ضيف العدد الموسيقار السوري ميساك باغبودريان

تقليد وسام نجمة التضامن الإيطالية

Misak Baghbudarian

ميساك باغبودريان

للموسيقار السوري ميساك باغبودريان

باسم السيد الرئيس الإيطالي جورجيو نابوليتانو قلد السفير الإيطالي بدمشق السيد أكيله أميريو الموسيقي السوري ميساك باغبودريان قائد الفرقة السيمفونية الوطنية السورية وسام النجمة التضامني الإيطالي من درجة كوماندور، بحضور الدكتور محسن بلال وزير الاعلام والدكتور سعد الله آغة القلعة وزير السياحة، مساء الأربعاء في 2 حزيران 2010، تقديراً لجهوده وإسهاماته في تعزيز التعاون بين سوريا وإيطاليا في مجال الموسيقى، وذلك خلال حفل أُقيم بهذه المناسبة في دار السفير الإيطالي بمناسبة العيد الوطني لإيطاليا، أمام حضور كبير من السلك الدبلوماسي وسفراء بعض الدول في دمشق.

ونورد نص البيان الذي أصدرته السفارة الايطالية لتبين أسباب منح الوسام:

وسام نجمة التضامن الإيطالية من رتبة” كومندور”

الأسباب الموجبة

أكمل المايسترو ميساك باغبودريان جلّ دراسته الفنية في إيطاليا وعمل على تنمية العلاقات الفنية بين سوريا وإيطاليا الذي تربطه بها مشاعر الصداقة العميقة. يعمل المايسترو باغبودريان على نشر الغناء الأوبرالي والموسيقا الكلاسيكية الإيطالية ويساهم بشكل كبير في الترويج للثقافة الإيطالية في سوريا، مُكرثاً نفسه لهذا الهدف بكرم وتفاني.

كما أنه يُعنى بشكل خاص في إعداد الموسيقيين السوريين الشبان على الصعيد الفني عن طريق تشجيع التبادل بين الأوساط الموسيقية الإيطالية والسورية ودعم التعريف بالموسيقا الكلاسيكية بشكل عام والإيطالية بشكل خاص.

يساهم المايسترو بنشاطه واحترافه في نشر صورة جميلة عن سوريا في الخارج مشجعاً التعاون بين الموسيقيين الشبان الإيطاليين والسوريين.

المايسترو ميساك باغبودريان، هو من مواليد دمشق (1973)، بدأ دراسته الموسيقية في المعهد العربي للموسيقا ياشراف الأستاذ خضر جنيد والسيّدة سنثيا الوادي والتحق بالمعهد العالي للموسيقا سنة إحداثه (1990) كعازف بيانو حيث شارك في عدّة حفلات وورشات عمل مع أساتذة مثل (فرانسواز تينا وسفيتلانا نافاسارتيان).

في كانون الأول 1994 قاد ولأول مرة تحت إشراف الأستاذ صلحي الوادي، الفرقة السيمفونية الوطنية السورية في قصر المؤتمرات وتابع نشاطه مع الفرقة في حفلات ومناسبات مختلفة.

تخرج من المعهد العالي للموسيقا عام 1995 متخصصاً في آلة البيانو وقيادة الأوركسترا ليعمل بعدها مدرساً لمادة التوزيع الأوركسترالي بالإضافة إلى عمله مساعداً لقائد الفرقة السيمفونيّة.

في المعهد العربي للموسيقا عمل مدرساَ لآلة البيانو وقائداً لأوركسترا الأطفال إضافة إلى عمله مرافقاً لفرقة جوقة الأطفال.

في نطاق التحضيرات في عام 1995 لأول أوبرا مقدمة في سوريا بالتعاون مع المركز الثقافي البريطاني، دايدو واينياس، عمل قائداً مساعداً للأوركسترا.

في بداية 1997 تم إيفاده إلى إيطاليا لإتمام دراسة قيادة الأوركسترا حيث انتسب إلى معهد فلورنس الحكومي (تأليف و قيادة أوركسترا) مع الأستاذ ماورو كاردي واليساندرو بينزاوتي وأكاديمية هانس سواروسكي بميلانو لقادة الأوركسترا مع الأستاذ يوليوس كالمار (مدرّس في أكاديمية هامبورغ وفيينا) بالإضافة إلى عدة دورات تخصصية قصيرة مع ميخائيل بيك (ألمانيا) ودوريل باشكو (رومانيا) وكارل سانت كلير (الولايات المتحدة الأمريكية) وريكاردو موتي (إيطاليا) ويورما بانولا (فنلندا).

في شباط 2001 عين قائداً أساسياً لأوركسترا أماديوس السيمفونية بفلورنسه حيث قدم حفلات عديدة في توسكانا بالإضافة إلى عمله مع أوركسترا هانس سواروسكي (ميلانو)، الأوركسترا السيمفونية لمدينة فورلي، الأوركسترا السيمفونية برونو ماديرنا، أوركسترا الأكاديمية الوطنية لبوخارست، الأوركسترا الفلهارمونية الجديدة في صوفيا وأوركسترا الباسيفيك السيمفونية (الولايات المتحدة الأميركية).

عاد إلى دمشق في شهر تشرين الأول 2002 ليقود الفرقة السيمفونية الوطنية السورية.

ارتبط أسمه بعدة إسطوانات مسجلة من كورال هارمونيا كانتاتا بالتعاون مع أوركسترا المعهد الحكومي لويجي كيروبيني وأوركسترا المسرح لمدينة فلورنس.

منذ كانون الثاني 2003 يعمل قائداً للفرقة السيمفونية الوطنية السورية حيث قدم معها العديد من الحفلات في سوريا وفي خارجها (لبنان– الأردن – إمارة دبي – سلطنة عُمان – إيطالية – تركيا – البحرين).

عزف معه العديد من العازفين المنفردين نذكر منهم: أرمين باباخانيان، غالينا فراتشيفا، غزوان الزركلي، كنان العظمة، راجي سركيس، دانييل جيورجي، بسام نشواتي، غلوريا سكالكي، ريكاردو سانديفورد، مسلم رحال، فراس شارستان، محمد عثمان، لبانة القنطار، تالار دكرمنجيان…

كان له الشرف في قيادة الفرقة السيمفونية الوطنية السورية و كورال المعهد العالي للموسيقا في حفل افتتاح دار الأسد للثقافة والفنون عام 2004 وفي حفل افتتاح واختتام “دمشق عاصمة للثقافة العربية” عام 2008.

شارك مع أوركسترا المعهد العالي للموسيقا السيمفونية في عام 2006 في مهرجان أوركسترات الشباب الأوروبية في قاعة الكونسيرت هاوس – برلين.

قام في أثناء عمله قائداَ للأوركسترا بأداء العديد من الأعمال الموسيقية المقدمة لأول مرة لمؤلفين سوريين وأجانب نذكر منهم: زيد جبري، حسان طه، نوري اسكندر، شفيع بدر الدين، صلحي الوادي، مارتا أنجيليني …

هوعضو مؤسس في «كانتيري موزيكاليه دي توسكانا» (1998) ومنسق فني لمهرجان «إيستاتي ريجينا» في مدينة مونتيكاتيني تيرميه (إيطاليا).

وبهذه المناسبة أجرى ملحق “أزتاك” العربي الحوار التالي مع قائد الفرقة السيمفونية الوطنية السورية المايسترو ميساك باغبوداريان:

ملحق “أزتاك” العربي – تم تكريمك مؤخراً بأعلى وسام من قبل رئيس جمهورية إيطاليا. ماذا يمثل لك هذا التكريم ؟

المايسترو ميساك باغبوداريان – إن هذا التكريم هو شرف كبير بالنسبة لي ولو أنني أعتبر أن ما أقوم به في خلق فرص تبادل بين

ميساك باغبودريان

ميساك باغبودريان

الموسيقيين السوريين والايطاليين، هو واجبي تجاه بلدي سورية وتجاه إيطاليا، البلد الذي أعطاني الوسائل العلمية والأكاديمية للنجاح في هذا المجال. فسورية تخطو خطوات مهمة للحاق بما أنتجته الإنسانية من الموسيقى العالمية وهي وسيلة مهمة جداً لإبراز دور سورية الثقافي وتزويد هذا الإرث الإنساني بمنتجاتنا أيضاً. فكل دولة في العالم وكل مجتمع إنساني يجب أن يساهم في إغناء هذا الإرث والاستفادة منه. وبالتالي لا بد من الاستفادة من تجارب الدول التي سبقتنا في هذا المجال وأيضاً تعريف المجتمعات الأخرى بما نملكه من تراث وإنتاج فني حديث. وبما أن إيطالية تعتبر من أهم المحطات التي احتضنت الموسيقى العالمية وبالتالي أرى من واجبي كموسيقي سوري وكقائد للفرقة السيمفونية الوطنية السورية خلق فرص الاحتكاك والتبادل بين الحياة الموسيقية السورية والايطالية.

ملحق “أزتاك” العربي – كيف ترى دور الفرقة السيمفونية في إبراز صورة الحياة الموسيقية في سوريا؟

المايسترو ميساك باغبوداريان – تشكلت الفرقة السيمفونية الوطنية السورية في عام 1993 كضرورة حتمية للتطور الثقافي عامة والموسيقي خاصة للمجتمع السوري  ونشوء جيل جديد من الموسيقيين المحترفين السوريين القادرين على حمل مسؤولية مماثلة وخلال سنوات عملها استطاعت الفرقة إثبات وجودها على الصعيد المحلي والدولي.

فعلى الصعيد المحلي، تحرص الفرقة على تقديم برامج متنوعة من التراث العالمي وأعمال للمؤلفين السوريين والعرب لتستطيع تقريب الجمهور السوري من هذا النوع من الموسيقى التي بقيت بعيدة عن هذا النوع من الفن لقرون عديدة حتى أن فكرة استهجان هذه الموسيقى تم ترسيخها خلال هذه الفترة كنوع من الموسيقى لا تنتمي إلينا ونحن لا ننتمي إليها. ولكن بنظرة موضوعية ومعمقة الى تاريخ تطور الموسيقى نجد أننا شركاء في نشأة وتطور هذا الفن لقرون عديدة وبالتالي لا بد أن نثبت حضورنا في العصر الحالي كون هذا الفن ينتمي إلى الانسانية جمعاء ولا يمكننا أن نعزل أنفسنا عن هذا المنتج الثقافي الانساني.

أما على الصعيد الدولي، فقد قدمت الفرقة وأثناء حفلاتها وجولاتها في المسارح الدولية صورة فعلية للحياة الموسيقية السورية وتطورها وكان لها دور كبير في تغيير الصورة المنتشرة عن سورية كبلد عدائي وإرهابي. فوجود فرقة سيمفونية وطنية في بلد ما تعني وجود وعي ثقافي وجهود جدية في تهيئة ظروف العمل المناسبة لعمل الفرقة وتأمين الفرصة أمام الأجيال الجديدة لممارسة هذا النوع من الفن.

ملحق “أزتاك” العربي – وماهو دورك كقائد شاب في الفرقة السيمفونية؟

المايسترو ميساك باغبوداريان – الروح الشابة تحمل الحماس والانفتاح على كل أنواع الموسيقى الجادة وبالتالي فقد تركز عملي على تنويع برامج الفرقة لتغطي كافة أنواع الموسيقى الجادة الملائمة لطبيعة الفرقة. فقد قامت الفرقة بتقديم روائع موسيقى الأفلام ومقطوعات من موسيقى الجاز موزعة لفرقة سيمفونية. وقد حاولت أيضاً إضافة النشاط الاجتماعي إلى جانب النشاط الثقافي فقد قدمت الفرقة حفلات لجمع التبرعات لمشاريع وطنية وقومية ونشاطات خاصة للأطفال إضافة إلى نشاطات وطنية كتقديم الأغاني الوطنية موزعة بأسلوب أكاديمي حديث.

كما أن دوري كقائد للفرقة السيمفونية الوطنية يقتضي التخطيط لتطوير الفرقة واتجاه سيرها وخاصة بما يخص دخولها في دوائر المجتمع العالمي للفرق السيمفونية والمهرجانات هذا من ناحية ومن ناحية أخرى، العمل على تهيئة روافد للفرقة من الموسيقيين الشباب السوريين للتمكن الفرقة من الارتقاء الفني الدائم ومجاراة الفرق العالمية الأخرى.

ملحق “أزتاك” العربي – لكل شعب موسيقى مختلفة ونمط معين يظهر من خلال الأدوات الموسيقية. هل ترى اندماجاً في موسيقى الشعوب في منطقة القوقاز والشرق الأوسط على مر التاريخ؟

المايسترو ميساك باغبوداريان – تتميز الموسيقى بقدرتها على تجاوز الحدود السياسية وترتبط ارتباطاً وثيقاً بطبيعة منطقة جغرافية ما وبالتالي نجد اندماجاً في موسيقى الشعوب التي تتشارك منطقة جغرافية واحدة. ومنطقة القوقاز تتميز بطبيعتها وكونها نقطة عبور مر عليها الكثير من الشعوب والثقافات. إن هذه الظروف جميعاً أثرت في موسيقى شعوب القوقاز وأغنتها. فنجد شعوب المناطق الجبلية من القوقاز تتشارك في خصائص موسيقاها الشعبية باختلاف كبير عن شعوب المناطق المنخفضة والسهلية. والجميل في الموضوع أن موسيقى كل شعب مشكل من عدة قطاعات تتشارك بها مع الشعوب الأخرى وقطاعات أخرى تتميز بها عن البقية وهذا التباين هو ما يعطي الموسيقى القوقازية ألوانها المتنوعة.

ملحق “أزتاك” العربي – كيف يمكن تقديم خصائص الموسيقى الأرمنية للقارئ العربي، أعني بماذا تتميز الموسيقى الأرمنية؟

المايسترو ميساك باغبوداريان – إن الموسيقى الأرمنية هي جزء من الموسيقى القوقازية وكما ذكرت سابقاً فإن شعوب هذه المنطقة تشاركت وتقاسمت الطبيعة وظروف الحياة وبالتالي نجد خصائص عديدة مشتركة بين الموسيقى الأرمنية وموسيقى الشعوب الأخرى في المنطقة.

تعتمد الموسيقى الأرمنية الشعبية على المقامات كما هو الحال في الموسيقى العربية ولكن وبينما تحاول الموسيقى العربية التأكيد على أرباع الصوت فإن الموسيقى الأرمنية ترى هذه الأبعاد كأبعاد عبور وليست ارتكاز مما يعطي نكهة مختلفة لنفس المقام.

كما أننا نجد استخدام أسلوب تعدد الأصوات (البوليفوني) في هذه الموسيقى على عكس الموسيقى العربية التي تعتمد  أسلوب الصوت الواحد (المونودي) فنجد آلات معينة تعزف اللحن الرئيسي وآلات أخرى مرافقة تعزف ألحان اخرى مرافقة. وهذا الاختلاف جعل من الموسيقى الأرمنية تتطور عامودياً وأفقياً بينما نجد الموسيقى العربية تطورت بالاتجاه الأفقي فقط وخير مثال على ذلك موضوع التقاسيم.

ونجد نوعاً ما من التعادل بين الموسيقى الآلية والموسيقى الغنائية حيث تتوفر بين أيدينا العديد من المقطوعات الآلية الشعبية والتي غالباً ما كانت ترافق الرقصات.

وتشارك الموسيقى الأرمنية الشعوب القوقازية الأخرى باستخدام بعض الآلات الشعبية كالقانون والبزق والطنيور والزورنا، بينما تنفرد الموسيقى الأرمنية بآلة الدودوك وهي آلة نفخية تصنع من خشب المشمش ويستخدم العازف ريشة مزدوجة لإصدار الصوت منها.

ملحق “أزتاك” العربي – كيف ترى تأثير الموسيقى على حياة الشباب، وكيف يجب علينا توجيههم لانتقاء ما يسمعونه؟

المايسترو ميساك باغبوداريان – لقد واكبت الموسيقى المسيرة الإنسانية في كافة مراحلها وكانت مع أخوتها من الفنون الأخرى وسيلة للتعبير ومرآة تعكس الواقع الذي يعيشه الإنسان بأفراحه وهمومه. وعبر التاريخ أدت الموسيقى دورها في دب الحماسة في قلوب المحاربين والخشوع في قلوب المصلين وكل ذلك ما هو إلا جزء صغير مما يمكن للموسيقى أن تؤديه على الصعيد النفسي دون الحديث عن العلاج بالموسيقى. من هنا نجد أن للموسيقى دور اجتماعي مهم يجب علينا تفعيله.

إن جسم الإنسان ونظامه البيولوجي مبني على توافق إيقاعي بين أجزائه ومكوناته فمن إيقاع ضربات القلب إلى إيقاع جريان الدم في الشرايين والأوردة.  كما أن حياة الإنسان اليومية مبنية على إيقاع معين وتتم تحركاته بالاستناد إلى هذا الإيقاع. وبالتعرف على الموسيقى يمكن لأي شخص أن يكتشف إيقاعه الشخصي ويتعرف على أشكال إيقاعية أخرى من الممكن أن تساعده في حياته اليومية. كما أن الموسيقى “الجادة” تساهم في تطوير التفكير المنطقي بالإضافة إلى كونها أجنحة تساعد الإنسان على التحليق عالياً والارتقاء إلى مستويات من الشعور الإنساني بعيدة عن الحياة اليومية الروتينية.

إلا أنه توجد أنواع من الضجيج والصخب والتي تٌدرج للأسف تحت اسم الموسيقى وهي مؤذية جداً للنظام السمعي والعصبي للإنسان وتعمل بمثابة مخدر لعقله وهناك أنواع تحاكي غرائز الإنسان الجنسية يتناولها الشباب كوسيلة للهروب من مشاكلهم أو أزماتهم وبالتالي من الضروري جداً توجيه الشباب ومساعدتهم للابتعاد عن هذا النوع من الأذى النفسي والجسدي ومن هنا تأتي ضرورة نشر الثقافة الموسيقية لدى الجميع وخصوصاً الأطفال وإشراكهم في هذه التجربة الإنسانية المهمة، فالموسيقى هي عمل جماعي يخلق مشاعر مشتركة ويساهم في خلق شخصية للطفل مبنية على التعاون والمساهمة الفعالة بالرغم من اختلاف الأدوار وبالتالي يتشكل لدينا جيل يحمل أفكاراً سامية ويدرك أهمية العمل الجماعي ويستطيع التعبير عن مشاعره الإنسانية ويحترم رأي ومشاعر الآخرين فنُنشئ مواطن المستقبل الفعال والمثقف.

حزيران 2010

ملحق “أزتاك” العربي

Share This