أسقف الاسكندرية للأرمن الكاثوليك في مصر لوكالة سانا: سورية احتضنت الأرمن قبل 99 عاماً بعد مذابح ومجازر وحشية

دمشق-سانا

أكد نيافة المطران كريكور أوغسطينوس كوسا أسقف الاسكندرية للأرمن الكاثوليك في مصر أن سورية بصمود ووحدة شعبها وجيشها وقيادتها ستنتصر على الإرهاب والحقد والظلم وستبقى كما كانت عبر تاريخها مهداً للحضارة ومنارة للمحبة والسلام وستنهض من جديد لأنها الحق والحقيقة وسينهزم القتلة والمجرمون ولن يضيف التاريخ إلا صفحة سوداء جديدة إلى صفحات سوادهم وإرهابهم ومجازرهم.

وقال المطران كوسا في حديث لمراسل سانا في القاهرة بمناسبة الذكرى السنوية الـ99 للإبادة العثمانية ضد الأرمن التي تصادف يوم الخميس إن سورية التي احتضنت الأرمن قبل 99 عاماً بعد مذابح ومجازر وحشية لم يشهد لها التاريخ الحديث مثيلاً على يد سلاطين الدولة العثمانية القتلة والتي راح ضحيتها مليون ونصف المليون أرمني هي اليوم تقدم الغالي والنفيس لتحميهم وتحمي كل أبنائها من جديد من مجازر جديدة على يد رجب طيب أردوغان والحكومة التركية المجرمة التي تقدم في كل يوم دليلاً جديداً بدعمها للإرهابيين والقتلة وبتدخلها السافر والعلني مع حلفائها من أنظمة عربية وقوى غربية باستهداف سورية.. أن تاريخهم وحاضرهم أسود تفوح منه روائح القتل والإرهاب والمجازر والخيانة.

وطالب المطران كوسا المجتمع الدولي وأمريكا والاتحاد الأوروبي وكل القوى والهيئات الدولية بألا يكونوا شركاء مع القتلة والإرهابيين في ارتكاب مجازر جديدة بحق الشعب السوري والدولة السورية وان يكفوا عن دعمهم بالمال والسلاح بل ان يصححوا أخطاء الماضي ويقفوا إلى جانب سورية كي لا تتكرر تلك المجازر مجدداً على يد أردوغان وحكومته وارهابيي ومرتزقة العالم ضد أبناء الشعب السوري بكل اطيافه ومنهم الأرمن.

وقال إنه رغم كل الأوجاع والآلام والشهداء سنبقى نتطلع الى غد ومستقبل افضل وسنمسح اولا دموع الأمهات والآباء الذين فارقوا ابناءهم جسدا ولكنهم احياء عند ربهم يرزقون وأقول ثانياً لشباب سورية انتم مستقبلها وبسواعدكم وفكركم سيكون بناء ما تهدم فلا تخافوا فانتم على حق والله سينصركم كما اطلب من بواسل الجيش العربي السوري أن يبقوا العين الساهرة على الوطن الغالي وأن يتمثلوا بالشهداء الذين قدموا على هيكل الوطن كل غال من أجل وحدته وعزته وكرامته.

ودعا المطران كوسا تركيا الى الاعتراف فورا وبسرعة بالمجزرة الأرمنية التي ارتكبتها قبل 99 عاماً وأن تكف عن تكرارها اليوم ضد الأرمن في كسب وباقي المناطق السورية مطالباً الدول والقوى الكبرى بالتوقف عن التدخل بالشأن الداخلي السوري كما تفعل هذه الأيام فيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية لان هذا الأمر يخص السوريين وحدهم وهم الأقدر والأعرف والأجدر بصنع مستقبلهم وتقرير مصيرهم داعياً إلى الاستجابة لنداء البابا فرنسيس الذي أعلنه في أكثر من مناسبة وكلمة بالصلاة والعمل ليعم السلام والأمن سورية ووضع حد للحروب والعنف وان تكف هذه الدول عن التدخل في الشأن السوري وتقرير مصيره ومستقبله الذي هو حق فقط للسوريين دون غيرهم.

وقال: إن العثمانيين ارتكبوا جرائم لا يصدقها العقل وأحرقوا أطفالاً رضعاً وهم أحياء بعد أن صبوا عليهم النفط واغتصبوا النساء والفتيات أمام ذويهم المقيدي الأرجل والأيدي واستولوا على ممتلكات الشعب الأرمني وطردوا إلى سورية والعراق في حالة من البؤس والشقاء مع اهانة ووحشية لا توصف خلال الطريق ولم يوفروا حتى الاباء البطاركة والاساقفة حتى وصل عدد ضحايا هذه المجازر في عام 1915 إلى مليون ونصف المليون وتهجير الباقي من الأرمن الأتراك إلى سورية ولبنان والعراق والاراضي المقدسة ومصر ودول اخرى حيث توفي عدد كبير خلال الطريق جراء المجاعة والامراض وصعوبة الطريق .

وأكد أن مذابح الارمن تعتبر من جرائم الإبادة الجماعية الأولى في التاريخ الحديث كما يعتبرها الباحثون الذين يشيرون بذلك إلى الطريقة الممنهجة والمنظمة التي نفذت بها عمليات القتل والتي هدفها القضاء على الأرمن لافتاً إلى اعتراف 24 دولة رسمياً بمذابح الأرمن بأنها إبادة جماعية والتي بسببها هاجر الأرمن إلى العديد من دول العالم فيما ترفض الحكومة التركية تماما كلمة المجازر الارمنية ووصل بها الامر ان جعلت من يوم 24 نيسان يوم عيد الطفولة والغاء واقعة المجازر من الكتب التاريخية ومن مراحل التعليم لديهم.

Share This