ميساك باغبودريان مايسترو الفرقة الوطنية السيمفونية السورية ضمن “موسيقيون وفنانون سوريون” على موقع “الباحثون السوريون”

خصص موقع “الباحثون السوريون” في قسم الموسيقى و”موسيقيون وفنانون سوريون” مقالاً للحديث عن مايسترو الفرقة الوطنية السيمفونية السورية ميساك باغبودريان.

حيث أشارت الصفحة الى أن الشاب العاشق للموسيقى كان في سنته الدراسية الثالثة في المعهد العالي للموسيقى حين طُلب منه أن يقود أوركسترا! كان السؤال مباغتاً وصعب التحقيق للوهلة الأولى! كيف لعازف البيانو أن يقوم بتلك المهمة المستحيلة وهو لم يقُد فرقةً من قبل !

هذا ما حصل في إحدى أيّام عام 1994 حين دخل ميساك باغبودريان إلى قاعة قصر المؤتمرات التي كانت تغصّ بالجمهور، وقاد الفرقة السمفونية الوطنية السورية للمرة الأولى تحت إشراف الأستاذ صلحي الوادي.

يذكر حينها أن أنفاسه المتلاحقة كادت أن تكون أقوى زخماً بل أعلى من أصوات الآلات الموسيقية، تلك الليلة انطبعت في ذاكرته إلى الأبد كمقدمة فتحت له الطريق ليصبح في قادم الأيام قائداً للأوركسترا السوريّة.

ويشير موقع “الباحثون السوريون” أن الشاب اليافع بقامته المتوسطة وملامحه الوسيمة، جاء ليحطّم الصورة التقليدية المرسومة عن قائد الأوركسترا. ويقدم الموقع بعض ملامح شخصية المايسترو تحت سؤال: فمن هو ميساك باغبودريان؟. نعود بالزمن إلى العام 1980، الطفل ميساك بعمر السبع سنوات يجلس إلى البيانو وبالكاد تصل قدماه إلى بدّالة البيانو.

السيدة سنتيا الوادي تجلس بقربه لتعلّمه الهارموني والصولفيج، وهي تبتسم لذلك الطفل الذي رأت فيه كما زوجها صلحي الوادي، بدايات موسيقي.

في العام 1987 بدأ ميساك خطواته الأولى على طريق الدراسة الأكاديمية، ليدخل إلى المعهد العربي للموسيقى، لاحقاً يتم قبوله في معهد الشبيبة ليدرس لمدّة عامين،ومن ثم يدخل إلى المعهد العالي للموسيقى-الحديث الولادة في عام 1990- وليكون ميساك في دفعته الأولى .

في تلك الفترة كان ميساك يقف عند مفترق طرق، فهو قد نال شهادته الثانوية وبدأ بدراسته الجامعية (هندسة ميكانيكية)، في الوقت ذاته كان الهوى الموسيقي غالباً في نفسه. لكن بعد ثلاثة سنوات من دراسته للهندسة، وبعد آلاف الأسئلة التي راودته عن كون الموسيقى هواية وشغف لا مهنة يمكن امتهانها في سوريا، أدرك ميساك أن الموسيقى لم توجد في حياته لتكون خياراً بل قدراً لا يجب أن يحيد عنه، فكان التفرغ التام للدراسة الموسيقية.

ويفيد موقع “الباحثون السوريون” بأن ميساك أنهى دراسته الموسيقية في المعهد العالي للموسيقى عام 1994، ليعمل بعدها أستاذاً في مادة التوزيع الأوركسترالي، إلى جانب عمله مساعداً لقائد الفرقة السيمفونية.

الطفل الذي درس يوماً في المعهد العربي عاد ليعمل فيه مدرّساً لآلة البيانو، وقائداً لأوركسترا الأطفال. كان له حضور في التجربة الأولى للأوبرا في سوريّا عام 1995 بالتعاون مع المركز الثقافي البريطاني، حينها كان ميساك باغبودريان قائداً مساعداً للأوركسترا.

تم إيفاده إلى إيطاليا بمنحة مقدمة من وزارة الثقافة في عام 1997، و كانت دراسته في معهد فلورنس الحكومي، باختصاص(تأليف وقيادة أوركسترا)، لاحقاً في أكاديمية هانس سواروسكي بميلانو لقيادة الأوركسترا ، ألحقها بدورات تخصصية في كل مِن ألمانيا وأمريكا ورومانيا.
يحفل سجل أعماله بالكثير من الإنجازات ضمن فترة قياسية، حيث عَمِل ميساك باغبودريان مع عدّة فرق سيمفونية، البداية كانت عام 2001 حين عَمِل قائداً أساسياً لأوركسترا أماديوس السيمفونية في فلورنسا، من ثم مع أوركسترا هانس سواروسكي في ميلانو، الأوركسترا السيمفونية لمدينة فورلي، لاحقاً مع الأوركسترا الأكاديمية الوطنية لبوخارست، والأوركسترا الفلهارمونية الجديدة في صوفيا، وأوركسترا الباسيفيك السيمفونية في الولايات المتحدة الأمريكية.

برحيل القامة العملاقة صلحي الوادي قائد الفرقة السيمفونية السوريّة منذ تأسيسها، قام تلميذه الذي أضحى أستاذاً على نهج خطاه بقيادة الفرقة بعد عودته من غياب خمس سنوات قضاها في دراسة قيادة الأوركسترا والتأليف الموسيقي.

وختم موقع “الباحثون السوريون” بأنه يحق لنا كسورييّن الفخر بهكذا فرقة قدّمت عروض بقيادة المايسترو ميساك باغبودريان في حفلات عديدة، من الحفلات التي طُبعت في ذاكرتنا : “حفلة افتتاح دار الأوبّرا عام 2004، حفل افتتاح واختتام دِمشق عاصمة للثقافة العربية عام 2008″، ولتقدم الفرقة بقيادته أيضاً العديد من الحفلات والجولات الموسيقية على مسارح عالمية .

Share This