قداسان في دمشق إحياء للذكرى الـ 99 لمجازر العثمانيين بحق الأرمن

دمشق-سانا

إحياء للذكرى الـ 99 لمجازر الأرمن التي ارتكبها العثمانيون وذبحوا خلالها 5ر1 مليون أرمني عام 1915 أقامت أمس مطرانية الأرمن الأرثوذكس لأبرشية دمشق وتوابعها قداسا في مقرها في كنيسة مار سركيس ترأسه المطران أرماش نالبنديان مطران الأرمن الأرثوذكس.

شارك في القداس المطران جوزيف ارناؤوطي مطران الأرمن الكاثوليك وحضره رؤساء وممثلو الطوائف المسيحية والسفير البابوي بدمشق.

وأكد المطران نالبنديان في القداس أن خسارة الشعب الأرمني في هذه المجازر كانت خسارة مزدوجة خسارة شعب حيث فقد الشعب الأرمني ما يزيد على ثلثي أبنائه وخسارة وطن حيث انتزع شعب من وطنه ووطن أجداده لآلاف السنين وسطر على أرضه الطاهرة تاريخه الممتد لأكثر من خمسة آلاف سنة.

وقال المطران نالبنديان “إن الشعب الأرمني فقد في هذه المجازر نحو مليون ونصف المليون من ابنائه وما بناه من صروح ثقافية ودينية وتجارية ومهنية ناهيك عن فقدان الإرث الثقافي والتاريخي المتجذر في ذلك الوطن المغتصب وفقدان اللغة الارمنية من ألس نة الكثيرين من أبناء الشعب الأرمني في الكثير من المهاجر وذلك نتيجة حتمية للتهجير والتشرد والتشتت في مختلف أصقاع العالم”.

وأضاف نالبنديان ” علينا أن نذكر أيضا شركاءنا في الدم من ضحايا الابادة العثمانية من السريان والكلدان واليونان الذين ذاقوا ما ذقناه من القتل والتهجير والتشرد على يد الجلاد التركي عينه”.

وشدد نالبنديان على أنه “لا يجب أن نسمح لأنفسنا أو لغيرنا أن نصف أو يصفوا ما تعرض له الشعب الأرمني بالمذبحة بل ابادة جماعية عنصرية لأن الغاية من تلك الجريمة اللإنسانية كانت القضاء على الشعب الأرمني برمته ومحو تاريخه وإرثه القومي والثقافي واغتصاب وطنه”.

وتابع ” أن إحياء هذه الذكرى من دمشق على أرض سورية الحبيبة يحمل في طياته معنى إضافيا لأن هذه الأرض الطيبة كانت الملاذ والملجأ والخلاص لابناء الشعب الأرمني من براثن الموت والمجزرة الرهيبة والشعب العربي النبيل والكريم في سورية كان الأخ والمجير لأولئك الذين نجوا من هول الإبادة ” مضيفا أن “سورية بالنسبة للشعب الأرمني غدت مساوية لمعنى القيامة والحياة لأنها كانت جسرا مر منه أجدادنا من براثن الموت الى أحضان الحياة فسورية بالنسبة لنا هي وطن الحياة”.

وأكد نالبنديان أن الشعب العربي في سورية اصبح شريكا للشعب الأرمني في الحياة والشهادة والكفاح ضد ذات الجلاد العثماني ” فما أشبه مجازر الرابع والعشرين من نيسان 1915 بمشانق السادس من أيار التي نصبها العثمانيون للأحرار والمثقفين في كل من دمشق وبيروت” مطالبا دول العالم والدول العربية عامة وسورية خاصة بالاعتراف بالإبادة الأرمنية وادانتها والدعوة لمحاسبة الدولة التركية الحديثة وريثة الجريمة من آل عثمان ومطالبتها بتحمل ما يترتب عليها من مسؤوليات.

وقال “إن الشعب السوري هو الشاهد على قيامة الشعب الأرمني من بين المصائب ولأن التراب السوري المقدس هو الحارس الأمين لذخائر الشهداء القديسين من الشعب الأرمني ” مضيفا “أن المجرم إن أفلت من العقاب كرر جريمته مرار وتكرارا والدور التركي فيما يحدث في سورية عامة وفي كسب خاصة أبلغ دليل على ذلك”.

وتابع أن الأرمن لم ولن ينسوا تلك اليد الطيبة المباركة التي امتدت اليهم أثناء محنتهم الكبرى وتقديرا لذلك أقاموا نصبا تذكاريا في قلب مدينة يريفان عاصمة ارمينيا عرفانا بالجميل ووفاء للتضحيات التي قدمها الشعب العربي السوري.

بعد ذلك قام المطران نالبنديان والمطران أرناؤوطي بوضع إكليل من الزهور على النصب التذكاري لضحايا مذبحة الأرمن في ساحة كنيسة مار سركيس فيما عزفت فرقة الكشافة الأرمنية النشيدين الوطنيين لسورية وأرمينيا ولحني الشهيد ووداعه.

قداس في مطرانية الأرمن الكاثوليك لأبرشية دمشق وتوابعها

كما أقامت أمس مطرانية الأرمن الكاثوليك لأبرشية دمشق وتوابعها قداسا في مقرها في كنيسة سلطانة العالم ترأسه المطران جوزيف أرناؤوطي مطران الأرمن الكاثوليك.

وشارك في القداس المطران ارماش نالبنديان مطران الأرمن الأرثوذكس وحضره السفير الأرمني بدمشق ارشاك بولديان وأكد الأب جورج باهي خوري رعية سلطانة العالم للأرمن الكاثوليك بدمشق فى القداس أن العين تدمع وفي القلب غصة أمام هول الجرائم ووحشية الفظائع التي ارتكبها العثمانيون بحق الشعب الأرمني الأبي “لقد هدمت ديار الشعب الأرمني ودكت قصوره وكنائسه وعبث بممتلكاته وموارد عيشه واقتلع عنوة من أرض آبائه وأجداده وقذف به وحيدا على شواطئ العالم فسار تائها يحمل في قلبه وبين ضلوعه شهادة ورسالة وأمانة لقضية عادلة مقدسة “إنها مأساة الشعب الأرمني حيث ساق العثمانيون مليونا ونصف المليون من أبناء الشعب الأرمني كالنعاج إلى النحر والذبح”.

وأضاف “إن في الوجدان الأرمني وعيد ثأر وصرخة عدل لن يتحطم صداها على صخور لامبالاة الشعوب المتحضرة مادام هناك ضمير أرمني واحد وإرادة أرمنية شابة تتحدى قدر الموت وهول الطغيان وصمت المتآمرين ونكران الجاحدين”.

وتابع “لن ننسى ما تركنا من مدن وقرى في وطننا السليب وما فيها من ثروات وكنائس ولا من فقدنا من أجداد وأمهات وفتيان ولا كيف حملنا إلى سورية الحبيبة والعالم أجمع بؤسنا وشقاءنا لكننا لن نبكي الأطلال فهكذا علمتنا الكنيسة والتاريخ وشموخنا الأرمني وعنفواننا القومي فأطلالنا قبور قيامة وانبعاث حياة جديدة وصرخة تجلي ازدهارا على كل الصعد”.

وشكر الخوري باهي في ختام كلمته سورية وشعبها الأبي على احتضانها الأرمن الذين اعتبرتهم أبناءها وحمتهم ورعتهم.

Share This