لقاء مجلة “الكواليس” مع السيد هاروت ميسريان في العدد الخاص عن الذكرى الـ99 للإبادة الأرمنية

نورد المقابلة التي أجرتها مجلة “الكواليس”مع مدير شركة Liban -“watchland”
السيد هاروت ميسريان:

الإستقرار يؤدي إلى توظيف رؤوس الأموال إن كانت خارجية أو محلية بعد فشل السياسة يبدو أنه لا يوجد خلاص للبنان من دون الإقتصاد نحتاج إلى دولة شفافة تضع النظام أولوية وتؤمن جميع المستلزمات أرمينيا انتمائي الجذري، وسأستمر بدعمها، ولبنان وطني ولن أتخلى عنه.

على وعد حلقت به الأيام يعدو، يمتطي الصهو ولهاً للنجاح، قبلته الإنتصار، بخطى سباقة يكمل بها المسيرة بفن العبور، يتخطى الحواجز ليسجل لنا صوراً تاريخيه في مكان، يدرك أن السعي رزق، يفتح كنوز الجنان، ويجلب البركة آمالاً، من رياحين لبنان، ولد من رحمها شابُ من عائلة كريمة، والده أحد الصناعيين المتميزين، مواليد بيروت الأرز، عاصمة الثقافة، أكمل دراسته الثانوية في المدرسة الأرمنية الإنجيلية العاليه “القنطاري”، وإبان الحرب الأهلية عام 1975م، غادر إلى اليونان ليكمل دراسته الجامعية، فحصل على شهادة بإختصاص إدارة الأعمال والتسويق من الجامعة الأمريكية في اليونان، ليتجه بعدها إلى الإغتراب، إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث شاءت الصدف ليمارس تجارة المجوهرات والأحجار الكريمة وخاصة باللؤلؤ، حيث كسب مهارة وجدارة بإتقان في هذا المجال، وعاد إلى لبنان عام 1982م، وتابع ممارسة التجارة باللؤلؤ والأحجار الكريمة. ليدخل بعدها مضمار عالم الساعات الراقية. حيث أصبح وكيلاً لساعات فرانك ميوللر السويسرية. التي تطورت وأصبحت مجموعة “watchland”، وساهم في تسويق منتجاتها في جميع البلدان العربية والخليجية. لذا كان كثير السفر والتنقل. وله مقولة دائمة “سافرت للعديد من دول العالم وعدت، ولم استطع التخلي عن لبنان” إنه السيد هاروت ميسريان، الذي كان لنا معه هذا اللقاء الشيق…

*هل ينجح الإقتصاد حيثما تعثرت السياسة؟

لبنان اليوم يمر بأسوء وأصعب الظروف الإقتصادية، بكل صراحة لم يعد بإمكاننا أن نخبئ واقعنا الصعب الذي نمر به. الإقتصاد هو سلسلة، لا يوجد قطاعاً لم يتأذى،جميع قطاعاتنا نالها الأذى. القطاع الصناعي والتجاري والسياحي، وللأسف أظهرت التجارب بأن في لبنان السياسة لم تنجح، ونحن لا ندعي معرفتنا بالسياسة، ولكن يظهر أنه لا يوجد خلاص بدون الإقتصاد. وبإزدهاره نحقق النمو وتطور البلد، الذي يساعد الشعب على البقاء بأرضه. وبما يتمتع به لبنان من خصائص عديده تميزه عن العديد من الدول المحيطة به. من حيث الموقع الجغرافي والمناخ الطيب وتنوع نسيجه الإجتماعي، من ثقافة ولغة وديانه، إذن إن الإقتصاد هو الأهم بالنسبة للشعب والوطن.

*ما هي الدروس المستفادة من تجارب بعض الدول الأخرى بشأن النهضة والتقدم؟
نستطيع القول إن اتجهنا إلى الغرب، هناك الكثير من التجارب التي بإمكاننا الإستفادة منها. بحيث نرى حضارتهم وتنظيمهم لحياتهم اليومية، وإلتزامهم وإلتزاماتهم إتجاه الدولة وعدم تبعيتهم، ونحن اللبنانيون بإمكاننا التعلم بسرعة.
وإذا اتجهنا شرقاً، الأقرب إلى بلدنا مثل دبي وأبوظبي، نجد النهضة والتطور في إقتصادهم، وتحويل بلادهم من صحراء إلى جنة خضراء. وذلك بفعل السياسة الإقتصادية والخطط الموضوعة للبناء والتطور والنظام، فالحضارة تدفع إلى النمو الإقتصادي، الأمن والإستقرار يساهمان أيضاً. كل هذه الأمور تعطي الثقة للمستثمرين للإستثمار، والذي بدوره يحقق الإزدهار لإقتصادنا الوطني، ولجميع القطاعات في لبنان.

*ما هي الخطوات اللازمة لتحقيق آفاق النمو الإقتصادي في لبنان؟

أولاً: لا بد من تأمين مناخ مستقر، لأن الإستقرار يؤدي إلى توظيف رؤوس الأموال إن كانت خارجية أو محلية، وللأسف إن غالبية الرساميل اللبنانيه، يتم توظيفها في الخارج، ولكن إن وجد الإستقرار سوف يقوم اللبنانيون بتوظيف أموالهم في لبنان.

ثانياً: لقد قامت الهيئات الإقتصادية بصرخة غضب تحذيرية، فعليهم تكرارها لعل وعسى يمكن أي يسمع الصوت، ليبقى بلد وإقتصاد.

ثالثاً: نحتاج إلى دولة شفافة تضع النظام أولوية، دولة تؤمن جميع المستلزمات، نحن نحاول كل جهدنا من اثنين وثلاثون عاماً، جاهدين لعدم ترك بلدنا، نأمل بحصول شيئاً ما، ولكننا نريد دولة.

*ما تعرض له الأرمن من إبادة، إلى أي مدى العذاب والشقاء يخلق النجاح، برأيك؟
بالتأكيد الإبادة هي مرحلة حزينة في حياة الشعب الأرمني، ووصمة عار بالتاريخ أيضاً، هي فترة مخيبة للأمل. وخاصة عندما نعلم أن أكثر الدول التي رأت بأم العين ما حدث، وأدارت بنظرها وكأن شيء لم يحصل. هل كان الغرب متورطاً فيها؟!! لا بد من التساؤل. ولكن من تورط ومن فعل ومن حرْض ومن قام. النتيجة واحدة، يوجد شعب هو الشعب الأرمني، الذي تم إبادته وذبحه وتهجيره من أرضه. إن الألم والأسى والحزن العميق. يخلق الشقاء، والشقاء يخلق الحاجة، والحاجة تخلق الأبداع، والشعب الأرمني لم يترك أرضه طواعيه أو بملئ إرادته، ولي أقرباء وأهل بقوا في التراب، ماتوا، ولكن جدي أتى إلى لبنان صغيراً، وإني من الجيل الثاني للإبادة الأرمنية. إن الشعب الأرمني يشعر بالإمتنان للدول العربية التي احتضنت أجدادنا إبان الإبادة الأرمنية، وكانت مضيافة مثل لبنان، مصر، سوريا، الأردن والعراق، وفي لبنان وجدنا أقصى حدود لحريتنا، والشعب الأرمني ملتزم دائما بالدولة وقوانينها الشرعية، وسرعان ما يندمج ويتكامل بكل ما يحيط به، وأرى إن جميع من يأتي من خلفية مماثلة، يعملون بشكل دائم ويثابرون ويسعون دائماً إلى التطوير.

السنة القادمة هو الذكرى المئوية للإبادة الأرمنية، وإنني أتمنى من الدول الغربية التي تتميز بحضارتها، والتي لم تعترف بالإبادة الأرمنية بعد، أن تعترف بهذه الإبادة البشعة. ولكن لعلها المصالح الإقتصادية تكون دوما عائقا أمام الإعتراف بالحقيقة. ولكنني مؤمن بأن الخرائط تتغير.

إن أرمينيا هي انتمائي الجذري، وسأستمر بدعمها، ولكن لبنان وطني وأعشق لبنان ولن أتخلى عنه .

*الكلمة الأخيرة؟

أتوجه لأولادي وللجيل الجديد، لا تنسوا أصولكم وجذوركم. أنتم لبنانيون من جذور أرمنية، لا تنسوا تاريخكم ودينكم، وعاداتكم وتقاليدكم. وكونوا حضاريين. تطوروا بصورة دائمة. حافظوا على قيمكم الأخلاقية وعاداتنا التاريخية. فمن نكر أصله لا أصل له.

مجلة “كواليس” اللبنانية، عدد خاص عن الذكرى الـ99 للإبادة الأرمنية

Share This