ضرورة مراجعة مرحلة مهمة من تاريخ لبنان

نشر رئيس تحرير جريدة “أزتاك” الأرمنية شاهان كانداهاريان مقالاً بعنوان “ضرورة مراجعة مرحلة مهمة من تاريخ لبنان” مشيراً الى مناسبة ذكرى تفتح الأبواب لنقاش جدي، وهي ترمز الى نكبة أصابت البلاد من الامبراطورية العثمانية، هي ذكرى يوم الشهداء اللبنانيين، وذكرى رجال الصحافة الذين سقطوا خلال الحرب الأهلية في لبنان.

ويؤكد كانداهاريان أن التدخل التركي لا علاقة له برفض الحقيقة التاريخية، بحيث أن رمزية الذكرى فقدت معناها في لبنان، مشيراً الى أن النصب التذكاري للشهداء لم ينجح في نقل المعنى الحقيقي للمناسبة، فقد تكرر إحياء مؤسسات أرمنية في السادس من أيار للصفحات السوداء في تاريخ لبنان، ومنها المشانق والمذابح التركية، وكذلك ذكرى الشهداء اللبنانيين الذين رزحوا تحت النير التركي.

وشدد كانداهاريان أن توجيه البيانات بالمطالب من ورثة الامبراطورية العثمانية من تلك الساحة ستكون فعالة، وذات معنى خاص. والأرمن في لبنان برأيه سيستمرون في هذه الفعالية انطلاقاً من كونهم مواطنون لبنانيون، وإن كانت بعض الجهات الرسمية لا تجد ذلك مناسباً انطلاقاً من السياسة المفروضة للعلاقات الراهنة بين بيروت وأنقرة، ولا ترى إعادة فتح الصفحات السوداء في التاريخ، فإن هذه الحركات الأهلية اللبنانية تنطلق من المصالح اللبنانية الشاملة.

وقال: “مهما كثفنا المسيرات باتجاه ساحة الشهداء، ومهما رفعنا مطالبنا أمام النصب التذكاري للشهداء، وأعيد إحياء المعنى الحقيقي للسادس من أيار، إلا أن الأكثر فاعلية هو ضرورة تفعيل مراجعة تاريخ لبنان من قبل الأوساط اللبنانية. ويمكن أن تكون الفكرة أرمنية، بينما المطالبة ومواجهة التاريخ وإحياء الذكرى الشهداء تكون لبنانية”.

وذكّر كانداهاريان بعشية الذكرى المئوية للإبادة الأرمنية، وسياسة الإنكار من قبل تركيا تجاه القضايا الأرمنية المنفذة بشكل مختلف وفق المناطقية، بحيث أن الأهداف الاستراتيجية التركية في مناطق لبنان موجهة لتناسي المذابح العثمانية والاستعاضة عنها بإقامة مصارف وترميم مدارس ورعاية التركمان، والايحاء بوجه “بريء” من خلال مشاريع حفظ السلام.

وختم كانداهاريان بأن مراجعة تلك المرحلة المهمة من تاريخ لبنان ستسهم في إسقاط القناع عن أنقرة وإعادة إحياء المعنى الحقيقي لذكرى الشهداء.

Share This