ما معنى أنقذوا كسب من الإبادة الجماعية…؟؟؟!!!

في خضم أحداث، ما بعد غزو المجموعات المتطرفة بمساعدة الدولة التركية لمنطقة كسب وما حولها في صباح يوم 21 آذار… استجد عامل جديد على الأزمة السورية وهو العامل الأرمني-السوري حيث رافقت الأحداث حملتان متوازيتان بشأن كسب، إحداها نظمتها القوى الأرمنية في جمهورية ارمينيا والشتات وهي بالدرجة الأولى حملات غضب واعتراض للدور التركي القديم الجديد في تسبب المآسي للأرمن السوريين بشكل خاص والسوريين بشكل عام، فنظموا المظاهرات في أرجاء العالم وأوجدوا حملة “أنقذوا كسب” وضغطوا سياسياً بكل ما أوتوا من قوة لكف اليد العثماني عن العبث في كسب وإنهاء معاناة سكانها، أما الحملة الثانية نظمتها جهات مجهولة مارست التضليل الإعلامي والتلفيق لصور ومشاهد وأحداث بعضها حقيقية ولكن حدثت في أماكن أخرى وبعضها مزورة بالكامل، هذه الحملة افتعلتها جهات غير أرمنية وشاركتها بعض المواقع الأرمنية الغير واعية لحقائق الأمور في النقل والنشر، ولكن هذا التضليل الإعلامي مرفوض بكل الأحوال.

لنرجع إلى الحملة التي نظمت من قبل الأرمن والشعارات التي رافقتها حيث بعض الأشخاص التبس لديهم بين مصطلح الإبادة الجماعية  (Genocide)ومصطلح مجزرة، فَوجب توضيح وشرح بعض المفاهيم…

من الضروري بمكان أن نعرّف كلمة إبادة جماعية (Genocide)  التي كانت جزء من الحملة التي نظمت من قبل الأرمن، فكلمة “إبادة جماعية” استعملت أول مرة في عام 1948 داخل أروقة الأمم المتحدة والمناسبة كانت إعطاء وصف وتعريف عن التطهير العرقي الذي تعرض له الشعب الأرمني في ظل السلطنة العثمانية بين عامي 1915-1923، أي كلمة إبادة جماعية مصطلح خاص بالإبادة الأرمنية والمذابح الأرمنية. إذاً، يطلق اسم الإبادة على سياسة القتل الجماعي المنظم (عادةً ما تقوم حكومات وليست أفراداً) ضد مختلف الجماعات، والفظاعات التي ارتكبت أثناء محاولات الإبادة لطوائف وشعوب على أساس قومي أو عرقي أو ديني أو سياسي، صنفت كجريمة دولية في اتفاقية وافقت الأمم المتحدة عليها بالإجماع سنة 1948 ووضعت موضع التنفيذ 1951. في هذه الاتفاقية، بِموجِب المادة الثانية، تعني الإبادة الجماعية أياً من الأفعال التالية، المرتكبة على قصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو اثنية أو عنصرية أو دينية، بصفتها هذه:

(أ) قتل أعضاء من الجماعة،

(ب) إلحاق أذى جسدي أو روحي خطير بأعضاء من الجماعة،

(ج) إخضاع الجماعة، عمدا، لظروف معيشية يراد بها تدميرها المادي كليا أو جزئيا،

(د) فرض تدابير تستهدف الحؤول دون إنجاب الأطفال داخل الجماعة،

(هـ) نقل أطفال من الجماعة، عنوة، إلي جماعة أخرى.

كل بند من بنود المادة الثانية في الاتفاقية الدولية تعتبر جرائم ضد الإنسانية. لذلك ليس مصطلح الإبادة مصطلحاً وصفياً فحسب بل مصطلحاً قانونياً اليوم. على هذا الأساس لا يعني المصطلح مجازر ضد المدنيين بشكل عام بل الأفعال المرتكبة بقصد التدمير الكلي أو الجزئي لأية جماعة. ولما كانت هذه الإبادة من الجرائم الدولية التي لا يسري عليها التقادم، فمن باب أولى ان لا يسري على ذكرها التقادم أيضا.

بناءً على ما ذكر، سلخ شعب من اراضي اجداده وحرمانه من التواجد في موطنه الطبيعي يعتبر بند من بنود الإبادة…

لنعد إلى حملة “أنقذوا كسب” ومأساة سكانها الذين هجروا واضطروا لترك منازلهم وحقولهم وبساتينهم والمعلومات تفيد أنه جرت عمليات نهب واسعة شملت ممتلكات السكان (صور المحلات المفتوحة بعد دخول الغزاة خير دليل) بتشجيع وغطاء من الدولة التركية، لذلك أصحاب الحملة اعتبروا الدولة التركية لديها المسؤولية الكاملة لا بل هي شريكة في هذا الاحتلال الآتي من داخل حدود لواء الاسكندرون السليب تركياُ. على هذا الأساس رفعت في كل المظاهرات شعارات مثل “أوقفوا الإبادة المستمرة من 99 سنة” لأنهم اعتبروا العثمانيين الجدد لديهم المسؤولية في هذا الاعتداء على كسب وسكانها الأرمن السوريين، وأيضاً شعار “الإبادة تتكرر في كسب” لأن مطامع وأهداف العثمانيين القديمة الجديدة بترحيل الأرمن من أراضي أجدادهم وتهديد وجودهم على اراضيهم التاريخية باقية في ذهن السلجوقي اردوغان بدون تغيير. ارتفعت أصوات تلوم الأرمن على رفعهم شعارات الإبادة في حملة “أنقذوا كسب” أثناء مظاهراتهم، بحجة أن لا توجد ضحايا أرمن من كسب، وكأن ضحايا اليوم الأول للغزو العثماني من المدنيين والعسكريين ليسوا بشراً، ولكن هؤلاء المعاتبون يجهلون المعنى القانوني والحقيقي لمصطلح “الإبادة الجماعية” الذي قُدم في معرض المقال.

وفي النهاية نقول للمعاتبين أن شعارات “الإبادة الجماعية”  (Genocide)التي رفعت في مظاهرات حملة “أنقذوا كسب” صحيحة وحقيقية وقانونية مائة في المائة وبدون مبالغة، باعتبار سفاحي “الإبادة الأرمنية” العثمانيين في عام 1915 بعد مائة عام لديهم المسؤولية الكاملة لاحتلال مدينة كسب من قبل جحافل الإرهاب الآتية من حدود تركيا الملاصقة لكسب والريف الشمالي لمحافظة اللاذقية وبالتالي تهجير سكانها وحرمانهم العيش في اراضي اجدادهم وحرمانهم أيضاً من ممتلكاتهم من حقول وبساتين يؤمن لهم الاستمرارية في عيشهم بموطنهم كل ذلك يعرف كبند من بنود “الإبادة جماعية”  في القانون الدولي…

انترانيك ببجيان

Share This