الأرمن المصريون بين حضارة الأهرامات وثقافة أرارات

ألقى الدكتور أرمين مظلوميان كلمة الجالية الأرمنية في مصر خلال الندوة التي أقيمت في مكتبة الإسكندرية، بمناسبة مرور 170 عامًا على وفاة أول وزير خارجية مصري أرمني بوغوص بيك يوسفيان، وقال فيها:

منذ قرون مضت جاء الأرمن إلي مصر سالمين وعاشوا بها آمنين. ولا زالوا هكذا حتي الآن وإلى أبد الآبدين.

استقبلت مصر، شعباً وحكومات، الأرمن بكل ترحاب وتسامح لاسيما إبان الفترات الصعبة والحرجة أيام الاضطهادات والملاحقات والأزمات والمذابح والإبادة .

وفى مصر، لم يشعر الأرمن يوماً بأنهم غرباء أو أجانب؛ إذ أن أم الدنيا احتضنتهم كأبنائها الأعزاء دون تفريق أو تمييز وعاش الأرمن في المحروسة حياةً كريمةً، وتمتعوا بكل الحقوق المكفولة لعموم الشعب المصري.

وعلى مدار التاريخ وحتى الوقت الراهن، أيد الأرمن بشدة آمال وطموحات الشعب المصري، وساندوه بصفتهم جزءاً لا يتجزأ من المنظومة المصرية، ونزلوا الميادين فى ثورتى 25 يناير و30 يونية 2013 لمؤازرة الشعب العريق عندما شعروا بأن الكنانة مستهدفة.

وقد تفانى الأرمن بصفتهم مواطنين مصريين فى خدمة مصر: فجر الضمير الإنساني، الحضارة، قبول الآخر .

ونحن على أعتاب مئوية الإبادة الأرمنية، لا ولن ولم ينس الأرمن حكومةً وشعباً ومهجراً الدور المصرى البارز فى إنقاذ الآف الأرمن الناجين من الإبادة التى اقترفتها حكومة تركيا العثمانية ضد الشعب الأرمنى منذ ما يُناهز القرن، وتحديداً اعتباراً من 24 أبريل 1915.

حفظ الله مصر وشعبها ، ووفق قيادتها الحكيمة إلى إنجاز خارطة المستقبل لتكون بمثابة تدشين حجر أساس مرحلة جديدة فى عمر الدولة المصرية الضاربة بجذورها فى عمق التاريخ .

وتتوجه الجالية الأرمنية فى مصر بخالص الشكر إلى مكتبة الإسكندرية ومديرها الأستاذ الدكتور إسماعيل سراج الدين، والأستاذة الدكتور عزة الخولى رئيس قطاع البحث الأكاديمى فى مكتبة الإسكندرية، وإدارة مركز الكتابات والخطوط وخاصة الأستاذ أحمد منصور والأستاذة عزة عزت والأستاذة ريهام عبدالحميد والأستاذ تقى الدين الشملة، لجهودهم فى انجاح هذه الندوة. وشكراً.

Share This