في إطار سلسلة لقاءات حوارية مع أبرز السفراء العرب والأجانب المعتمدين في لبنان، نظمت جامعة الحكمة ومركز “قدموس” مؤخراً لقاء لسفير تركيا في لبنان سليمان أنان أوزيلديز مع طلاب الماستر في الدبلوماسية والمفاوضات الاستراتيجية وإدارة المنظمات غير الحكومية في الجامعة، حضره رئيس جامعة الحكمة المونسينيور كميل مبارك ومنسق برامج الماستر في كلية العلوم السياسية ورئيس مركز “قدموس” الوزير السابق سليم الصايغ.

وأشار رئيس جامعة الحكمة المونسينيور كميل مبارك إلى أهمية العلاقات اللبنانية التركية، ودور تركيا الجغرافي، مشيراً إلى ان “تركيا اليوم هي دولة صديقة للبنان وقد ألغت معه تأشيرة الدخول إليها”.

كما جرى استعراض الاتفاقيات التي أبرمت بين لبنان وتركيا. أما رئيس مركز “قدموس” الوزير السابق للشؤون الإجتماعية سليم الصايغ، فقد أشار إلى التطوّر التاريخي للعلاقات بين لبنان وتركيا، مثمناً دعم السفير التركي للبنانيين، وجهوده باتجاه تطوير العلاقات الثنائية. كما شكر صايغ تركيا لمشاركتها ضمن قوات اليونيفل في جنوب لبنان، والذي يدل على ارتياح الجميع تجاه تركيا والاعتراف بمساهمتها في استقرار لبنان وأمنها ودعم السلم الأهلي. كما أثنى على دور السفير التركي الموضوعي في ردع التحديات التي فرضتها الأزمة السورية، والذي حاز على احترام اللبنانيين.

وبدوره أشار السفير التركي في لبنان إنان أوزيلديز إلى الخطوط العريضة للسياسة الخارجية لتركيا، لا سيما فيما يتعلق بالشرق الأوسط بعد الربيع العربي الذي تشهده المنطقة، وقدم شرحاً للعلاقات بين لبنان وتركيا واصفاً إياها بالتاريخية. وقدم عرضاً عن التحولات الديموقراطية والاجتماعية والاقتصادية التي تواجهها تركيا في هذه المرحلة. مشدداً على دور الشباب في رسم المستقبل وازدهار البلاد في المنطقة.

وتساءلت أرشو باليان في المقال عن التقييم الذي يمكن إعطاؤه للمتحاورين، وعن الخلفية التاريخية والحقائق التي ينبغي أن يطلعوا عليها، خاصة في التاريخ اللبناني والمسيحي والماروني المنسي، لكي تتكشف الحقيقة غير المتغيرة للتركي.

وقالت: “هل ينبغي العودة الى عام 1914، عندما عرضّت الامبراطورية العثمانية جبل لبنان بأكمله الى الجوع، ومات بسبب ذلك ثلث سكان المنطقة؟. لماذا يتم فصل الشباب من الحقيقة التاريخية، خاصة الطلاب اللبنانيين المسيحيين؟، ألا ينبغي عليهم الاطلاع على الوجه الحقيقي للتركي؟ هل يمكن أن يجهل الشبان اللبنانيون عن الحرب الأهلية التي جرت بتحريض عثماني بين عامي 1840-1845 في لبنان، وتسببت الاشتباكات بقتل 20 ألف مسيحي، وتم تدمير 380 قرية و560 كنيسة؟. وانسحبت تلك الأحداث الى زحلة ودمشق، وتم أسلمة قرى عديدة بشكل قسري. وبدأت هجرة المسيحيين الى الاسكندرية والقاهرة. أضافة الى الشهداء في دمشق عام 1860، معظمهم من المسيحيين وبينهم أرمن. وفي تلك الفترة قتل آلاف المارونيين، بينهم الأخوة مسابكي فرنسيس وعبد المعطي وروفائيل، حيث كان فرنسيس يعمل بتجارة الحرير، وقال حين أتوا ليطلبوا أن يؤسلم: “نحن  لا نخاف ممن يقتلون الأجساد، السماء تنتظرنا..نحن مسيحيون وسنموت مسيحيين”. فقتل على الفور. ووري ثرى الشهداء في الكنيسة المارونية في دمشق، أما الأخوة مسابكي فتم تطويبهم من قبل البابا”.

وأشارت باليان الى حقيقية أن البعض يعتقد بأن القوات التركية تشارك في قوات حفظ السلام اليونيفيل في جنوب لبنان لكنها ليست قوات حفظ السلام، ولم يكن لديهم تجربة حسنة مع الشيعة الذين يعتبرون من المقربين اليهم.

مؤكدة أنه كان من الأفضل إعلام طلاب “الحكمة” أنه في المستقبل القريب ستشارك قوات أرمنية مع قوات حفظ السلام في اليونيفيل، وفق اتفاقية مع الأمم المتحدة، حيث جرى الاتفاق مع الجانب الايطالي حول كل التفاصيل المتعلقة بالقوات الأرمنية.

وقالت باليان: “وما زلنا نتحدث عن الخطر الذي يهدد وجود المسيحيين في المنطقة والأحداث المخططة لاقتلاعهم من أرضهم. لذلك يجب ألا نستغرب من أحداث مماثلة، بل على العكس، يجب أن نتهيأ  للأسوأ”.

 

Share This