لقاء مجلة “الكواليس” مع وزير الطاقة والمياه اللبناني أرتيور نظاريان في العدد الخاص عن الذكرى الـ99 للإبادة الأرمنية

معالي وزير الطاقة والمياه أرتيور نظاريان:

*الشعب الأرمني أينما تواجد، يكون ولاءه بشكل دائم للدولة المتواجد فيها

*الدولة اللبنانية تعي اليوم بأن الاستقرار هو الحل الوحيد

*نحن نولد كي لا ننسىالسياسة، وما يحتوي هذا المصطلح من لباقة ولغة منمقة وتواصل إيجابي مع الآخر، وتقريب المسافات وإلغاء الحواجز. بإيجاز إنها أسلوب حياة، مزيج بين الدبلوماسية والعلاقات الإنسانية والحياة المختلفة التي لا يختبرها إلا من اتيح لهم أن يسبروا هذا العالم.

والعطاء من القيم الإنسانية، يطغى على مفاهيم الشعوب ثقافياً وإجتماعياً وحضارياً، تعبير عن الإنسانية والحياة والكون وفق تصور رجلٌ أطل علينا بعينين تنام على الحنين وتصحو عليه، لكنها لا تتقن التعب، سياسي مسيرته يشهد لها القاصي والداني، هدفه نشر العدل، محباً للخير، مواليد بيروت عام 1951م، يعتز بلبنانيته ويفتخر بأصوله الأرمنية، تابع دراسته الجامعية في الولايات المتحدة الأمريكة حيث تخرج مهندساً للنسيج عام 1973م، عضواً في جمعيات عدة منها صناعية وتجارية وخيرية، عضو في الهيئة العليا للكنيسة الأرمنية الأرثوذكسية، دخل بالصدفة إلى عالم السياسة، بدءًا من وزيرِ للسياحة والبيئة في حكومة سليم الحص عام 1990م، في أول عهد الرئيس أميل لحود، وصولاً إلى نائبِ ووزيرٍ للطاقة في العهد الحالي لفخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وله مقولة: “إذا بحثنا نجد أن العديد من اللبنانيين هم إما من الحجاز، أو من تونس، أو من المغرب، ولكنهم جميعهم إلتقوا ليكون تحت سقف لبنان”، إنه وزير الطاقة والمياه أرتيور نظاريان، الذي كان لنا معه هذا اللقاء الشيق والغني…

*ما رأيك بالأمن المهدد وبنيانه الإجتماعي والإقتصادي والمالي يلامس حافة الكارثة الوطنية؟
أعتقد أن الدولة اللبنانية تعي اليوم، وهم على دراية تامة، بأن الاستقرار هو الحل الوحيد. بالتأكيد كان هناك إنعكاساً سلبياً، على المستوى الإقتصادي والإجتماعي، وخاصة خلال آخر سنتين، قضية النازحين السوريين القادمين إلى لبنان، أثارت مخاوفاً على مستويات عدة منها السياسية أو الإقتصادية أو الإجتماعية، من حيث المزاحمة للعامل اللبناني، المتواجد بنفس الوقت في ظل الغلاء المعيشي،هناك ضغطاً كبيراً وعلينا أن نواجهه بحكمة وروية، لكننا نأمل أن نتخطي هذه المرحلة، والوصول للأفضل.

*معالي الوزير أرتيور نظاريان، ما مدى انعكاسات المذبحة الأرمنية، سلباً وإيجاباً على المجتمع الأرمني؟

إن الشعب الأرمني أينما تواجد، يكون ولاءه بشكل دائم للدولة المتواجد فيها، وهو دائماً ينأى بنفسه عن الخلافات الداخلية للبلد إن كانت عسكرية أو أمنية، وهو معروف بأن دائماً تحت سقف الشرعية، ومجمل القوانين، لأنه ذاق مرارة الهجرة، وإقتلاعه من أرضه، جعله يتمسك بجذور الدولة أكثر من غيره، فهو يعرف قيمة الدولة والحفاظ عليها، ونتمنى من الجميع أن يشعر بذلك، والأكثر معرفة لقيمة لبنان هو المغترب، الذي هو متواجد في بعض البلدان للدول العربية وأفريقيا، حيث يكون من الصعوبة الحصول على الجنسية، ولا يتمتع بالحقوق التي يتمتع بها ابن البلد، فمن هنا يكون لديه الحس الوطني أكبر من غيره.
*في ذكرى الإبادة الأرمنية التي قاربت على المئة، ما هي الكلمة التي تود توجيهها للشعب الأرمني، وللعالم العربي والغربي؟

أولا للشعب الأرمني، علينا أن لا ننسى القضية، نحن نولد كي لا ننسى، على الدولة التركية التي هي مجرى الحكم بين السلطنة العثمانية والأتراك اليوم، الاعتراف بما ارتكبته من مجازر بحق الشعب الأرمني، وبالمطالبة ثانياً بحق الكنيسة وبحق المليون ونصف من الأرمن الذين ذبحوا على يد السلطنة العثمانية، وأتوجه إلى غير الأرمن عليكم أن تعرفوا قيمة الأرض والوطن، وقراكم التي هي الجذور الحقيقية لأي إنسان، مثلا منذ ثلاث سنوات شيدت منزلا في عنجر، لأن الشعور بالأرض هو شعور آخر، عندما يعيش الإنسان في قرية يكون بها قريباً من جواره، هذا لا يمكن تعويضه بالمال أو بأي شئ آخر، توجد العاطفة، التي تعبر حقيقة عن المشاعر الصادقة الكامنه في قلب كل أرمني.

فريال دبوق

مجلة “كواليس” اللبنانية، عدد خاص عن الذكرى الـ99 للإبادة الأرمنية

Share This