موسيقى وشعر أرمني في رابطة الكتّاب في الأردن

عمان – الرأي – قدمت فرقة فنية أغنيات تمجد البطولة والحنين للوطن، وقرأت قصيدة تصور الحنين للوطن، فيما تناول الفيلم الذي استعاد للذاكرة المجروحة.

الحفل الذي نسقت له الأديبة ربيكا ملكيان اختتم بإيقاد الشموع أول من أمس في رابطة الكتاب الأردنيين بالتعاون مع النادي الوطني الأرمني كان روحانيا، وموسيقى التراتيل الحزينة تعبق في المكان كأنها تسيل من السماء، وتمطر الحضور بالسكينة.
استهل بكلمة رئيس الرابطة د. موفق محادين، وكلمة للباحثة الأردنية المقيمة في لبنان كاتيا بلتكيان.

اختارت فرقة الأخوان صنجيان، التي يشرف عليها الفنان جارو سربكيان في حفل استذكاري للمذابح الأرمنية عام 1915 أغنيتين حملت الأولى عنوان»اهجم وقاتل»، فيما حملت الثانية عنوان «القائد» قدمت بمرافقة الجيتار وصوتي فتاتين تداخل فيهما القرار والإيجاب والصوت الأوبرالي أحياناً لرجع المعاني التي تحمله كلمات الأغنيات المضمخة بالحنين. الأغنيتان كانتا عبارة عن حواريتين بين صوتين يستحضران الماضي والحاضر، والألم والأمل.

قصيدة «رباعيات» للشاعر الأرمني هوفانيس تومانيان التي تحدثت بحس إنساني عن الذكريات التي يحملها الإنسان طول عمره ويورثها للأحفاد، قدمتها بصوتها سارا ارستكيسيان ومنها:

رأيت كثيراً من الحزن، وكثيراً من الشرور، ورغم هذا فإن روحي ما تزال مشرقة.

إيه يا نور روحي، أنت وحدك تنير
دربي الذي يمتد تحت قدميّ
……
أضحى العالم أكثر تقدماً :
أصبح قاتلاً فقط آكل لحوم البشر السابق ،
إنه ـ نصف حيوان، ولكي يصير إنساناً
فإنه بحاجة إلى ما لا يقل عن مليون سنة أخرى
* * *
آهٍ يا أجدادنا ! يا لكم من مساكين ! سلام عليكم!
كلّ مصائبكم حلت بنا،
والآن، في استقبال ساعة الأسى أو الفرح،
ندعو لأولادنا في طريقهم،
نقول كلماتكم: عيشوا ، يا أولادنا , لكن ليس كما عشنا”.
إلى ذلك استعرض رئيس الرابطة محادين في الحفل الذي أدارت وقائعه مرال نرسسيان العلاقات التاريخية العربية الأرمنية، متوقفاً عند الهم المشترك زمان الامبراطورية العثمانية، بينما تناولت كاتيا القضية الأرمنية كما تناولتها الصحف الأجنبية في كندا وبريطانيا، ملقية الضوء على الزمن الراهن وتطورات القضية دولياً.
أعربت منسقة الاحتفال ملكيان عن شكرها لرابطة الكتاب، الذي وصفته بـ”بيت المثقفين الأردنيين”، مشيرة إلى أن الحفل أراد أن يقدم الجانب الحضاري والجمالي للثقافة الأرمنية التي ساهمت بشكل كبير في المشهد الفني الموسيقي والتشكيلي والشعري، فهناك الأسماء الكثيرة التي تركت بصمتها في الموسيقى العالمية، والعربية. وقالت إن العلاقة بين الثقافة العربية والأرمنية هي قديمة جداً، وتحديداً منذ العصر الأموي، لافتة إلى كثير من المخطوطات في المكتبة الوطنية بالعاصمة الأرمنية يريفان.

Share This