لقاء مجلة “الكواليس” مع المدير التنفيذي لميتم الأرمن صاموئيل بويادجيان في العدد الخاص عن الذكرى الـ99 للإبادة الأرمنية

“عش العصافير” مدرسة تعلم حب العطاء والوطن، وقلعة يتحصن فيها أولادنا ليستمدوا الشموخ والعنفوان.

المدير التنفيذي لميتم الأرمن “عش العصافير”السيد صاموئيل بويادجيان: اهدافنا تخفيف المعاناة النفسية المادية وتسهيل دمج اليتيم بالمجتمع وتعليمه دون أية تعقيدات من العار علينا أن يبقى طفل واحد دون مأوى ومدرسة واهتمام إلي أي مدى كان الإسم مقصوداً ودالاُ على الهدف الذي من أجله أنشأ “عش العصافير” الميتم الذي وكما يحتضن العش الدافيء صغار العصافيرـ يحتضن خوف وقلق أطفالاً كان قدرهم أن يفقدوا أهلهم، فتلقتهم قلوب قبل الأيدى والأماكن، لتفتح أمام حزنهم بوابات الفرح، وسهولة العبور إلى المستقبل الذي ينتظرهم على محطات الزمن الآت بكل جميل.

في “عش العصافير” اختصار لسمة أرمنية خاصة جداً لخصها السيد صاموئيل بويادجيان المدير التنفيذي للميتم بجملة: من العار علينا أن يبقى طفل واحد دون مآوى ومدرسة واهتمام” ذلك هو منهج أرمني تضامني تعاوني تكافلي إنساني بكل ما تعنيه الكلمة من معنى..
حول عش العصافير، والرسالة الأهم، كان اللقاء مع السيد بويادجيان الذي ابدى حرصاً هو الأسمى لعصافير تتحضر أجنحتهم لأفق ولا أوسع…

*ما هي أهم المبادئ التي لأجلها تم تأسيس “مركز الأيتام” “عش العصافير”؟
حلّت المصائب بالأمة الأرمنية ثناء الحرب العالمية الأولى. حيث تعرضت لأول إبادة جماعية في القرن العشرين على أيدي السلطات التركية. فلقي مليون ونصف مليون أرمني حتفهم. أما الباقون من سكان المقاطعات الأرمنية فساقتهم السلطات إلى الصحاري. فنجا منهم من نجا مختاراً له مقراً في لبنان وسوريا وسائر بلدان الشرق الأوسط ومن ثم في شتى أنحاء المعمورة.

وكانت ألآنسة ماريا جاكوبسن وهي من أصل دنماركي قد أخذت على عاتقها الاهتمام بالأطفال المشردين من جراء المصائب فأوتهم في أماكن سرية وأمنت لهم الغذاء والعناية الطبية ثم أنتقلت معهم إلى لبنان وتمركزت في مدينة جبيل. في المؤسسة التي سمتها “عش العصافير”. وعاشت مع الأطفال واهتمت بهم حتى وفاتها. وكانت ألآنسة ماريا جاكوبسن قد سلمت ميتم الأرمن “عش العصافير” لكاثوليكوسية الأرمن الأرثوذكس لبيت كيليكيا. فأصبحت المؤسسة تستقبل الأطفال من جميع الطوائف الأرمنية تحت رعاية الكاثوليكوس المباشرة.

*ماهي الأهداف والرؤية والثوابت الأساسية لها؟

لعبت هذة المؤسسة دوراً ريادياً لديمومة الشعب الأرمني في المئة سنة الأخيرة من تاريخنا وخاصة تاريخ الأرمن في عالم الشتات والاغتراب. هذه المؤسسة احتضنت آلاف المتشردين والأيتام الأرمن الذين عانوا من المرض والجوع ولا مبالاة العالم المتحضر. فاهتمت بهم وأوتهم وعلمتهم بالرغم من كل المعاناة والصعوبات التي حدقت بنا. نريد أن نذكر بكل فخر واعتزار بأن العديد من الأرمن الذين تخرجوا من هذا الميتم اصبحوا اليوم وجوه عالمية معروفة.

*بصفتك مسؤولاً، مركز الأيتام لديه وجه اجتماعي بالدرجة الأولى وأيضاّ اخلاقي، وفي موضوع المساعدات وأمور أخرى كثيرة، ما الذي يترتب عليكم من مسؤوليات؟

لا تزال المؤسسة إلى اليوم تحتضن الأطفال وتؤمن لهم كل مستلزمات الحياة الكريمة. من العار علينا أن يبقى طفل واحد دون مأوى ومدرسة واهتمام. حتى يصل إلى مرحلة من الحياة يكون مخولاً ومهيئاً فيها للانخراط في المجتمع. من اهدافنا تخفيف المعاناة النفسية المادية وتسهيل دمجه بالمجتمع مع تزويده بكل الوسائل العلمية والأخلاقية والتربوية دون أي تعقيدات.

*بالتاكيد هناك صندوق لمركز الأيتام(عش العصافير)، هل يستطيع هذا الصندوق أن يفي باحتياجات الأيتام، وهي حاجات تربوية وصحية واجتماعية وغيرها؟

ـ هذا العمل الجبار يتطلب امكانيات مادية كبيرة. فالحمد الله الخّيرون كثر من الأرمن وأصدقاء الأرمن، فهناك عدة جمعيات تساعد الميتم ماديا، فهناك ايضا لجنة خريجي الميتم واللجنة النسائية للميتم ولجنة الوصاية يقومون بنشاطات مختلفة لدعم هذا الميتم الحبيب.
ان النجاحات التي حققها الميتم ويحققها اليوم هي بفضل رعاية بطريركية الأرمن لبيت كيليكيا التي يرأسها اليوم الكاثوليكوس أرام الأول.

فـ”عش العصافير” هو المدرسة التي يتعلم فيها ابناؤنا حب العطاء وحب الوطن، وهو القلعة التي يتحصن فيها أولادنا ليستمدوا منه الشموخ والعنفوان.

*تكلمنا عن احتضان ودعم الناس والمقتدرين ورجال الأعمال، ولكن كل ذلك لا يلغي دور الدولة اللبنانية، فهؤلاء الأيتام هم لبنانيون وجزء من النسيج اللبناني ولهم حقوقهم على هذه الدولة، في هذا الأطار، ماهي مجالات التعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية؟ وهل تأخذون المستحقات التي تعطى عادة لمراكز الأيتام؟

نستطيع ان نقول أن الدولة اللبنانية ممثلة بوزارة الشؤون الاجتماعية تعطي اهتماماً كبيراً للميتم وهناك تعاون بين الميتم ووزارة الشؤون. فالوزارة تقوم بواجباتها على اكمل وجه.

*الكلمة الأخيرة؟

لذلك نتوجه بالشكر لكل المعنيين والداعمين والساهرين على هذا الميتم. لكل الذين يمدون يد العون لبلسمة جراح العصافير الصغيرة الملتجئة لهذا العش. فيترعرع هؤلاء الأطفال على الحنان والمحبة وتنمو فيهم روح المسؤولية تهيئهم لمواجهة الحياة عندما ينطلقون من العش الدافئ الذي حواهم في سنين الطفولة والمراهقة.

فريال دبوق

مجلة “كواليس” اللبنانية، عدد خاص عن الذكرى الـ99 للإبادة الأرمنية

Share This