قراءة سياسية للقافلة الانسانية

إن الهجوم الاسرائيلي على الاسطول المتوجه الى غزة والمحمّل برسالة انسانية مدان دون أدنى نقاش. فالتدابير التي اعتمدتها اسرائيل ضد السكان في غزة المحاصرة هي خرق للقوانين والأنظمة والاتفاقيات التي أقرها المجتمع الدولي.

وقد عكس الحدث تحليلات سياسية ضمن إطار العلاقات الدولية والاقليمية وتطور في رؤى متوقعة حول المجريات المستقبلية.

ومن خلال تلك الرؤى النظرية يترآى أيضاً التعليق على الخطوة المتخذة من قبل تركيا ، فكان على قافلة السفن التركية أن تتوقع حتماً بأن مبادرة “خرق” “المياه الاسرائيلية” لا بد أن تنتظرها حادثاً مماثلاً.

فموجة الادانة عالية. واسلوب التصريحات قاسي. ورد فعل ممثلي أنقرا الرسميين يعطي ذلك الانطباع بأنهم تعرضوا لأزمة دبلوماسية عميقة.

ويتم استغلال الاجراءات التي تخدم المظاهر مثل قطع الزيارات والعودة الى البلاد وكذلك الاجراء الدبلوماسي باستدعاء السفير، في حين يتم مطالبة المجتمع الدولي بفرض عقوبات مناسبة.

وفي العالم العربي كله، يُفصح لدى الجموع عن توجه بوصلة التعاطف باتجاه تركيا، بينما تقوم تظاهرات دعم لتركيا في البلاد العربية بالمساواة والدمج بين الأعلام التركية والعربية.

هناك طبعاً ايران الى جانب السنة، والتعاطف العربي الشيعي من قبل الطرف التركي. ويتم استغلال الحدث بشكل كبير وفاضح في نشر موجة الدعم والتعاطف.

كل هذا يهيء أرضية لتنفيذ السياسة الخارجية التي صرح بها وزير الخارجية التركي لعودة وتدعيم العثمانية الجديدة.

أما على أرض الواقع، فينبغي الانتظار، لنرى بأنه على رغم ضحايا الحادث وموجة الادانات ومطالبة المجتمع الدولي بفرض عقوبات واستدعاء السفير والحرب الاعلامية والتصريحات التي تدعو الى العدوانية، ماذا سيحصل في حقيقة الأمر؟

إن كانت ستبقى اتفاقية الشراكة الخاصة الاستراتيجية بين تركيا واسرائيل قيد الصلاحية، فإن الحادث والضحايا وجملة تلك المجريات ستعود مع الزمن الى الخط الخلفي، وستبقى الانجازات الفائقة التي تسهم في انجاح سياسة عودة وتدعيم العثمانية الجديدة في العالم العربي والاسلامي.

يلزمنا بعض الوقت من أجل قراءة سياسية كاملة لنهاية الاسطول المحمل برسالة إنسانية.

“أزتاك”

2 حزيران 2010

Share This