التداخل اللغوي بين اللغة الأرمنية والعربية في محاضرة في جامعة دمشق

تناولت فعالية الأيام الثقافية التي يقيمها المعهد العالي للغات في جامعة دمشق تحت عنوان (اللغة والثقافة) خلال افتتاح أعمالها سبل تدريس ونقل الثقافة السورية للطلبة الأجانب والتداخل اللغوي بين اللغتين العربية والارمينية.

وبينت عميدة المعهد الدكتورة ميساء السيوفي في كلمة الافتتاح أن الهدف من الفعالية إلقاء الضوء على بعض جوانب المجتمع السوري وإظهار الدور العلمي للمعهد كمؤسسة تعليمية تشرف على تعليم ونشر اللغات الحية بصورة أكاديمية كونها الحامل الأساسي للثقافات الإنسانية والأداة المعرفية التي تحقق التواصل الاجتماعي وإيصال الأفكار.

ولفتت السيوفي إلى أن الفعالية بمثابة الاحتفال بصمود جامعة دمشق التي حملت نصيبها من أوجاع الوطن وقدمت الشهداء من أساتذة وطلاب وموظفين وباستمرار توسع نشاط المعهد الذي افتتح مؤخرا شعبتين للغتين الأرمينية والكردية مشيرة إلى غنى المجتمع السوري حضاريا وثقافيا ولغويا.

وعرض الدكتور مهدي العش خلال محاضرته للنموذج الذي وضعه لتقييم المعرفة الثقافية عبر اسلوب أطلق عليه الحقيبة الثقافية يجمع المدرس عبره كل ما تعلمه عن البنية الثقافية للطالب بشكل يجعل هذا الأخير منخرطا في صنع وعيه الثقافي للغة وثقافتها مع تجنب الفصل المصطنع بين الثقافة واللغة لأنهما وجهان لشيء واحد.

وبين العش أن فكرة الحقيبة الثقافية تتضمن يوميات الطالب بلغته الأم وباللغة الهدف حسب مستواه مع مجموعة صور شخصية منتقاة تتضمن نبذة عنها ومقابلات مع أشخاص عاديين وبارزين في شتى المناحي وتسجيلا مرئيا يحوي ما يلفت الطالب ويمثل انطباعاته وتقديم عرض تمثيلي حول البيئة الثقافية مستعرضا لنماذج فيديو أعدها طلاب أمريكيون خلال دراستهم في سورية.

وتحدثت الدكتورة نورا أريسيان عن التداخل اللغوي بين لغة الضاد واللغة الأرمينية والتفاعل الحضاري المشترك لكلا الشعبين مبينة أن اللغة الأرمينية استعارت 700 مفردة عربية في مجالات الطب والدين والفلك والأعشاب وسواها كأفعال وأسماء وصفات.

وأشارت أريسيان إلى التفاعل الحضاري بين الشعبين العربي والأرميني منذ ما قبل الفتح العربي للمنطقة وصولا إلى العهدين الأموي والعباسي والتي تجلت في ترجمة عشرات الكتب بصورة متبادلة وفي وجود أكثر من 500 نقش حجري باللغة العربية في مواقع أثرية شتى على أرض أرمينيا لافتة إلى ازدهار التشارك الحضاري بين كلتا الحضارتين في الآونة الأخيرة والذي تجلى في قسم اللغة العربية في جامعة يريفان ومعهد الاستشراق في أكاديمية علوم أرمينيا.

حضر الفعالية نائب رئيس جامعة دمشق للشؤون العلمية الدكتورة هند داود والسفير الأرميني بدمشق. وتابعت الفعالية أعمالها بمحاضرات عن مدينة معلولا وعن اللغة الكردية إضافة لعرض أفلام تسجيلية عن الحضارة السورية وعن خانات وأسواق دمشق.

سانا    

Share This