أنقرة تحاول الإغواء في القضية الأرمنية

ذكر الصحفي بارتشين ينانش من صحيفة “حرييت” و”سي إن إن تورك” في مقال نشر في “المجلة” أن تركيا تضررت هذا العام أيضاً، حين وقف سفراء الدول الأجنبية أمام وزارة الخارجية التركية أثناء الوقفات الاحتجاجية التي نظمها الأرمن في 24 نيسان. ف

ي هذا العام تم استدعاء سفيري هولاندا وجيورجيا في أنقرة لسماع الردود الرسمية بشأن إقامة نصب تذكارية لذكرى الشهداء الأرمن في الأناضول.

لكن هذا العام جرى تغيير ملموس في الموقف الرسمي لتركيا حيال الفعاليات التي أقيمت بمناسبة الذكرى الـ99 للمأساة الأرمنية.

ففي عام 2012 صرح وزير الخارجية التركي أنه “لا فرق بين 23 نيسان و24 نيسان”. وفي هذا العام أدلى رئيس الوزراء التركي بتصريح يبين فيه أن ” 24 نيسان له معنى خاص، وهو فرصة هامة لتبادل الآراء بشكل حر حول قضية تاريخية”.

بهذا التصريح تقبل تركيا رسمياً بيوم 24 نيسان كيوم للذكرى، وهي خطوة كبيرة، يقدم فيها زعيم تركي التعزية بحدوث قتل جماعي.

من المؤكد أن تصريح ئيس الوزراء يندرج ضمن الجهود المبذولة للرد على الحملة الأرمنية، لكن هناك من لا يعتقد بأن الذكرى المئوية سبب في تغيير موقف تركيا.

يعتقد العديد من الخبراء والدبلوماسيين الأتراك أن جهود الحكومة في التصالح مع الأقليات سمحت لها في إعادة النظر مع ماضيها.

يذكر أن الجهود المبذولة عام 2009 لتحسين العلاقات مع أرمينيا لم تنته على خير بسبب سوء التفاهم حول وضع كاراباخ الجبلية.

ونظراً لأن علاقات تركيا مع أذربيجان هي أهم من العلاقات مع يريفان، لذلك احتمال المحاولات الجديدة للمصالحة مع أرمينيا تبدو غير واردة. وحتى احتمال التنازل يبدو غير وارد، نظراً للانتخابات الرئاسية في تركيا التي ستجري خلال شهر آب، والانتخابات البرلمانية خلال العام الجاري.

والمفارقة أنه بينما تنكر الحكومة التركية الاعتراف بأحداث 1915 على أنها إبادة، تقوم بالتخطيط للرد على فعاليات الذكرى المئوية.

ومن جهة أخرى، يرى الكثيرون أنه لا داعي لتضخيم تأثير الذكرى المئوية، مع التأكيد على أن ذلك سيؤثر على العلاقات مع بعض الدول، مثل فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، ودول أمريكا اللاتينية دون أن تتضرر تركيا كثيراً.

ملحق أزتاك العربي للشؤون الأرمنية

Share This