توقعات السفير الأرميني بالقاهرة عن الابادة الأرمنية والإنجازات الرئيسية للسياسة الخارجية لأرمينيا في حوار مع “الأهرام”

أجرى محمود النوبى من صحيفة “الأهرام” المصرية حواراً مع السفير الأرميني بالقاهرة د. أرمين ميلكونيان، ونورد هنا القسم الثاني من الحوار الذي يتضمن توقعات ميلكونيان عن الابادة الأرمنية والإنجازات الرئيسية للسياسة الخارجية لأرمينيا.

ما هي توقعات سيادتكم بشأن الاعتراف بالمذبحة قبل مرور مائة عام على حدوثها؟

إن أرمينيا والشعب الأرمني يسعيان إلى الاعتراف الدولي بالإبادة الجماعية ضد الأرمن في القيصرية العثمانية في عام 1915 وكذلك إدانتها والقضاء على عواقبها. وذلك ليس مسألة إعادة العدالة أو الواجبة الأخلاقية تجاه 1,5 مليون ضحايا فحسب ولكن هي مسألة الأمن، حيث سيكون الأمن في منطقتنا دائما معرضة للخطر فى حالة عدم ندم صريح من جانب تركيا واعترافها بالإبادة الجماعية، أما محاولات نفي الإبادة الجماعية فهي نوع من استمرار لتلك الإبادة.

وجدير بالذكر أن أكثر من عشرين برلماناً  فى العالم أقر حتى الآن قرارات تعترف بالإبادة الجماعية الأرمينية وتندد بها. أضيف إلى ذلك بيانات ونداءات مجالس الولايات والمدن في مختلف البلدان والمنظمات الدولية والمحلية حول الموضوع. إن العائق الرئيسي على سبيل تكميل الاعتراف دوليا هي موقف تركيا المنفى. واعتقد إن من مصلحة حكومة تركيا وشعبا أن تواجه تاريخهما وكلما أسرع فى مواجهتها كلما أحسن.

ما هو الجديد بشأن العلاقات مع تركيا؟

ليست هناك جديد، كما تعلمون لم يتم حتى الآن التصديق على  المذكرتين اللتين تم توقيعهما فى أكتوبر 2009 بشأن إقامة العلاقات الدبلوماسية وتطوير العلاقات الثنائية بين أرمينيا وتركيا بما فيها فتح الحدود المغلقة من قبل تركيا، وذلك بسبب عدم استعداد أنقرة لتطبيع العلاقات، لأنها انتهكت الاتفاقات التي جرت نتيجة المفاوضات وقامت بفرض شروط غيرمسبقة على أرمينيا لغرض تصديق هذه الوثائق.

كيف ترون موقف الحكومة التركية من تطورات الأوضاع في مصر و دعمهم للأخوان المسلمين؟

لا شك أن حق التقييم لذلك الموقف يرجع للمصريين. أما أرمينيا فهي تعرف من خبرتها أن تركيا ليس شريكا موثوقا. وأنه من عادات السياسة الخارجية لتركيا هو الاستبعاد من الموافقات السابقة. ونتيجة لذلك أدت “سياسة صفر مشاكل مع الجيران” لأنقره الى صفر نتائج .

هل مسألة التعاون القوى التركي الجورجيي الأذربيجاني قد يكون لها صدى على المنطقة؟

لدينا علاقات جيدة ومثالية مع جارنا العتيق جورجيا. أما تركيا و أذربيجان فتحاولان عزل أرمينيا من المشاريع الاقليمية. ان مثل تلك السياسة ووضع خطوط لفصل لن يمكن أن تنجح من البداية. ان كل المشاريع التي هدفها عزل أحد الأعضاء للمنطقة لا يمكن أن تؤدى الى الاستقرار والأمن في تلك المنطقة. وليس هناك مستقبل بعزل أرمينيا، لأنها مندمجة في مشاريع إقليمية أخرى مثل الاتحاد الجمركي والاتحاد الأوروبي الأسيوي الاقتصادي. وقد نفذنا العديد من المشاريع الكبيرة الإستراتيجية  مع جارينا جورجيا وإيران وتجرى التخطيط والتنفيذ لمشاريع جديدة معهما.

أخيرا ما هى الإنجازات الرئيسية للسياسة الخارجية لأرمينيا  فى السنوات الأخيرة؟

حققت السياسة الخارجية لجمهورية أرمينيا خلال الاعوام الأخيرة نتائج ملموسة في توفير الضمانات والظروف الملائمة للتنمية  وتعزيز الأمن الخارجي وتعميق التعاون مع الدول الصديقة لها وتوسيع إطارها والاندماج في المنظمات الدولية وتوطيد سمعتها ومواقفها على المشهد الدولي.

من أهم إنجازاتها في العام الماضي هى أن اتخذت حكومة جمهورية أرمينيا قرارا بانضمامها الى الاتحاد الجمركي مع روسيا وبيلاروس وكازاخستان. وفي نفس الوقت، يحتل تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية مع الاتحاد الأوروبي مكانا خاصا ضمن أولويات السياسة الخارجية لأرمينيا. وسنواصل التعاون الوثيق مع الاتحاد الأوروبي باتجاه الاصلاحات الديمقراطية وتوطيد المجتمع المدني وضمان سيادة القانون و حقوق الانسان وتحسين الادارة والنظام القضائي ومحاربة الفساد والخ.

وواصلت أرمينيا نشاطاتها في اطار المنظمات الدولية والاقليمية مثل الأمم المتحدة ومجلس أوروبا ومنظمة الأمن والتعاون الأوروبى ورابطة الدول المستقلة ومنظمة الفرانكوفونية الدولية ومنظمة التعاون الاقتصادي للبحر الأسود ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي والخ. وفي العام الماضي أتمت أرمينيا بنجاح فترة رئاستها للجنة الوزراء لمجلس أوروبا ومنظمة التعاون الاقتصادي للبحر الأسود.

وتشترك أرمينيا كذلك في بعثات حفظ السلام في أفغانستان وكوسوفو واتخذت قراراً بالانضمام الى بعثة حفظ السلام للأمم المتحدة في لبنان. وعلى أساس المبادرة الأرمنية اتخذ مجلس حقوق الانسان للأمم المتحدة قرارا حول منع المسبق للإبادة الجمعية وذلك في جلسته 22 في جينيف في مارس 2013.

Share This