عدد خاص عن الذكرى الـ99 للإبادة الأرمنية تصدره مجلة “كواليس” اللبنانية ولقاء مع الأمين العام لحزب الطاشناق في لبنان هاكوب خاتشيريان

في الأسواق عدد خاص عن الذكرى الـ99 للإبادة الأرمنية من مجلة “كواليس”. حيث صدر العدد 176 من مجلة “كواليس” وهو مخصص للذكرى الـ 99 للإبادة الأرمنية، وفيه العديد من اللقاءات والمقالات بالعربية والأرمنية والإنكليزية تلخص مواقف وآراء مجموعة من الكتاب والإقتصاديين والفنانين والإعلاميين الأرمن الذين جسدوا الألم حياة والحريق بناء والإبادة إنطلاقة دائمة نحو المستقبل بحيث شاركوا وبصدق ومحبة وأخلاص في كل بلد أنتموا اليه وإن بقيت جذورهم لارمينيا حية في وجدانهم، والعدد يلخص الأجيال الأربعة المتواصلة بحمل الوجع واحياء الذكرى حتى الوصول إلى العدالة واحقاق الحق.

يذكر أن مجلة كواليس هي مجلة اجتماعية ثقافية فنية شاملة، اسبوعية منوعة غير سياسية، تصدر في لبنان عن دار الريم.

ونورد هنا المقابلة مع الأستاذ هاكوب خاتشيريان الأمين العام لحزب الطاشناق في لبنان، حيث كتب للمجلة يقول تحت عنوان “الإعتراف، الإدانة والتعويض”: “نحن على أعتاب الذكرى المئوية للإبادة الأرمنية. والشعب الأرمني بدءاً من جمهورية أرمينيا ووصولاً إلى أقاصي العالم حيث توجد الجاليات الأرمنية المنتشرة يستعد لاحياء الذكرى المئوية للإبادة الأرمنية.
لقد اعترفت أكثر من عشرين دولة بالإبادة الأرمنية عبر هيئاتها الدستورية والتشريعية، ومن بينها لبنان، والذي تبنى مجلس نوابه قراراً ليكون أقوى وثيقة تدعم الشعب الأرمني في قضيته العادلة. ولم يقم لبنان فقط بالاعتراف بالإبادة الأرمنية وادانتها كأول إبادة في القرن العشرين، بل طالب من المجتمع الدولي الإعتراف بها وادانتها. وكما ينفرد نص القرار اللبناني بمضمونه عن القرارات التي تبنتها دول مختلفة في العالم، كذلك ستنفرد الفعاليات والنشاطات السياسية التي سينظمها الأرمن في لبنان بمناسبة الذكرى المئوية، وسيكون لها طابعاً وابعاداً مختلفة.

فالإبادة مستمرة، مع انتقال كافة عواقبها من جيل إلى جيل، بما فيها العواقب النفسية والتربوية والثقافية واللغوية؛ ففكر وواقع الوطن الضائع والحالة النفسية المعقدة للإنتماء ورّثت اجيالنا الألم والأوضاع الصعبة الناتجة عنها.

كل هذا يستمر، لأن تركيا تمارس سياسة الانكار وتحاول تحوير التاريخ وإعادة صياغته بما يناسبها، وهي عازمة على تحييد العنصر السياسي الأرمني في الشتات الأرمني وتبذل كل جهدها لفتح شرخ بين جمهورية أرمينيا والهيئات الأرمنية في الشتات، من خلال تحركات منظمة على مستوى الدولة التركية سعياً لإسكات المطالب الأرمنية.
من جانب آخر ورثة الامبراطورية العثمانية اليوم ما زالوا يسعون لتنفيذ مخططاتهم الاستعمارية القديمة الجديدة. فأنقرة وبخطى مدروسة ومكثفة تسعى لفرض هيمنتها الاقتصادية والفكرية والثقافية على الدول والشعوب العربية. ولكن قناع العثمانية الجديدة يسقط عند كل اختبار.

فسياسة “Zero conflict” المطنطنة من قبل حزب “العدالة والتنمية” انفضحت سريعاً لتتحول إلى خلافات سياسية عميقة مع كافة الدول المحيطة بتركيا من اليونان إلى العراق وسوريا. وفي هذا الاطار، ما شهده العالم كله حين قامت أنقرة عبر تنفيذ سياستها في إعادة احياء العثمانية الجديدة بدعم المجموعات المسلحة الخارجة عن القانون، وهي ليست سوى فصائل تعمل لصالح الإرهاب الدولي بغطاء ديني متطرف، لدليل واضح على خفايا السياسة التركية حتى في بداية القرن الواحد والعشرين. تركيا هي ذاتها منذ القرون الوسطى وحتى يومنا هذا. إن الدول الشرق اوسطية ومجتمعاتها تملك كافة الأسباب للحذر من التسلل التركي في السياسة الاقليمية، فقد دفعت تلك الدول ثمن ذلك التدخل باهظاً، وهي ما زالت تواجه تهديدات أنقرة. من البديهي ينبغي على المجتمع الدولي أن يقيم تناقض تركيا مع الاتفاقيات الدولية لمكافحة الإرهاب، وهي وريثة الدولة التي ارتكبت أول ابادة في القرن العشرين.

فمن أجل منع التصفيات العرقية والقومية والجماعية ينبغي على الدول الحريصة على سلامة المجتمع الدولي والمواثيق الدولية صد إرتكابات غير الإنسانية المماثلة بالإعتراف بالإبادات المرتكبة وإدانتها، وفي طليعتها الإبادة الأرمنية.

إن الإبادة الأرمنية مع كونها قضية سياسية وجودية قومية بالنسبة للشعب الارمني، يجب ان تكون أيضاً قضية ضمير بالنسبة للدولة الطاغية وللشعب التركي، الذي عليه إتخاذ خطوة بإتجاه الضمير الإنساني بتصالحه مع ماضيه”.

مجلة “كواليس” اللبنانية، عدد خاص عن الذكرى الـ99 للإبادة الأرمنية

Share This