“إعلان البحرين” في ختام مؤتمر حوار الحضارات والثقافات

اختتمت في العاصمة البحرينية المنامة، أعمال مؤتمر حوار الحضارات والثقافات، تحت عنوان: “الحضارات في خدمة الإنسانية”، بإطلاق “إعلان البحرين” الذي يتضمن البيان الختامي والتوصيات لأعمال المؤتمر، المنعقد في مملكة البحرين في الفترة من الخامس وحتى السابع من أيار الجاري. حيث شارك فيه أيضاً كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس لبيت كيليكيا آرام الأول كيشيشيان.

ونص إعلان البحرين على عدة توصيات من بينها أن الإنسانية هي الأصل المشترك الذي يجمع البشر جميعًا على اختلاف ألوانهم وأعراقهم ولغاتهم وتوجهاتهم الفكرية والثقافية والدينية والروحية. وشدد الإعلان على أن الحوار هو القاعدة والأداة والرافعة التي تحمل مسؤولية ترسيخ وحدة الإنسانية في إطار تنوعها واختلافها وتعددها. وأشار إلى أن جميع أشكال خطابات الكراهية هي ممارسات منافية لحقوق الإنسان، تتعارض مع المدنية وتجافي الحضارة.

وشدد على أن الاستغلال السياسي للأديان والحضارات بالتشجيع على تكريس العقليات الفئوية والعنيفة وغير المتسامحة هو مدخل للتشويش على الحوار الحضاري لكل مجهودات التضامن الحضاري تحت راية القيم المشتركة، وطريق للتدخل في الشؤون الداخلية للمجتمعات والدول ذات السيادة، وتعطيل للتنمية، وغلق لأبواب التطور السياسي الطبيعي للمجتمعات، بتكريس منطق التصلب والمغالبة وأشكال المحاصصات السياسية، بدل منطق التسامح والتعاون والولاء المشترك للوطن.

ودعا إعلان البحرين كذلك إلى أن تعمل السياسات الثقافية والتعليمية والإعلامية بكافة صيغها المشروعة، على أن تذكي في مجال روح الاعتدال والوسطية، وإشاعة ثقافة العيش المشترك في نطاق احترام سلامة الأوطان، والعمل على تعزيز علاقة الإنسان بالإنسان في إطار التكريم الإلهي للبشر جميعًا.

وأشار إلى أن حقوق الإنسان لما كانت هي الإطار القانوني والأخلاقي للعلاقات بين الأمم والشعوب لا يمكنها أن تكتسب نجاعتها وفاعليتها إلا في حدود معايير موحدة في التطبيق العملي بين الحضارات كافة. وشدد الإعلان على تطلع المشاركين في المؤتمر إلى أن يأخذ المجتمع الدولي ومنظمات الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية والإقليمية، ومؤسسات المجتمع المدني ذات الصلة، التوصيات سالفة الذكر بعين الاعتبار لتفعيل مبدأ الحضارات في خدمة الإنسانية.

Share This