ليون زكي: المسيحيون أمام خيارين: “الإسلام أو الرحيل… معلولا نموذجاً”

صرح رجل الأعمال ليون زكي لموقع “أزتاك العربي للشؤون الأرمنية” بأن سقوط معلولا في قبضة المسلحين حاز على اهتمام مسيحيي العالم بسبب رمزيتها التاريخية والدينية، وهي البلدة المسيحية المقدسة الثانية بعد القدس والمبنية في الصخر وتضم كنائس عدة وأديرة أثرية كدير مار ساركيس ومار باخوس ومار تقلا. ينطق أهلها بالآرامية لغة يسوع المسيح وأغلبية السكان من المسيحيين، وعدد منهم من المسلمين السنة يتعايشون مع بعضهم بعضاً منذ ١٤ قرناً.

واستنكر زكي الفظائع والجرائم التي ارتكبها التكفيريون والإرهابيون بحق الحضارة والتاريخ من سرقة آثار معلولا والعديد من البلدات المسيحية الأخرى وبيعها “ما أدى إلى مسح كل الآثار، عدا عن تدنيس كنائسها بإزالة أجراسها ومن ثم تدميرها، ولم تراع حتى حرمة الموتى حيث  جرى تدنيس القبور”.

وأضاف: “بيد أن أغلب التكفيريين يتخذون موقفاً أكثر راديكالية ويدعون ما يسمى (العهدة العمرية) التي تتضمن شروطاً مجحفة بحسب رؤيتهم القاصرة لهامثل عدم بناء كنائس جديدة، لا بل عدم تجديد ما يخرب من الكنائس وعدم قرع الأجراس…”.

وتأسف زكي من الفتوى التي صدرت من قبل التكفيريين والتي تبيح أموال وممتلكات المسيحيين أينما وجدت “والتي تعرضت بالكامل للسرقة والنهب، وخاصة في حلب عاصمة الإقتصاد السوري، وأصبحت مصانع المسيحيين عامة والأرمن خاصة مشاعاً بيد الإرهابيين  الذين سرقوا البضائع الموجودة فيها وفككوا معداتها وباعوها إلى التجار الأتراك، وذلك بموجب فتوى واضحة من الهيئات الشرعية الخاصة بهم والتي أباح بعضها الاستيلاء على أملاك المسيحيين”.

ولفت زكي إلى أن التكفيريين الإرهابيين عندما دخلوا إلى معلولا سارعوا إلى تصوير الساحة وكنيسة  مار جرجس لإيصال رسالة إلى العالم تؤكد عدم تعرضهم للمسيحيين وأن دخولهم للبلدة لمصلحة السكان، وبالتالي، هم مرحب بهم”لكن تلك كانت مجرد مزاعم، لأنهم في الحقيقة لم يجدوا أهل معلولا الذين هجروها قبل دخولهم إياها باستثناء الراهبات، اللوات تم خطفهن، وكما أدعى الخاطفون من أجل سلامتهن…ثم أعلنت الجهة الخاطفةلاحقاً عن قائمة تتضمن أسماء ٥٠٠ معتقلاً في سجون سورية ولبنان مطالبة بإطلاق سراحهم مقابل الراهبات”!.

واستنكر ليون زكي التضليل الإعلامي الذي لم يدم طويلاً “حيث بدأالتكفيريون بالتكبير هاتفين:
يانصارى أسلموا تسلموا، وتم عرض فيديو لرجل مسيحي يعلن دخوله في الإسلام، مما فضح مزاعمهم وأثار غضب الرأي العام”.

وأوضح بأنه في أحسن الأحوال فإن المسيحيين في تلك المناطق ومناطق أخرى أمام أحد خيارين: “الإسلام” وفق تصور التكفيريين… أو الرحيل…”. وزاد: “هنا نتذكر تلك الشعارات التي رفعت خلال بعض المظاهرات والتي قالت: المسيحي لبيروت والعلوي للتابوت… وهم بذلك شهّروا بالإسلام الذي أرادوه على طريقتهم المتطرفة، وهذه الخطوة تركت استياء كبيراً لدى الإسلام الوسطى”.

إلى ذلك استشهد زكي بأقوال الأب غدير الإبراهيم: “هؤلاء يمكنهم أن يخربوا الحجر، ولكن لم ولن يستطيعوا أن يخربوا البشر، وستبقى سورية مسلمين ومسيحيين تبني الجوامع والكنائس جنباً إلى جنب”.

ورأى زكي في ختام تصريحه أنه من المفيد في مثل هذا الظرف اعتراف مجلس الشعب السوري وبقية البرلمانات العربية والإسلامية والعالمية بالإبادة الأرمنية التي أزهقت حياة مليون ونصف المليون أرمني على يد الأتراك مطلع القرن الماضي لتوجيه رسالة تحذير إلى كل الضالعين بسفك دم الشعوب والأقليات ومن يسير على هديهم مستقبلاً بأن المجتمع الدولي والضمير الإنساني سيقف بالمرصاد ضد هؤلاء.

 

Share This