الإنجازات الطبية الرائدة للطبيب السوري الأرمني الدكتور روبيرت جبه جيان من أعلام طب العيون العالميين (1909 ـ 2001)

بقلم عامر رشيد مبيض، مؤرخ حلب عالم آثار في حلب

عام 1934 أحضر إلى حلب أول جهاز كهربائي لتنظير قعر العين المباشر، ولدى عودته من فرنسا عام 1938 جلب معه مصباحاً شقياً كان الأول من نوعه في سورية.

65 عاماً في مارس طب العيون في سورية .

أنشأ أول مدرسة نموذجية باسم «أبو العلاء المعري» للعميان بحلب عام 1955، درست فيها طريقة برايل لأول مرة في سورية .

أنشأ مشفاه العيني الخاص في منطقة السبيل بحلب عام 1952، وهو أول مشفى خاص للأمراض العينية وجراحتها في الشرق الأوسط.

أسس أكاديمية ساريان للرسم والنحت عام 1955. الدكتور الطبيب روبيرت جبه جيان، علم من أعلام طب العيون العالميين، فهو العالم الكبير، المفكر، الفنان المبدع، الخطيب الموهوب، العلم الجماهيري، المواطن السوري الفاضل، الابن البار للشعب الأرمني .
عالج 42 الفاً من المصابين بمرض التراخوما، فضلاً عن مئات العمليات المجانية للفقراء والمساكين، وكان أخاً لمن لا أخ له، وسنداً لمن لا سند له .

كان يمتاز بروح مبادرة عالية جداً وتعدُّ هذه الخصوصية من أهم صفاته، وأبرزها للعيان. كان مثالياً في إنسانيته، رائعاً في وطنيته وصدق مشاعره، قمة في وفائه لأمته وأصدقائه.

ولد عام 1909 وكان والده أواديس طبيباً، درس في مدرسة الأبرشية في حلب، ثم درس الطب في الجامعة الأمريكية في بيروت، وتخرج باختصاص طب العيون عام 1934 . عمل مع والده طبيب العيون من العام 1934 إلى عام 1948، وفي عام 1938، انضم إلى أسرة مستشفى الرازي بحلب، ثم افتتح عيادة خاصة له في منطقة الجميلية عام 1948، ثم أنشأ مشفاه الخاص عام 1952 .

درًّس مادة «الفيزيولوجيا» في مدرسة التمريض في مستشفى التونيان بحلب، ومادة علم الحيوان في الكلية الأمريكية بحلب عام 1937 .

اتبع دورات تخصصية في كل من طب العيون، واختصاص الأنف والأذن والحنجرة في مستشفيات ليون في فرنسا، عامي 1933ـ 1934، ثم في مستشفيات باريس عامي 1938/1939، وبعدها في عامي 1946ـ1947. وهو عضو في الجمعية العينية الفرنسية منذ عام 1948. وقد حاز على درجة دكتوراه فلسفة من المعهد الطبي في يريفان بأرمينيا عام 1970 .
إنجازاته الطبية الرائدة:

خلال فترة ممارسته لطب العيون التي تجاوزت خمسة وستين عاماً ـ والتي توجت بالنجاح وفتحت آفاقاً جديدة في العلوم الطبية المتخصصة بأمراض العيون وجراحتها ـ قام في عام 1935 باستقصاء ودراسة وباء «الليشمانيا» حبَّة حلب على المواطنين في حلب، وقام بحملة تلقيح جماعية لطلاب المدارس في حلب والمناطق المجاورة . وكانت حملة التلقيح هذه إنجازاً طبياً جديداً، طبق لأول مرة على هذا النطاق الواسع، وانتشر تطبيقه فيما بعد  وأسهم هذا النشاط بشكل كبير في اختفاء الإصابة بهذا المرض في حلب والمناطق المجاورة لها. قام باستقصاء الحالة الصحية العامة لدى طلاب مدارس حلب ودراستها في عام 1936 ، فقد جرى تلقيح جماعي ضد الحمى التيفية , وقام بفحوص دورية للتحري عن الالتهابات العينية وبشكل خاص عن «التراخوما»، هذا الداء الذي يؤدي إلى ظهور الأذيات العينية والعمى . ثم وسّع رقعة الدراسة حول «التراخوما» في المناطق الريفية البعيدة في شمال سورية والجزيرة في عام 1938، ثم تمَّ التلقيح الوقائي بإقامة حملات وقائية جماعية في مدارس حلب , وقام بنشر وتوزيع إعلانات حائط مصورة وقائية عن «التراخوما »، وزعت على المدارس والمستوصفات، وأسهم في إنشاء الصحة المدرسية في عام 1940، ولا سيما في إعطاء الإرشادات والتوعية الطبية, وقد ظهرت نتائج هذه النشاطات في سنوات الحرب العالمية الثانية. في عام 1948 أسس الجمعية السورية للوقاية من العمى، وبالتعاون مع الجمعية المذكورة أمكن الحصول على أول قرار موافقة ليس في سورية فحسب بل في العالم العربي, يسمح بالاستفادة من عيون الموتى في عمليات ترقيع القرنية, بالتعاون مع زميله الدكتور الطبيب ليون أسمر والدكتور مصطفى عيسى، وقد أجريت أول عملية ترقيع قرنية في الشرق الأوسط في حلب عام 1947 مأخوذة من عين إنسان متوفى.

أنشأ أول مدرسة نموذجية باسم «أبو العلاء المعري» للعميان بحلب في عام 1955 بإشراف الجمعية السورية للوقاية من العمى, حيث درست فيها طريقة برايل لأول مرة في سورية. أقام مؤتمراً لطب العيون في حلب عام 1951، وكان المؤتمر العيني الثاني في حلب قد أقيم في عام 1952، وخلال جلساته ولدت فكرة تكوين الجمعية السورية لطب العيون، وشارك مع الدكتور ليون أسمر في وضع أسس هذه الجمعية. في عام 1953، قام بإجراء العملية المشتركة للساد والزرق، وأجرى إحصائيات جمعت 4200 حالة مكنته من الوصول إلى النتيجة الهامة بأن «التراخوما» يشفى عفوياً.

أنشأ مشفاه العيني الخاص في منطقة السبيل بحلب عام 1952، وهو أول مشفى خاص للأمراض العينية وجراحتها في الشرق الأوسط . جعل من مشفاه مركزاً «تخصصياً» في «أمراض العيون»، وتم الاعتراف بمستشفى «د. روبير جبه جيان» كمركز تدريب اختصاصي في طب العيون من قبل وزارة الصحة السورية في عام 1970، وقد منح الأطباء المتخرجون منه لقب أخصائي في الأمراض العينية وجراحتها، الذين أنهوا ثلاث سنوات تدريب في مستشفى «د. جبة جيان»، وتم تخريج أول أخصائي عام 1975. انتخب الدكتور جبه جيان رئيساً للجمعية السورية لطب العيون في الأعوام 75 ـ 1977، علماً بأنه من الأعضاء المؤسسين للجمعية العينية السورية عام 1965.

دعي لتمثيل سورية في لجنة خبراء التراخوما في منظمة الصحة العالمية في عام 1956. واستمرت خدمته في المنظمة مدة 25 سنة. في فترة رئاسته للجمعية السورية لطب العيون حث الأخصائيين بأمراض العيون في القطر على القيام بدراسات علمية وعملية حديثة، وبالتعاون مع الأخوة الزملاء من الأطباء تم عقد خمس ندوات علمية ناجحة في القطر. وقد لاقى هذا النشاط اهتمام وزارة الصحة، فطبعت كافة المحاضرات في عدد خاص من مجلة الطب العربية . كما كان الدكتور جبه جيان، طبيب أذنية من الطراز الأول ، وقد عالج العديد من المصابين بحروق كيماوية بالقلويات في المري «بتوسيعه المتكرر بالخيط الذي لا نهاية له » ونجح في ذلك .

في عام 1967 نال وسام «مسروب ماشدوتس» بعد خمسين عاماً في مجال الطب من نقابة الأطباء في سورية. وفي عام 1986 كرمته وزارة الثقافة .

في عام 1934 أحضر إلى حلب أول جهاز كهربائي لتنظير قعر العين المباشر  ولدى عودته من فرنسا عام 1938 جلب معه مصباحاً شقياً كان الأول من نوعه في سورية. كما جلب معه جهازاً لقياس ضغط العين وجهازاً لقياس ضغط الوعاء الشبكي المركزي، وكانت أول أجهزة تدخل سورية. وفي العام 1947 أجرى عملية لاستخراج الساد داخل المحفظة، وبعدها أجرى مئات من هذه العملية . وفي 1948 أجرى عملية انفصال شبكية، وكانت تتم لأول مرة في سورية. وفي عام 1992 قام بتصميم جهاز لتروية العين بشكل مستمر في حالات جفاف العين بالكامل، وكان من أواخر أعماله الرائدة وهكذا عاش رائداً ومات رائداً .
أسس أكاديمية ساريان للرسم والنحت عام 1955. يضاف إلى ذلك أنه رسام مرموق عرض لوحاته في المتحف الوطني 1972 ،1984،1987، وفي دار أمية الزعيم عام 1998 فندق الشهباء. تبنى الطفلين الموهوبين نجمي وضياء السكري .من مؤلفاته: حياة الأمراض ونشأتها وتاريخ الطب الأرمني وعلاقته بالطب العربي. توفي عام 2001 .

Share This