ذكرى تحرير شوشي يوم نصر للشعب الأرمني

يؤكد الكاتب الصحفي طاطول هاكوبيان أنه في 9 أيار من كل عام يجري إحياء ذكرى تحرير شوشي، وتنطلق النشاطات من النصب التذكاري في استيباناكيرد مروراً بجوار طرق تؤدي إلى البلدة، ثم يقفون قرب نصب الدبابة على قاعدة التمثال، وحضر ذلك النشاط عام 2000 الكاتب البريطاني توماس دو فال، كان ذوو الشهداء الأبطال يقفون أمام النصب، في أثناء القتال نجا القائد كاكيك من بين ثلاثة أشخاص كانوا في الدبابة، التي تحمل رقم 442، كانت ستيلا أرملة آشود تقف جانب الدبابة مع ابنها هوفانيس البالغ 10 أعوام، بدت ستيلا شابة شاحبة وبائسة، كانت جدة شاهين الماهر في الرمي بوشاح أسود تجفف عينيها بمنديل أبيض، ثم أجهشت بالبكاء، وبدأت تضرب الدبابة بقبضتها.

وتنتهي النشاطات عادة بذكرى تحرير شوشي بقداس يقام في كنيسة غازانتشيتسوتس، التي شيدت في عام 1887، في صباح 9 أيار عام 1992 دخل الأرمن المدينة، ويظهر في المشاهد المصورة كيف يخرج الجنود بوجوههم المشعة من الفرح قذائف غراد من الكنيسة، ويرقصون في حلقات الدبكة رافعين الرشاشات بأيديهم.

وفي مساء 7 أيار عام 1992 تحركت الكتائب الأرمنية إلى شوشي، وتدخلت قيادة كاراباخ في تنسيق عملية شوشي بعد خوجالو مباشرة، وفي 28 نيسان تقرر الاتجاه الأساسي للهجوم، وكان يفترض أن يبدأ الهجوم في 4 أيار، ولكن جرى تأجيله بسبب الثلوج غير المتوقعة، وفي 7 أيار بدأت القوات الكاراباخية بالهجوم في أربعة اتجاهات دفعة واحدة، وقاد العملية قائد قوات الدفاع في كاراباخ الجبلية أركاتي دير تاتيفوسيان.

كان مقر الجيش يقع بجوار قرية شوش، حيث بدأ منها الهجوم إلى الشرق، يديرها القائد الأول لجيش الدفاع في كاراباخ الجبلية أركاتي كارابيديان، كان فاليري تشيتشيان قائد المنطقة الشمالية في استيباناكيرد-شوشي، وسيران أوهانيان قائد منطقة الشمال الغربية “جانحسن-كوسالار”، وقاد يوري هوفانيسيان العملية العسكرية للذخيرة في المركز (26) قرب قرية كركجان المجاورة لاستيباناكيرد، أما قائد المنطقة الجنوبية أو لاتشين فكان صامويل بابايان.

كتب صامويل شاهموراديان أحد المؤرخين لنضال كاراباخ في مذكراته في صفحة بتاريخ 11 أيار: “جرى الحفاظ على المدينة جيداً، لكن الحطام الأسود ليس قليلاً، أضرمت الحرائق هنا وهناك، والسماء ملبدة بالدخان، الطين والدخان وضجيج الشاحنات، سلب ونهب، يحّملون بالسيارات والعربات، على الأكتاف والأيدي، وحتى الحمير والأحصنة، يحملون كل ما هو متوافر من ثياب، وأثاث، وسجاد، وتلفاز، وبراد، وأغذية، ومصابيح كهربائية، وصحون، ها هي الشاحنة حمّلت بيانو ومضت، المقاتلون فخورون وسعداء، تجمعوا في باحة الكنيسة، أغان ورقصات وطلقات نارية، ذبحوا الخروف أضاحي ورسموا بالدم الصليب على جبهة كل واحد منهم، انتصر المقاتلون والباقي اهتم بالسلب”.

لم يعدّ دير تاتيفوسيان تحرير شوشي في البداية انتصاراً، بل نجاح له ولرجاله، آشود غوليان، وفاليري تشيتشيان، ويوري هوفانيسيان، وفلاديمير بالايان، وسأذكر اسماً آخر، وهو حي يرزق، كان يفترض أن يحصل على مكافأة عالية، هو فاليري بالايان، الذي كان رئيس لجنة شؤون الدفاع في البرلمان، ويقود العمليات العسكرية، مثلاً هو الذي حرر ماليبيلون، وقام بعمل مهم بتوجيه بابايان في أثناء تحرير شوشي، وكان معه سيفيليان، نحن نعرف أن جيراير بطل، ثم حوكم، لكن لا أحد يعرف بالايان، يجب معرفة الجميع، لكي نعرف الحقيقة، الحياة قاسية، لن أنسى شاباً صامتاً ومسالماً هو أرسين من دافيداشين، في إحدى المرات كنا نعاني نقص الغذاء، فأخذ الخبز والسكر للأسرى النساء والأولاد، تلك بطولة يقوم بها شخص مثله.

* من كتاب “يوميات كاراباخ، أخضر وأسود، لا حرب، لا سلم” للكاتب الصحفي طاطول هاكوبيان، ترجمة د. نورا أريسيان، لبنان، 2012.

ملحق أزتاك العربي للشؤون الأرمنية

Share This