زيارة هيلاري كلينتون الى أرمينيا

الرئيس سركيسيان و  هيلاري كلينتون

كلينتون تضغط من أجل حل مشكلة ناكورني قره باغ

وتقول “الكرة في ملعب الطرف الآخر”

قالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون يوم الاحد ان مساعدة أرمينيا وأذربيجان على تسوية نزاعهما حول اقليم ناجورنو

قره باغ يمثل أولوية بالنسبة للولايات المتحدة وطالبت الجانبين بالكف عن العنف في الصراع حول المنطقة الانفصالية.

ووجهت كلينتون التي زارت البلدين في نفس اليوم رسالتين مماثلتين جاء فيهما ان واشنطن ستقوم بدورها للمساعدة في انهاء النزاع وان العنف لا يخدم احدا كما ان التوصل الى حل سيجلب الرخاء والاستقرار لمنطقة القوقاز.

وقالت كلينتون في باكو بعد لقائها مع رئيس أذربيجان الهام علييف ان “الولايات المتحدة لا تستطيع حل الصراعات في هذه المنطقة ولكننا يمكن ان نكون شريكا وداعما ونصيرا.” وأضافت “نقف على اهبة الاستعداد للمساعدة بأي وسيلة في مقدورنا.”

وقالت كلينتون انها تعتقد أن تقدماً أحرز نحو انهاء النزاع رغم انها لم تذكر اي تفاصيل واعترافها في كلا البلدين بصعوبة المهمة.

وفي لقاءها مع الرئيس الأرميني، تطرق الرئيس سركيسيان للدور الأمريكي في المنطقة و خاصة الجهود المبذولة لحل مسألة ناغورني كاراباغ و أضاف الرئيس: “يحق للشعب في ناغورني كاراباغ تقرير مصيره في العيش على أرضه التاريخية و الازدهار عليها، و لا يمكن التخلي عن هذا الحق إذ بفضله تمكنت العديد من الشعوب بالعيش بكل أريحية و سعادة”.

وأضاف أن كاراباخ هي المشكلة الاكثر اهمية بالنسبة لارمينيا. وتابعت كلينتون “نعتقد ان تقدما احرز. ان الامر اولوية كبيرة بالنسبة الى الولايات المتحدة”.

و أثنى سركيسيان على الدور الأمريكي في ملف تطبيع العلاقات الأرمينية التركية و قال إن تركيا لم تكن مستعدة – ومازالت- لتطبيع العلاقات دون شروط مسبقة، و لكن أرمينيا تنظر بكل اهتمام لموقف الإدارة الأمريكية من العلاقات الأرمينية التركية.

من جهتها قالت كلينتون: “نتوجه إليكم بالشكر لموقفكم الإيجابي و المتعاون تجاه جهود الإدارة الأمريكية و الرئيس باراك اوباما التي تمخضت عنها مبادئ هلسينكي كأساس لحل مسالة ناغورني كاراباغ. وأقدم شكري العميق لكم للجهود التي بذلتموها أنتم كرئيس لتطبيع وتحسين العلاقات مع تركيا”.

وصرحت للصحفيين في يريفان بعد محادثات مع رئيس أرمينيا سيرج سركسيان “نعرف ان هذا لن يكون سهلا لكننا نعتقد انه الاساس الضروري لمستقبل امن ومزدهر.”

وفي مؤتمر صحفي مشترك عقده وزير الخارجية الأرميني ادوارد نالبانديان مع نظيرته الأمريكية هيلاري كلينتون أشار المسؤولان إلى أهمية الزيارة التي قام بها الرئيس سركيسيان إلى واشنطن وكذلك الدور الكبير للجالية الأرمنية واللوبي الأرمني في الولايات المتحدة.

و قال نالبانديان: ” الولايات المتحدة و أرمينيا متفقتان على أن الحل السلمي هو الطريق الوحيد لإنهاء الصراع في ناغورني كاراباغ و عدم اللجوء إلى الخيارات العسكرية. و احترام حق الشعوب في تقرير مصيرها و احترام سيادة الدولة”.

ولفتت الوزيرة الأمريكية إلى أن ” أرمينيا و أذربيجان على علم بان أي حل لهذا الصراع يجب أن يكون على أساس اتفاقية هلسنكي، وتماشياً مع مبادئ القوانين الدولية، أي عدم استخدام القوة والحفاظ على وحدة البلاد وحق الشعوب في تقرير المصير”.

وحول ملف العلاقات الأرمينية التركية دعت كلينتون تركيا لاتخاذ خطوات ضرورية، من شأنها أن تسفر عن تطبيع العلاقات بين أنقرة و يريفان. وأضافت: “نحن سعداء لقرار أرمينيا مواصلة عملية تطبيع العلاقات مع تركيا في حال أبدى الجانب التركي استعداده لذلك. الأمر متعلق الآن بتركيا، فالكرة في ملعب الأتراك” ، معربة عن رضاها لموقف أرمينيا القاضي بوقف عملية المصادقة على البروتوكولات الموقعة بين الجانبين وليس تجميدها.

من جانبه شدد وزير الخارجية الأرميني ادوارد نالبانديان على أن تطبيع العلاقات الأرمينية التركية يجب أن يتم بدون شروط مسبقة، مضيفاً “نحن مستعدون لتجديد العملية التفاوضية إذا كانت تركيا مستعدة لذلك”.

كما تطرقت كلينتون خلال المؤتمر الصحفي في يريفان لأحداث 18-19 حزيران / يونيو الماضي، وكما في التصريحات السابقة لم تكن هذه أيضا موجهة لتطرف محدد إذ أدانت الوزيرة أعمال العنف والخيار العسكري لحل النزاعات و ذلك دون الدخول بالتفاصيل أو اتهام الجهة التي اخترقت الهدنة. وأعربت عن أملها بمشاهدة خطوة عملية لتوصل لتفاهم مشترك بين الطرفين.

و أشار نالبانديان إلى قمة سانت بطرس برغ التي جمعت الرئيس الأرميني والروسي والأذربيجاني حيث تم الاتفاق على متابعة عملية المباحثات من حيث وصلت أي حتى قمة سانت بطرس برغ و انطلاقا من اتفاقية مدريد الأخيرة.

وبالنسبة لملف تطبيع العلاقات الأرمينية التركية أشادت كلينتون بمواقف الرئيس سركيسيان الشجاعة و المتعلقة بإنجاح عملية التطبيع. ووعدت بأن تبذل الولايات المتحدة قصارى جهدها لدعم عملية التطبيع.

وقالت الوزيرة: ” تقوم الولايات المتحدة على حث أنقرة بالوفاء بوعودها السابقة و المتعلقة بإقامة علاقات طبيعية مع أرمينيا”.

وقال وزير خارجية أرمينيا ادوارد نالبانديان ان وزيري خارجية البلدين ربما يلتقيان في 16 يوليو تموز في مواصلة للمحادثات التي جرت بين علييف وسركسيان الشهر الماضي.

وأدت حملة دعمتها الولايات المتحدة لتحسين العلاقات بين أرمينيا وتركيا الى الاضرار بعلاقات واشنطن مع أذربيجان الدولة الاستراتيجية الغنية بالنفط والتي تشعر بالقلق من احتمال تأثر مصالحها نتيجة لذلك.

وبفضل موقعها الاستراتيجي بين روسيا وايران تمثل اذربيجان طريق امداد رئيسيا للقوات الامريكية في أفغانستان. وتمثل المنطقة ايضا طريقا مهما لامدادات النفط والغاز من بحر قزوين الى اوروبا.

وضغطت كلينتون على أذربيجان لاظهار مزيد من الاحترام للحريات المدنية وقالت انها اثارت قضية سجينين من المدونين المعارضين صدرت احكام ضدهما العام الماضي بعد حادث اتسم بالعنف بأحد المقاهي.

ففي أرمينيا أشادت كلينتون بالحكومة لاستعدادها للمضي نحو تطبيع العلاقات مع تركيا وحثت أنقرة انهاء ترددها فيما يتعلق باعادة فتح الحدود بين البلدين والمغلقة بسبب مشكلة ناجورنو قرة باغ.

وقالت كلينتون “نحث تركيا على اتخاذ الخطوات التي وعدت بها وان يواصل الجانبان المساعي لايجاد الفرصة لفتح الباب أمام المصالحة والتطبيع.”

والتقت الوزيرة كلينتون خلال زيارتها إلى أرمينيا بعدد من القوى السياسية والاجتماعية في البلاد وناقشت أثناءها مسألة حقوق الإنسان والديمقراطية وحرية الصحافة في أرمينيا.

كما التقت مع ممثلي أكثر من 25 منظمة أهلية عاملة في البلاد، حيث استمعت الوزيرة للقضايا التي تهم تلك المنظمات.

6 تموز 2010

يريفان – وكالات –

ملحق “أزتاك” العربي

Share This