إبادة الأرمن من سيواس إلى كسب

كتب أحمد رستم في الوطن السورية مقالا بعنوان “إبادة الأرمن من سيواس إلى كسب” أكد فيها أن المجزرة العثمانية مستمرة ضد الأرمن لقرن بالكامل، مذكراً بالأحداث التي جرت في بلدة عرفة جنوب شرق تركيا التي قتل فيها سبعة آلاف أرمني وتلك التي جرت في كسب، والقاتل واحد، هو ذلك العقل السلطاني الذي أقام إمبراطوريته على القتل والتدمير ومحو هوية الشعوب والحضارات، وبناء الأمجاد على الجماجم والكنائس والجثث والحرف.

وقال أحمد رستم “حصيلة مئة عام من القتل، قتل مليون ونصف مليون أرمني، وهجر شعب بالكامل من أرضه ودياره ومسكنه، وقتل مستمر للرموز والقيادات، ومحاولة محو للذاكرة وإقصاء للرموز، لتبقى المعاناة مستمرة ساخنة، لا يمحوها الزمن ومحاولات الالتفاف بالخطابات العاطفية.

وعلى الرغم من وجود ملايين الوثائق والصور والأدلة التي تدين القاتل وتوثق الجريمة وتقول الحقيقة، يأتي حفيد السلاطين رجب طيب أردوغان ليختصر مأساة القرن في برقية تعزية بمناسبة الذكرى التاسعة والتسعين للإبادة ويساوي بين ضحايا مجازر الإبادة والجنود الأتراك الذين قتلوا في المعارك خلال الحرب العالمية الأولى. لكن الأرمن الذين نالوا اعترافا عالميا بالإبادة التي يجب أن يحاسب المسؤولون عنها، رفضوا اعتذار أردوغان الذي كان الهدف منه ليس الاعتذار والاعتراف بجريمة الإبادة بقدر ما هو طوي للصفحة السوداء وفتح صفحة جديدة في العلاقات مع أرمينيا لأسباب سياسية واقتصادية، وليحاول طي هذه القضية الإنسانية المدرجة على معظم برلمانات دول العالم التي جرمّت الإبادة وطالبت بمحاسبة سياسية وقانونية إحقاقاً للحق ولعدم تكرارها هنا أو هناك.

الثابت أن ما حصل في كسب يؤكد أن أردوغان يمثل أجداده القتلة خير تمثيل في ارتكاب المجازر والقتل وتزوير التاريخ والحقائق، فهو يكرر مأساة التاريخ ضمن ظروف مختلفة، لصالح مشروع نيوعثماني مكشوف، تم ضربه في مصر ودفن على الحدود التركية- السورية مع القتلى القادمين من أنحاء العالم باسم الجهاد. مئة عام على الإبادة، والذكريات المريرة تلاحق الأرمن الذين انتشروا في أنحاء العالم من حلب وبيروت ودمشق إلى باريس وواشنطن ومختلف أصقاع العالم، مئة عام من المجزرة ونصب الضحايا منتشرة في أنحاء العالم ونهر الفرات يحكي قصص الغرق والموت جوعاً وبقر البطون وقطع الرؤوس، مئة عام من الإبادة والقتل ويأتي أردوغان ليتحدث بنغمة المصالحة والعطف على الضحايا في الوقت الذي يغطي فيه جنوده المجزرة المستمرة في كسب وحلب، ويهجر الأرمن مرة ثانية في أصقاع الأرض باسم الحرية التي يحجبها أردوغان على قرابة عشرين مليون كردي في الداخل، بل وصل الجنون به إلى حد حجب وسائل التواصل الاجتماعي من تويتر ويوتيوب لحجب فساده القذر في الداخل، أملا في الوصول إلى قصر شنقايا الرئاسي، ومرحلة جديدة من حكم الباب العالي. من مجازر عرفة وسيواس وموش… إلى ما جرى في كسب السورية، العالم بحاجة إلى تجريم الإبادة ومحاسبة القاتل، لا انتقاماً من أحد، بل كي تتوقف المأساة”.

Share This