شهرة روايات إليف شافاق ومأساة الأرمن

نشرت صحيفة “الرؤية” الاماراتية مقالاً بعنوان “الفن والشهرة” بقلم اسلام أبوشكير وتحدث فيه عن أعمال الروائية التركية إليف شافاق “قواعد العشق الأربعون” و”لقيطة اسطنبول”.

حيث قال ان العمل الأول بدا لي معقولاً، وإن لم أضع يدي بالضبط على السر الذي جعله يحظى بهذه الشهرة الواسعة، بل وجدتني في النهاية غير متعاطف مع شخصيات العمل، لا سيما شخصيتي جلال الدين الرومي وشمس الدين التبريزي، وهما الشخصيتان اللتان أرادت الكاتبة من خلالهما تجسيد فكرة التصوف بما هو موقف من الحياة والكون والوجود يقوم أساساً على مبدأ الحب المجرد الخالص.. غير أن الشخصيتين في العمل لم تكونا مقنعتين، وبدت الفكرة أكبر منهما بكثير، بل إنهما بدتا في مواقف كثيرة أقرب إلى البلاهة والأنانية، وتسببتا في إيذاء عدد غير قليل من الأشخاص المحيطين بهما. ومع ذلك فقد استمتعت بالعمل، لا سيما من الجانب الفني، حيث استخدمت الكاتبة تقنيات لطيفة، أهمها تقنية الرواية بالتوازي، فالعمل روايتان مختلفتان مكاناً وزماناً وأحداثاً وشخوصاً، لكنهما تسيران بالتوازي، وقد تتقاطعان أحياناً في فكرة أو رسالة أو إحساس.

“لقيطة اسطنبول” خيب ظني كثيراً، فهو وإن بدا في ثلثيه الأولين متماسكاً ومنطقياً وممتعاً، وظلت الكاتبة خلال ذلك ممسكة بخيوط الحكاية، فإن الثلث الأخير منه كان أقرب في أجوائه ولغته إلى الميلودراما المبتذلة التي تقوم على المصادفات الخارقة من نوع أن تتعرف سيدة أمريكية مطلقة بشاب تركي الأصل في أحد مراكز التسوق، ثم تتزوجه، لنكتشف فيما بعد أن قرابة ما تربط هذا الزوج بطليقها الأرمني من خلال جدة مشتركة بينهما، ومما يجعل الأمر أكثر غرابة أن الاكتشاف لا تقود إليه أسباب منطقية، بل يتم عبر جني يفضي بهذا السر لإحدى شخصيات العمل!

وقال: “يمكن القول إن شهرة عمل أدبي كثيراً ما تأتي لاعتبارات لا علاقة لها بقيمته الفنية، إذ تتدخل في هذا عوامل مختلفة من نوع الموضوع الذي يعالجه هذا العمل، كما هو الحال في لقيطة اسطنبول الذي يتحدث في أحد مفاصله الرئيسة عن مأساة الأرمن، أو التداعيات التي تعقب هذا العمل، كما هو الحال في لقيطة اسطنبول أيضاً الذي تعرضت مؤلفته إلى المحاكمة، وكادت تسجن بسببه، أو انتمائه إلى ثقافة غريبة لدينا نهم لامتلاك مزيد من المعرفة بها، أو سوى ذلك من العوامل.. لكن هذا كله يبقى خارج دائرة المعايير الفنية التي تمتلك أدواتها الخاصة والدقيقة جداً..”.

 

Share This