كتاب الشأن الأرمني في ضيافة مكتبة القاهرة الكبرى

استضافت مكتبة القاهرة الكبري التابعة لوزارة الثقافة أمس عدد من الكُتاب المصريين المهتمين بالشأن الأرميني على المستوىين الأدبي والأكاديمي، والذي تعرضوا فى كتابتهم لقضايا الشعب الأرميني وتاريخهم، وذلك بحضور الدكتور محمد رفعت الأمام أستاذ التاريخ الحديث بجامعة دمنهور، والروائي الشاب أحمد مجدي همام والروائي عبد العزيز السماحي، والدكتور جمال كمال المتخصص فى التاريخ الحديث، والدكتورة سحر حسن الباحث بمركز تاريخ مصر.

أدار اللقاء الدكتور محمد رفعت الأمام، والذي قدم عرضاً بانورامياً لأهم الأعمال الأدبية المصرية التى تعرضت للقضايا الأرمينية المختلفة، وكذلك عدداً من النماذج للشخصيات الأرمينية التى وردت فى الأعمال الأدبية المصرية فى العصر الحديث، والتى بينت مدي انسجام الأرمن داخل المجتمع المصري، وكيف أن مصر صارت لهم بمثابة الوطن الثاني.

وفى كلمته أكد الروائي أحمد مجدي همام الحائزة على جائزة منحة الموارد الثقافي لعام 2014 ، أن الإبادة التى تعرض له الشعب الأرميني على القوات التركية عام 1915 هى التى دفعته للبحث فى تاريخ الشعب الأرميني، والبدء فى إعداد عمال روائي عن الإبادة الأرمينية بعنوان “الحكاءة الأرمينية” والذي يسعى أن تخرج فى أسرع وقت، وقد عرض همام لرواية يريفان الكاتب الفرنسي جيلبير سينويه (المولود في القاهرة العام 1947) والتى صدرت باللغة الفرنسية وترجمها المغربي عبد السلام المودني، والتى تبدأ أحدثها من مدينة «إرزوروم» التي عرفت الترحيل والقتل وعمليات الإبادة، تنطلق رواية «يريفان»، التي تصور عائلة توماسيان التي تعرف تقلبات شتى بسبب الأحداث، ومعها نتعرف بدورنا على هذه التحولات التي أصابت تلك المدينة الهادئة، التي يتحول سكانها إلى مدافعين عنها وإلى مناضلين للدفاع عن وجودهم، هذا الوجود الذي يستمر عبر الأجيال القادمة وما حملته من جروح متعددة قادتهم إلى أنواع متعددة من الجحيم: الجسدي والنفسي والأخلاقي، بسبب القتل والذل، وما تعرضوا له أيضا من اغتصاب ومنفى، إلى آخر هذه الحكاية التي قادتهم إلى المنافي المتعددة.

وسرد الباحث الدكتور جمال كمال ذكرياته أثناء أعداد للرسالة الدكتوراه التى أعدها والتى تعرضت لتاريخ الأرمن فى العصر العثماني، وعن الصعوبات التى واجهها أثناء فترة البحث وكيف تغلب عليها، وندد كمال بالتدخلات السياسية بجامعة القاهرة إبان حكم الأخوان المسلمين مما أدي إلى إغلاق مركز الدراسات الأرمينية بجامعة القاهرة، وطالب كمال بضرورة إعادة المركز إلى عمله مرة أخرى.

كما أعلن الروائي عبد العزيز السماحي بأن روايته “ميمي زهرة أرمينيا البيضاء” ستكون بين آيدي القراء خلال شهر يونيه القادم وذلك بعد انتهى من وضع اللمسات النهائية عليها، وتدور أحدث الرواية حول الطفلة الأرمينية ميمي التى كانت تعيش فى مدينة فان وأجبرت على الرحيل هي وعائلتها على آيدى القوات التركية وسط صحاري دير الزوار ثم إلى لبنان وأخير إلى مصر، وحول الأسباب التى دفعته إلى كتابة الرواية أكد السماحي أن سياسية تركيا تجاه الوطن العربي والقضايا الإسلامية جعلته يعيد قراءة تاريخ تركيا جيداً وما ارتكبته تركيا بحق الإنسانية.

واختتم اللقاء بافتتاح معرض كاريكاتير للفنان الأرميني المصري ألكسندر صاروخان عرض خلالها عدد من أهم لوحات الكاريكاتير التى رسمها صاروخان خلال رحلته الفنية، وتم عرض فيلم تسجيلي عن حياة الفنان صاروحان وأبرز مراحل حياته الفنية، وكيف عبر من خلال رسوماته عن أحلام وهموم وطموحات الشعب المصري.

Share This