محاضرة في التأثر الأرمني بالحضارة العربية

ذكر الباحث الدكتور حسين عمر حمادة أن أرمينيا تأثرت بالتواجد العربي فيها في مجالات مختلفة ولا سيما الأدب والشعر والطب والعمارة ولفت إلى أن كثيرا من الأبنية المعمارية في أرمينيا تأثرت بالطراز العربي من حيث الهندسة المعمارية والزخارف والرسومات وأن النقوش العربية تركت بصماتها في الكثير من الأبنية الهامة في أرمينيا.

وفي محاضرة له بعنوان “ديوان النقوش العربية في أرمينيا” التي ألقاها اليوم في فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب تحدث حمادة عن الهجرات التي تمت عبر التاريخ من البلاد العربية الى ارمينيا وبالعكس مشيرا الى تأثر هذه الهجرات بالفتوحات العربية والدوافع الاقتصادية .

وبين أن تاريخ هذه الهجرات بدأ منذ القرنين الثاني والثالث الميلادي حيث بدأت مجموعات عربية تنزح من مواطنها في الجزيرة العربية وتتنقل طلباً للماء والكلأ والأمن في الأراضي العربية المتاخمة للدولتين الفارسية الساسانية والرومانية البيزنطية كعادة جميع القبائل العربية منذ غابر الأزمنة السحيقة في القدم.

ولفت إلى أن هذه الهجرات ازدهرت في العصر العباسي وكانت على شكل قبائل كاملة جاءت من العراق واليمن ومناطق عديدة اخرى لحقت بها عشائر الجزيرة العربية وقبائل من بني ربيعة لنشر الأمن في ربوع البلاد الأرمنية ثم نشطت الهجرة على مستوى الافراد والعائلات.

وبين أن العرب المقيمين في أرمينيا كانوا يعتبرون أرمينيا موطنا لهم ولكنهم رغم ذلك لم ينسوا اللغة العربية بل انهم ربوا أبناءهم على اللسان العربي الفصيح مشيرا الى أن العرب الموجودين في أرمينيا يتكلمون إلى جانب لغتهم اللغة العربية ويتقنونها الى حد كبير مشيرا إلى بروز الكثير من الشخصيات العربية الطبية في ارمينيا في القرنين الحادي عشر والثاني عشر.

ولم يتوقف الأثر العربي في أرمينيا على الاطباء المميزين بحسب الباحث بل أن الكتابة العربية ظهرت فيها بشكل واسع في القرنين الثالث عشر والرابع عشر اضافة الى ظهور الأثر العربي في العمارة والبناء .

يذكر أن الدكتور حسين عمر حمادة عضو في اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين وعضو الجمعية السورية لتاريخ العلوم وقد نشر عدداً من الكتب وعشرات المقالات والدراسات العلمية .

ميس العاني

Share This