لقاء مجلة “الكواليس” مع نقيب حرفيي صناعة الذهب والمجوهرات في لبنان بوغوص كورديان في العدد الخاص عن لذكرى الـ99 للإبادة الأرمنية

جميع المهنيين الحرفيين والصناعيين التزام القوانين العرفية للمهنة لمواجهة الاستحقاقات الاقتصادية التي تواجهنا: نقيب حرفيي صناعة الذهب والمجوهرات في لبنان السيد بوغوص كورديان.

من رائحة العطور وعبق التراث الأرمني، الحافظة لهويتها، وتراثها، ولجذورها وأصالتها، تلك التي تجلت فيها روعة المكان وإبداع الخالق، ولد من رحمها رجل حمل في قلبه معاناة شعبه المضطهد، أمن بأنه بات ضروريا العودة إلى أسس ومبادئ السلوك الأخلاقي والشعور بالمسؤولية اتجاه الأخرين، وتعاطي الإنسان مع أخيه الإنسان، والإنسان مع الكون، مواليد “حوش موسى عنجر”، عمل في مدارس الآحاد في تعليم اللاهوت المسيحي، عضو هيئة عليا لكشافة الهومنتمن، وترأس لسنين عديدة نادي حزام الأسود “للكونغ فو” الأرمنية، أحيا نقابة عمال الصاغة في بيروت بعد انتهاء الحرب الأليمة، وثم أسس نقابة معلمي صناعة الذهب والمجوهرات في لبنان عام 1994م، وحالياً يترأسها، عضو مجلس إتحاد الحرفيين وأصحاب الأعمال في لبنان، مسؤول العلاقات العامة فيها من عام 1995م ولغاية 2007م، عضو في مجلس العمل التحكيمي في بيروت، عضو مؤسس للتجمع الوطني للإصلاح الإقتصادي في لبنان، عضو مؤسس المركز المدني للمبادرة الوطنية، عضو لدى مجلس الأعمال السويسري اللبناني ، مسؤول العلاقات العامة لدى الإتحاد العربي للشباب والبيئة لدى الجامعة الدول العربية ومنسق للشؤون البيئية في محافظة البقاع منذ العام 2008م ـ 2014م، عضو مشارك لدى مكتب لبنان للإتحاد العربي للشباب والبيئة التابعة لجامعة الدول العربية منذ العام 2008م ـ 2014م، مؤسس ورئيس جمعية حياة ـ بيئة ـ مياه منذ العام 2010م ـ 2014م الحالي، عضو مؤسس لجمعية صداقة لبنان – أرمينيا ومسؤول اتجاه الدولة اللبنانية في وزارة الداخلية، وأمين السر لدى جمعية الصداقة لبنان – أرمينيا منذ العام 2013م الحالي، إنه نقيب معلمي صناعة الذهب والمجوهرات في لبنان السيد بوغوص كورديان، الذي كان لنا معه هذا اللقاء الشيق والغني…
*نقابة معلمي صناعة الذهب والمجوهرات في لبنان؟ متى تأسست؟ وما هي أهدافها؟
منذ تأسيس نقابة معلمي صناعة الذهب والمجوهرات في لبنان عام1994م، جهدت في خلق قضية ذات بعد وطني تتعلق بالتعريف عن المنتج اللبناني لما يحمله قيمة تظهر عراقته في الريادة والإبداع والأناقة، عملت النقابة على التواصل مع مختلف المواقع الاقتصادية الفاعلة من اجل تعزيز دورها في الإنتاج الوطني واعدت النقابة خططاً للتسويق التجاري بما يفسح في المجال لمئات الملايين من الإطلاع على انتاجنا الحرفي والصناعي وميزاته، أما بالنسبة لأهداف النقابة:

أولا: العمل على أن تكون النقابة هدفها خدمة الحرفيين والصناعيين وتسهيل مهامهم في الإدارات والمؤسسات الرسمية إضافة إلى تعزيز دورهم مع التجار للتكامل في تطوير المهنة على أن يكونوا الحرفيين والتجار هدفهم واحد في خدمة المهنة والمواطن.
ثانيا: أنجزت النقابة التعادل الجمركي لمصلحة الصناعة الوطنية حيث تم الاتفاق مع تجار المجوهرات عن اعفاء الاحجار الكريمة والشبه كريمة من الجمارك لدعم التجارة والصناعة الوطنية ولنستطيع منافسة الدول التي تعمل في مجال المجوهرات.
ثالثا: في هذه الظروف الصعبة اقتصادياً في البلاد ما زلنا كحرفيين صامدين في العمل بالتقنية والذوق العالي لدينا ونعتبر أنفسنا متقدمين عن الدول في هذه المهنة.
رابعا: نطالب الدولة بتسهيلات جمركية أكثر بنقل البضائع إلى المعارض الدولية وإعادة استرجاع ما تبقى منها كما نتمنى من وزارة المالية الاحتساب الضريبي على اليد العاملة للحرفيين والصناعيين وان يكونا منفصلان سعر الذهب والألماس منه لانهما يعتبران مواد الخام لدى مهنتنا. أدعو جميع المهنيين الحرفيين والصناعيين أن يلتزموا القوانين العرفية للمهنة لنستطيع مواجهة كل الاستحقاقات الاقتصادية التي تواجه المهنة.
*ما هي الخطوات اللازمة لتحقيق آفاق النمو في مجال صناعة الذهب والمجوهرات في لبنان؟ وما هي المعوقات التي تواجهونها كحرفيين بشكل عام؟

إن الصناعي يدرك جيداً كيفية إدارة الأمور، واعتماد الطرق الأفضل والأسرع، لأنه في صراع دائم مع المنافسة والأكلاف والتطور، ويدرك جيداً كيف تتطور الأمور، لأن السلعة إذا لم تتطور وتتحسن يومياً تسقط في فخ النسيان والفشل، ما يجعل الصناعي على درجة عالية من الاطلاع على كل التقنيات التي تتيح له تطوير ذاته. وإن الصناعي يعرف أهمية الإدارة والتعامل بشفافية، لأنه يدرك جيداً أن عملية الإنتاج هي عملية مترابطة ومنظمة، وعند حدوث أي خلل في أي حلقة، تتأثر سلسلة الإنتاج بكاملها. لأن بناء الدولة هي عملية إنتاجية بامتياز، المبادئ الأساسية هي أستقرار البلد أمنياً وسياسياً، حتى يكون هناك نمواً إقتصادياً، يشمل جميع الصناعات، وعدم الإستقرار لم يؤثر سلباً فقط على صناعة الذهب والمجوهرات وتجارتها بل على جميع الصناعات بشكل عام في لبنان، لعدة أسباب وهي أن صناعة الذهب والمجوهرات تعتبر بالإقتصاد من الكماليات للمواطن، لأنه أصبح بأمس الحاجة إلى لقمة العيش، فكيف يكون له القدرة على التسوق من أجل شراء المجوهرات؟ بالإضافة إلى افتقادنا للمتسوق والسائح العربي، وخاصة الربيع العربي الذي أثر على لبنان تأثيراً كبيراً، وهو عامل أساسي أدى إلى ضرر لبنان إقتصادياً، ولكنني مؤمن بأنه علينا بالإستمرارية، ومن يؤمن ببلده يستطيع أن يواجه كل الصعوبات، وربما من أسباب فشلنا حتى اليوم هو في بناء دولة قوية وناجحة مع غياب العقلية العملية التي تعتبر أن أي نجاح هو مرتبط بسلسلة متكاملة، متواصلة الحلقات. إذا نظرنا إلى التاريخ على سبيل المثال “ستلينغراد” التي دمرت بالكامل، استطاعت أن تنهض مجدداً وتأخذ مصافاً جيداً بالصناعة، وكذلك ألمانيا وغيرها، عبر استخدام التكنولوجيا في جميع المهن، ولكننا ما زلنا ندور في حلقة مفرغة وعلينا أن نتنازل لمصلحة الوطن العليا، إنني أدعو إلى الحوار الفكري، ونحرر الفكر اللبناني بفكر وطني بإمتياز، وليس طائفي بإمتياز، لكي يكون لنا وطناً، إقتصاداً، حرية وكل شئ، هذا أساس نجاح الصناعة والتجارة، إنني من القومية الأرمنية، وأفتخر بأرمنيتي، إني من أحفاد الذبن تعرضوا للمجازر، وطني لبنان، الذي احتضنني واعطاني الحياة، وحافظ على كياني وهويتي الأصلية، فكيف لا أحافظ على كيانه، لأنه حينها أحافظ على نفسي وأهلي، وأناشد بهذه الفرصة الذهبية، بأن نلتف حول الجمهورية اللبنانية التي هي خشبة الخلاص لنا جميعاً، وهذا لا بد أن يكون شعار كل مواطن في لبنان. ووحدتنا هي الداعم الأساس للدولة والمؤسسات، لأن أجيالنا ستحاسبنا على هذا الأرث من الإنقسامات والتفكك، إن الله أهدانا أجمل قطعة أرض في الكون، تغنى بها الأدباء والشعراء، فعلينا احتضانه مثلما احتضننا.
*كيف يمكن حماية هذه الصناعة من الدخلاء؟

كوني نقيباً لحرفيي صناعة الذهب والمجوهرات أجد العديد من الدخلاء هم في غالبية المهن والصناعات، لهذا لا بد من تشريع قانون في مجلس النواب لحماية المهن من الدخلاء عليها، إن كان في صناعة الذهب والمجواهرات أو في المهن الأخرى، على سبيل المثال قبل الحرب عام 1975م، للحصول على درجة معلم في صناعة الذهب والمجوهرات، كانت نقابة الصاغة تقوم بإختبار المعلم المتدرج ومركزها في سوق الصاغة، بحيث يدقق كبار المعلمين بعمله، ويتم على أساسها اعطاءه درجة معلم، وحتى يصل إلى تلك المرحلة يحتاج إلى خبرة عشر سنوات “الساذجي” أي تصنيع المجوهرات، ويتم دعمه من قبل المعلمين ومن قبل التجار، وكان هناك أصول بالتعاطي في المهنة، ولا بد للنقابات أن يكون لها الصلاحية وخاصة بحماية المهن من الدخلاء، والتخصص هو حماية لأي مهنة، على سبيل المثال يتم استخدام التكنولوجيا بشكل كبير في صناعة الذهب والمجوهرات في جميع أنحاء العالم، مثلاً ماكينة “ماتريكس” إذا لم يكن المعلم يمتلك الخبرة بهذا المجال، فيؤثر على التقنية العالية، لهذا لا بد من الخبرة لإعطاء النتائج المرجوة والمميزة، وتاريخياً من أوائل من تعامل مع المعادن أو في الصناعات الفخارية والنحاسية وغيرها، هو الشعب الأرمني، وحتى تصميم العملات من الذهب، الفضة، والنحاس، والبرونز، وذلك قبل المسيحية إبان حكم الأمبراطورية للملك “دكران” الذي حكم الشرق، حينذاك كانت العملة الذهبية المحفورة عليها صورته وكتابته، اليد العاملة كانت أرمنية، حيث تميزوا بالدقة والتقنية العالية، وأيضاً قبلها العديد من المصوغات والعملات التي قاموا بصياغتها للملوك كان الطابع الأرمني واليد العاملة هي أرمنية، ولم يذكر من قام بذلك، على سبيل المثال عام 1981م لقد عملت على نقش خاتم وحفر الصليب عليه، الذي صممه “هاكوب هاممجيان” الذي تم اهداءه إلى بابا روما وهو مقدم من “كاتيكليكوس عموم الأرمن “كاركين الثاني” لبيت كليكيا”، ولكنه لم يذكر إنه صناعة المعلمين الأرمن، وكذلك العديد من التحف إن كان في الإنتشار الأرمني وأرمن أرمينيا، ولكن للأسف إضطهدات الشعب الأرمني كانت أكبر من قدرتهم، وبعد الإبادة الأرمنية وهجرتهم إلى لبنان، نقلوا هذه الحرفة، وأعتزوا بإعطاءها الطابع اللبناني، وأصبح المعلم اللبناني هو الأكثر خبرة بمجال صناعة المجوهرات والذهب، لهذا لا بد من وجود تنظيم لجميع المهن، لكي نصل إلى النهضة والتطور. ويبقى الأهم هو حاجتنا في لبنان لإيصال الصوت الصناعي إلى داخل المجلس النيابي، ما يمنع الاستهتار الحاصل بمصالح الصناعيين اليوم، ففي الوقت الذي تبني فيه كل الدول سياستها على أساس حماية الصناعة، نمارس نحن في لبنان سياسة مغايرة عنوانها تمرير كل شيء على حساب الصناعة.

*هل لكم أن تحدثونا عن بداية حرفة صناعة الذهب والمجوهرات في كليكيا؟

كما ذكرت سابقاً من أوائل الشعوب الذين تعاملوا مع المعادن إن كان ذهباً أو فضة وغيرها، هو الشعب الأرمني، من أبرز الصناعات في الدولة الأرمنية أخذت تدريجياً إزدهارها أكثر في “كليكيا” و”يريفان”، وكانوا يملكون أسطولاً بحرياً، يعمل على نقل بضائعهم إلى أبعد بلدان العالم، ولكن قام التجار الرأسماليين بالإستثمار في قلب اسطنبول بعد تكوين السلطنة العثمانية، واعتماد اسطنبول عاصمة لها، وهم من مؤسسي سوق الصاغة في اسطنبول، وعندما حصلت المأساة الإنسانية الكبيرة والتصفية العرقية التي نفذت ضد الأرمن، وعلى أثرها بعد الحرب العالمية الأولى، قاموا بنقل تقنيات هذه الحرفة من أرض الإبادة إلى بلدان الإنتشار، وإن صناعة المجوهرات والذهب وصلت إلى لبنان تدريجياً منذ عام 1920م، حيث وصلت إلى قمتها في أوائل السبعينات، على سبيل المثال الرسامة الأرمنية “ياران” التي أتت من أرمينيا، التي استطاعت بإبداع تصميمها للمجوهرات الذي لبت عبرها السوق اللبناني بكل أذواقه الخليجية والأفريقية والأوروبية، فوجدنا توافد السياح والتجار الخليجيين والأفريقيين إلى لبنان، وأصبح السوق اللبناني يضاهي الأسواق العالمية،ولكن تردي الوضع في لبنان، وفي أوائل الثمانينات مع النهضة الفعلية في دبي، أصبحت سوقاً يرضي كل الأذواق، ولكن كان من الملاحظ أن مدراء المعامل أو المعلمين هم من الأرمن أو من أخواننا اللبنانيين، لأن الفكر الأرمني هو من قام بتطوير هذه المهنة.

*ما تعرض له الأرمن من إبادة، إلى أي مدى الشقاء والعذاب يخلق النجاح، برأيك؟

المأساة الإنسانية الكبيرة التي تعرض لها الشعب الأرمني، من السلطنه العثمانية، عبر قلع الإنسان من جذوره، ومحاولة لإلغاء هويته وإنسانيته، وقتل مفكريه وأدبائه وشعرائه، بدون رحمة أو إنسانية، تغيير جغرافيته وكيانه، مثل شجرة عمرها ألآف السنين، ولكن نمت شتلات صغيرة، التي كونت الشعب الأرمني، وأوجه التحية والإكبار للعرب الذين أبدوا دائماً الرعاية والحماية للأرمن المهجرين والمنكوبين، وفي هذا السياق لم يعد الإختلاف الديني ذا شأن، بل الإحساس الإنساني الذي تمثل به البدو والعشائر العربيه، بالإضافة إلى الأعجوبة الإلهيىة من الله، بظل الظروف الصعبة التي واجهها الأرمن أنذاك، الإنسانية هي أجمل صفات الإنسان، إن الشعب الأرمني مر عليه الكثير من الإضطهادات والحروب، ولكنه شعبُ مؤمن بربه، وبكيانه وبوطنه، على سبيل المثال اليوم نحن في لبنان نطالب بحقوق المرأه، ولكن في أرمينيا تقريباً عام 450 ميلادياً، كانت المرأة الأرمنية تتمتع بكامل حقوقها، وهذا يظهر مدى التطور الفكري الأرمني، بحيث كان يحفظ حقها كربة منزل واحتراماً لآرائها وفكرها، ومشاركتها في العديد من الإجتماعات، وحتى أنها حملت السلاح كالمناضلة “سوسي مايريك”، وهي خير مثال على ذلك، ولكن بعد الإضطهاد العثماني، تراجعت حقوقها ولكنه ضمناً تم المحافظة عليها، وهذه شهادة على مدى التطور لدى الشعب الأرمني، هذا ما يميز المجتمع الأرمني، هو الإرادة التي هي أساس الإيمان، هو مؤمن بقضيته ولن يتخلى عنها، اعتراف تركيا بهذه الإباده، حفظ حقوقه الإنسانية والسياسية، وباليوبيل المئوي إنني متأكد بأن الشعب الأرمني سيجدد إيمانه بقضيته، وهو المنطلق الأساس، لأن التاريخ يتحدث والأرض تتحدث، “كليكيا” أرض أرمنيه لا تتحدث سوى اللغة الأرمنية، بقدر محاولتهم لتغيير جغرافيتها ستبقى روحها أرمنية، وأوجه نداء للشعب التركي ولزعمائه، أن أجدادهم أرتكبوا أفظع جريمة الإنسانية، ولا بد أن ينحنوا أمام الشهداء الأرمن كمنطلق إنساني، ودون الوصول إلى كل ذرة تراب من أرضنا، وكل السنين التي رويت بعرق الجبين وبدمائنا، لن نسامح أو نتنازل عنها.

*إنك من مواليد عنجر، هل لكم أن تحدثونا قليلا عنها؟

بداية في الحرب الستة والأربعون يوماً التي شهدها “جبل موسى” وكانوا المقاومين يحاربون ضد جيش السلطنة العثمانية، وبعد وصول البوارج الفرنسية التي نقلت أهالي جبل موسى إلى بورسعيد، وكانت عائلة والدي من ضمنهم، فاهتمت بهم إحدى الشخصيات المهمة في الدولة أنذاك بوغوص نوبار باشا، باللاجئين الأرمن، جدي “بوغوص كورديان” كان حرفي بصناعة العصا لأحصنة الفرسان والضباط الإنجليز، وصناعة المشط من العظم، ولكن بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى عادوا أهالي جبل موسى إلى ديارهم، لكن بقي جدي في بورسعيد، وبعد الحرب العالمية الثانية، جاءوا مع الأهالي إلى عنجر، وقام الفرنسيون ببناء البيوت في عنجر، حينها حصلت حكاية كان من جراءها استلام والدي الإشراف على بناء المنازل، عندما قام المهندس الفرنسي إلى المسؤول الذي لم يكن مهندساً ولم يفهم اللغة بوضوح، وقام والدي بترجمتها، حينها سأله المهندس الفرنسي: كيف لك أن تتقن الفرنسية بهذا التميز؟ فأجابه والدي: إنني متخصص بالهندسة المعمارية، حينها طلب منه أن يكون المشرف العام على بناء المنازل وقنوات ري البساتين، بالحقيقة القرويين هم من قاموا ببناء المنازل بسواعدهم، ولكن عبر الزمن تطورت عنجر وأصبحت الأجمل، تملؤها البساتين والأشجار، والحياة الثقافية والإجتماعية بكل نواحيها.

*الكلمة الأخيرة؟

أتمنى من كل والدة ووالد أرمني، المحافظة بالدرجة الأولى على اللغة الأرمنية والكنيسة، فهما الضمان الوحيد للحفاظ على الشعب الأرمني، وبأنه لدينا قضية ، ومهما طال الزمن يجب أن نحصل على استقلالنا على جميع الأراضي الأرمنية، وبالأخص الأراضي المحتلة، صرخة ضمير لكل الأمهات والأباء الأرمن علموا أبناءكم المسامحة وعدم التنازل عن الحق، وحب الوطن، لأن في جوهر الأرمني الوفاء، والعطاء بدون مقابل، وأوجه رسالة للأرمن، أن يتكاتفوا أكثر، ويتوحدوا لمتابعة القضية، ونحن نفتخر بأنه أصبح هناك 27 دولة اعترفت بهذه الإبادة، ونتمنى اعترف العواصم العالمية الأخرى بهذه الإبادة للشعب الأرمني، نحن في بداية القرن الواحد والعشرين، علينا مطالبة الأمم المتحدة بأنه عليها محاسبة تركيا على ما ارتكبته بحق الشعب الأرمني، لا أحد يتصور أننا سنتراخى عن المطالبة بحقنا وباسترجاع أرضنا مهما طال الزمن، وسنستمر بقوة أكثر للمطالبة والحصول على حقنا في أرضنا كاملة متكاملة. وشكرا لكم على كل ما تقومون به من أجل الإنسانية.

فريال دبوق

مجلة “كواليس” اللبنانية، عدد خاص عن الذكرى الـ99 للإبادة الأرمنية

Share This