المسيحيون عامة والأرمن خاصة مهدور مالهم ودمهم… شرعاً!

صرح رجل الأعمال ليون زكي لموقع “أزتاك العربي للشؤون الأرمنية”، بأن المسيحية المشرقية تواجه اليوم ليس فقط محنة الحاضر وقلق المستقبل، بل خطراً وجودياً، وقال:”لا خوف كخوف المسيحيين في معظم الدول العربية،اضطهاد وتعذيب وقتل وتهجير، فتاوى صدرت تهدر مالهم ودمهم…وعلى مرأى ومسمع مسيحيي العالم…”.

وأشار زكي بأن مؤتمرات عقدت، وسال فيها وحولها حبر كثير، وها هي صرخة البابا تدوي: “لا مشرق من دون المسيحيين”…لكن لا حياة لمن تنادي، والتدمير والقتل مستمران…”.

واستنكر زكي ما يحدث في مصر من حرق وتهديم الكنائس وتفجير الأديرة، حيث تعرض الأقباط لهجمات دموية وسقط مئات الشهداء، “وفي العراق تعرضوا للاعتقال فهاجروا خوفاً، والباقي تم القضاء عليهم ذبحاً من قبل الجماعات التكفيرية، وبذلك جرى تصفية أغلب المسيحيين، وفي فلسطين يواجهون مخطط إسرائيلي لانتزاعهم من أرضهم باضطهادهم وتهجريهم من قبل الكنائس المتصهينة، وفي الأردن شيخ سلفي حرم على المسلمين تهنئة المسيحيين بأعيادهم، وفي لبنان يواجهون مشكلات قاسية وبدأوا بالهجرة لانعدام الاستقرار الأمني والسياسي والاجتماعي…”.

وتوقف ليون زكي طويلاً أمام المشهد السوري على اعتبار سوريا بلاد الشام وموطن أقدم الحضارات، حيث حسب  الأساطير “آدم سكن في دمشق وتوفي في الزبداني… وأن قابيل قتل أخوه هابيل في ضواحي دمشق… إن دمشق أقدم عاصمة مأهولة بالعالم، وحلب أقدم مدينة مأهولة بالعالم، سوريا التي تعايشت فيها الأديان على مر التاريخ وتضم عشرات من الأديرة والمئات من الكنائس والمقدسات الهامة في التاريخ المسيحي والحضارة الإنسانية”، وأستطرد “لكن اليوم المسيحيون في سوريا تحرق كنائسهم وأديرتهم، تدنس رموزهم، يخطفون، يذبحون، وتنبش قبورهم، وهم بنظر التكفيريين كافرون…حلال مالهم وأملاكهم ومهدور دمهم”…!

وأبدى ليون زكي مخاوفه من الذين يريدون تدمير العلاقة التاريخية الإسلامية المسيحية بالمشرق العربي عامة وبسوريا خاصة “فصحيح أنه في سوريا تم تدمير أكثر من ٤٠ كنيسة، لكن تم تدمير حوالي ١٥٠٠مسجداً أيضاً”، ولفت زكي بأن الإستهداف ليس فقط للمسيحيين بل للإسلام المعتدل أيضاً.

وتساءل زكي “كيف السبيل للخروج من هذا الواقع الداكن، كيف السبيل لوقف هذا المسلسل الدموي المفتوح على الكراهية والتعصب”؟ وأكد بأن هذه ليست أزمة خاصة بالمسيحيين “إنها أزمة الحضارة، وهي أزمة المسلمين فكراً وسلوكاً، والمسؤولية تقع على الجميع بلا استثناء، وعلى المسلمين قبل المسيحيين، وعلى المجتمع الدولي مكافحة الإرهاب عبر الأجهزة التقنية المتطورة والأجهزة الاستخباراتية والدعوى إلى مؤتمر دولي”، واستشهد زكي بكلمات رئيس الرابطة السريانية حبيب أفرام الذي دعا إلى “تجفيف منابع الإرهاب والتكفير والحقد مالياً وأمنياً وعسكرياً وثقافياً وتربوياً في أوسع تحالف نهضوي حضاري عالمي”.

دعا زكي الجميع وخاصة الإسلام الوسطي بوقف هذا التدمير للقيم الإنسانية، وزرع ثقافة العيش معاً في الحرية الدينية والتعددية الديمقراطية والتنوع، وذلك في إطار تحرك حضاري واحد ولتأكيد هوية مشرقية جامعة.

وإلى ذلك ختم ليون زكي تصريحه مطالباً برلمانات الدول العربية والإسلامية وفي مقدمتها مجلس الشعب السوري كي يهتدي بخطى برلمانات أكثر من ٢٠ دولة أوربية وأمريكية بالاعتراف بالإبادة الجماعية الأرمنية التي جرت على يد الأتراك مطلع القرن العشرين وذهب ضحيتها زهاء مليون ونصف المليون أرمني، وذلك لردع اي دولة للقيام بمجازر بحق أقلياتها وأثنياتها العرقية والمذهبية، ولكي لا نكرر مع جبران خليل جبران “قتل أمرئ في غابة جريمة لا تغتفر، وقتل شعب آمن مسألة فيها نظر”…!

Share This