نحو المئوية الأولى للإبادة الأرمنية – قرن من المجازر التركية في المنطقة

نشرت “المؤسسة اللبنانية للدراسات والنشر” دراسة بعنوان “نحو المئوية الأولى للإبادة الأرمنية – قرن من المجازر التركية في المنطقة”، قالت فيه إن يوم 24 نيسان 1915 يعد رسمياً بداية الإبادة الأرمنية الجماعية حينما أمر الحكام الأتراك ومن بينهم طلعت باشا وأنور باشا وجمال باشا بجمع المثقفين والأدباء الأرمن في اسطنبول لشنقهم بهدف القضاء على النخبة والقيادة الأرمنيتين.

وخلال الأيام الثلاثة التالية – بعد فرمان السلطان عبد الحميد بالقضاء على المواطنين الأرمن – لقي مئات الآلاف من الأرمن مصرعهم على أيدي السلطات العثمانية وتم تهجير من تبقى على قيد الحياة من مختلف المدن والقرى والدساكر في الأناضول وكيليكيا باتجاه الصحراء في سوريا (دير الزور – الحسكة – الرقة – الجزيرة) والعراق حيث أبيدوا في الطريق. واستمر القتل الجماعي للأرمن حتى فترة حكم مصطفى كمال أتاتورك أي لغاية 1923 عندما دخلت القوات التركية مدينة ازمير في أيلول 1922 وأقامت فيها مجزرة بحق السكان الأرمن ذهب ضحيتها أكثر من 100 ألف شخص.

ولفتت الدراسة الى أن القيادة التركية روجت خلال العقود المنصرمة بأن المسيحيين الأرمن في الأناضول كانوا قد نكثوا بولاءهم للدولة العثمانية وأنهم تآمروا مع الدول الأوروبية عشية الحرب العالمية الأولى لتفكيك الامبراطورية العثمانية المتعددة القوميات والديانات. أي، انهم مكنوا الأوروبيين (الدول العظمى الأوروبية) من اختراق الدولة العثمانية على أساس اثارة قضية الأقليات المشرقية وحقوقها الاثنية – الدينية، وهذه التهم باطلة لأن الدول الأوروبية المجتمعة في مؤتمر سيفر Sevres(فرنسا) سنة 1921 تراجعت عن التزامها باقامة دولة مستقلة للشعب الأرمني وبل عقدت اتفاقا” مع أتاتورك سمح لتركيا باحتلال كل المحافظات والمدن الأرمنية في حوض الاناضول وكيليكيا وبابادة المسيحيين الأرمن الذين كانوا في أغلبيتهم الساحقة من الأرثوذكس (وليسوا كاثوليك). ربما وجدت بعض المجموعات الأرمنية الصغيرة التي نفذت عمليات أمنية أو استعراضية بالتنسيق مع القناصل الأوروبيين وذلك لاعطاء تبرير للسلطات العثمانية للاعتداء على السكان الأرمن ولكن هؤلاء كانوا جزءا” من المؤامرة التركية – الأوروبية لابادة الشعب الأرمني ولتنفيذ سياسة التصفية الاثنية (ethnic cleansing policy) بحقه .

وجاء في الدراسة: “99 عاماً مرت ودماء نحو مليون ونصف مليون أرمني قضوا على أيدي سلاطين الامبراطورية العثمانية لم تجف ولا تزال تنتظر من أحفاد منفذي الابادة الاعتراف بتاريخهم في القتل وسفك الدماء ونهب ومصادرة مقدرات الشعوب وبناء الأمجاد على الجماجم. ولأن العثمانيين الجدد بزعامة أردوغان، كأجدادهم القتلة، لا يوفرون فرصة للتفاخر بنسبهم وينكرون ارتكاب مجازر الابادة الجماعية الموثقة بالحقائق الدامغة وشهادات الناجين والتقارير الدبلوماسية الأمر الذي يتكرر اليوم مع حكومة العدالة والتنمية الاخوانية التي كشفت زيف ادعاءاتها وتورطها في قتل آلاف السوريين والمصريين والعراقيين والليبيين … خلال “ثورات الربيع العربي” عبر دعمها للجماعات الجهادية التكفيرية وكان آخر هذه الفصول ما شهدناه في بلدة كسب السورية”.

تطرقت الدراسة الى تصريح رجب طيب أردوغان بمناسبة ذكرى 24 نيسان هذه السنة حيث قدم رسالة تعزية الى الأرمن، ضحايا المجازر التي تعرض لها أجدادهم ابان الحرب العالمية الأولى في عهد السلطنة العثمانية والتي وصفها بأنها “ألم مشترك” في أهم بادرة يقوم بها رئيس حكومة تركية. و لكن الرسالة التي وزعت باللغتين التركية والأرمنية هدفت الى تخفيف وقع التعبئة العالمية التي تتحضر في ذكرى المئوية الأولى للمجازر التركية بحسب الصحافي غورسل قدري من جريدة ميلييت التركية. جاءت “التعزية المخادعة” في بيان تحدث فيه أردوغان بصراحة عن هذه المأساة التي وقعت بين 1915 و1916 وأقر بأن أحداث 1915 شهدت عمليات ترحيل واسعة للأرمن كان لها تبعات غير انسانية، وأضاف انه من غير المقبول في المقابل أن تستخدم كمبرر اليوم للعداء ضد تركيا. من جهته، قال أحمد داوود أوغلو (منظر السياسة الخارجية الأردوغانية) ان تهجير الأرمن سنة 1915 كان عملا” غير انساني ودعى الى ايجاد وعي مشترك بين أرمينيا وتركيا حول ما حصل من أحداث، ورأى أن العلاقات الأرمنية – التركية لا علاقة لها بالعلاقات الألمانية – اليهودية في محاولة منه لانكار سياسة الابادة تجاه الأرمن. في هذا الاطار، أشار مثقفون أتراك الى أن تصريح أردوغان يعتبر رغبة منه في الحد من الانتقادات التي توجه اليه في هذه المرحلة، وذكر الجامعي باسكن أوران انه يجب الترحيب بهذا التصريح ولكنه وصفه بأنه غير كاف الى حد كبير وانه لا يشكل اعتذارا” رسميا” رغم انها تضمنت اقراراً بأن نهاية السلطنة العثمانية كانت صعبة بالنسبة لملايين المواطنين العثمانيين من أرمن وأتراك واكراد وعرب وسواهم. لم تكن رسالة أردوغان سوى ذر للرماد في عيون الرأي العام الدولي عشية “المئوية” لأنها شكلت انكارا” جديدا” للابادة بحق الأرمن مغلفة بادعاء الاعتذار وبأن ما حصل كان مأساة مشتركة.

وتحت عنوان “24 نيسان في أرمينيا” أشارت الدراسة الى أن أرمينيا اتهمت تركيا بمواصلة الانكار التام للإبادة الجماعية للأرمن خلال الحرب العالمية الأولى وذلك رداً على بيان أردوغان وفي هذا المجال قال الرئيس الأرميني سيرج سركيسيان أن الابادة تبقى قائمة ما دام أحفاد الأمبراطورية العثمانية مصرين على إنكارها. وأضاف أن انكار الجريمة يعتبر متابعة لها وأن الاعتراف بالابادة وادانتها هي التي ستمنع وقوعها في المستقبل من جديد، وأشار الى أن البادرة التركية احتوت كل الأطروحات الشهيرة التي تضع الضحية والجلاد في سلة واحدة مع تشويه للقضية والدعوة الى اعادة النظر في الحقائق التاريخية، ولفت سركيسيان اننا نقترب من المئوية لابادة الأرمن وذلك يمكن أن يوفر لتركيا فرصة للندم والتحرر من تلك التهمة الخطيرة مؤكدا” أن العام 2015 ينبغي أن يشهد رسالة قوية من تركيا. في هذا السياق، اعتبرت وزيرة “الشتات الأرمني” في الحكومة الأرمنية هرانوش هاكوبيان أن تصريح أردوغان يساوي بين الضحية والجلاد ورأت أن عدم الاعتراف بالابادة يعني استمرار للمجزرة وهي جريمة بحد ذاتها.

وأوضحت الدراسة تحت عنوان “24 نيسان في لبنان” أن كاثوليكوس الأرمن لبيت كيليكيا آرام الأول صرح بدوره بأن 99 عاماً تفرقنا عن تاريخ الابادة الأرمنية بقرار وتخطيط وتنفيذ الدولة العثمانية التركية مهما أنكرت تركيا المعاصرة، الوريثة الشرعية للدولة العثمانية، الجريمة وحينما يتذكر الشعب الأرمني الابادة الأولى في القرن العشرين يطالب بالعدالة، وعلى المجتمع الدولي، عشية المئوية الأولى، أن يدرك أن المجزرة ضد الشعب الأرمني لا تزال مستمرة. و اضاف، أن المخطط الاجرامي الذي بدأ تنفيذه في 24 نيسان 1915 من قبل تركيا العثمانية والرامي الى ازالة الشعب الأرمني بأكمله يتواصل اليوم بطرق وأساليب مختلفة، وانها مستمرة لأن المجرم لم يعاقب لأسباب وحسابات جيوسياسية. واعتبر أن الابادة تكون مستمرة حينما يكون قسم كبير من الشعب الأرمني مشتت وحينما يدمر الارث الديني والثقافي لأرمينيا الغربية وكيليكيا بشكل منهجي من قبل الدولة المحتلة وطالما تحاصر الدولة التركية وشريكتها أذربيجان اقتصاديا” جمهورية أرمينيا وطالما تخطط تركيا من أجل اعادة تأسيس الامبراطورية العثمانية في المنطقة مستعملة الجماعات المسلحة والمرتزقة لاقتلاع الوجود الأرمني في دير الزور ويعقوبية وتل أبيض ورأس العين وأخيرا” في كسب. وحينما، وفاء لسماتها العنصرية، تحتل الأملاك والبيوت وتنقل في شاحنات ممتلكات العائلات الأرمنية الى داخل تركيا تماما” كما حصل خلال المجازر والتهجير سنة 1915. وذكر آرام الأول ان تركيا تستمر في الابادة لأنها تستمر في تحريف الوقائع التاريخية واصفة الأرمن بعبارات نابية مثل “الخيانة” و”عدم الولاء”، وختم ان الشعب الأرمني ليس بحاجة الى تعاز ولا دروس في الاخلاق من الدولة التركية بل للاعتراف بالابادة والتعويض عنها.

من جهة أخرى، نفذ شباب حزب الطاشناق اعتصاماً أمام السفارة التركية في بيروت (الرابية) مطالبين أنقرة بالاعتراف بالابادة الأرمنية. وقال المتظاهرون – الذين أحرقوا العلم التركي ودمية تمثل أردوغان – ان العدالة لم تأخذ مجراها والتاريخ لم ينصف الشعب الأرمني والانكار وعدم الاعتراف بهذه الجريمة المرتكبة من قبل السلطنة العثمانية هو السبب الرئيسي الذي يجعل من هذه الابادة الأرمنية قضية آنية وليست تاريخية. وتحدثت تسولير كلاتينيان، باسم الطشناق، فلفتت أن الارتكابات التركية مستمرة من خلال محاولة تهجير الأرمن عبر الهجوم على كسب ومساندة تركيا للارهابيين الذين دخلوها. كما نظمت الأحزاب والجمعيات الأرمنية المنضوية في اطار “اللجنة المئوية للابادة” مسيرة شموع انطلقت من برج حمود باتجاه ساحة الشهداء وسط بيروت. في هذا السياق، عقدت الرابطة السريانية مؤتمرا” صحافيا” في ذكرى المجازر التركية بحق الأرمن والسريان وذكرت بأن زهاء 250 ألف سرياني لقوا حتفهم خلال تلك المجازر ليطلق عليها اسم “سيفو” التي أدت الى اقتلاع الوجود المسيحي التاريخي في هذه المنطقة.

كما أشارت تحت عنوان ” 24 نيسان في الولايات المتحدة الأميركية” أن عضو الكونغرس الأميركي آدم شيف وجه رسالة مفتوحة الى الشعب التركي قائلا” ان حكومة تركيا الفتاة نظمت حملة ابادة بحق المواطنين الأرمن في الدولة العثمانية وذلك لغاية 1923 ذهب ضحيتها نحو 1.5 مليون أرمني. وأضاف “أنا أمثل أحفاد هؤلاء وأدعو الشعب التركي باثارة نقاش حول ما حصل بين 1915 – 1923”. وأشار الى ضرورة الاعتراف بالابادة للتصالح مع التاريخ والذات ومع الشعب الأرمني، وانه في العام المقبل سيتذكر الأرمن عبر العالم مرور قرن على المجازر وسيتسائلون: لماذا؟ . ذكر الرئيس باراك أوباما بفظاعة الجريمة التي حصلت قبل 99 سنة وأودت بحياة 1.5 مليون أرمني، وقال “نتذكر اليوم مع ملايين الناس في أميركا والعالم ما حصل ونعلن التزامنا بعدم السماح بتكرار تلك المأساة ثانية”. وأضاف ان الاعتراف الصريح والواضح هو في مصلحة الجميع. وحيا الشعب الأرمني لما عاناه من عذابات وثمن مساهمة الأرمن الأميركيين في تحديث واغناء المجتمع الأميركي وأبدى مساندته للشعب الأرمني لبناء وطن ديمقراطي مسالم ومزدهر.

رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس Ed Royce قاد وفد من أعضاء الكونغرس الى يريفان بمناسبة ذكرى المجازر ووضع الوفد اكليلاً من الورود عند النصب التذكاري للابادة، وقال رويس ان الإبادة الأرمنية شبيهة بالهولوكوست التي نفذها هتلر وأدان تحريف تركيا للحقائق التاريخية، ودعا تركيا للاعتراف بالابادة الأرمنية والاعتذار والتعويض عما حصل. في اطار هذه الفعاليات، طالب رئيس لجنة الخارجية في مجلس الشيوخ روبرت مينانديز (لأول مرة منذ ربع قرن) الرئيس أوباما والادارة الأميركية بالاعتراف بالابادة الأرمنية وبادانة الجهة المسؤولة عنها، وأشار الى ان الابادة الأرمنية يجب أن تذكر وتعلم للأجيال ويعترف بها كي لا تتكرر.

كما أشرات الدراسة الى رأي مدير اللجنة الوطنية الأرمنية في أميركا آرام هامباريان بأن عزلة تركيا تزداد بسبب روايتها لما حدث سنة 1915، وأضاف أن تركيا تعيد انكارها للابادة الجماعية وتنكر الحقيقة وتعرقل العدالة بخصوص الابادة الجماعية للأرمن. رئيس لجنة الذكرى المئوية في فلوريدا (AGC) آرسين كالوستيان قال خلال مسيرة لمناسبة ذكرى الابادة ان التاريخ يعيد نفسه اليوم عبر ممارسات المتطرفين الاسلاميين الذين احتلوا مدينة كسب المسيحية بمساعدة تركيا ونهبوها وطردوا الآلاف من سكانها الأرمن المسالمين. من جهته، أعلن حاكم كاليفورنيا ادموند براون يوم 24 نيسان من كل عام يوم ذكرى الابادة الأرمنية. وفي باسادينا – كاليفورنيا، أقامت الجالية الأرمنية – الأميركية تجمعا” لاقامة نصب تذكاري للشهداء الأرمن وذلك بالتنسيق مع الحاكم براون. في لوس انجلوس، طالب اتحاد الشباب الأرمني – الأميركي الادارة الأميركية وتركيا الاعتراف بالابادة الأرمنية احقاقا” للعدالة.

أما عن الفعاليات في أميركا اللاتينية، فكتبت بأنه في الأرجنتين والأورغواي، نظمت هذه السنة الجاليات الأرمنية والسلطات المحلية فعاليات لمناسبة ذكرى الابادة الأرمنية في حضور وفد اعلامي قدم من لبنان وضم الصحافي هامو موسكوفيان وناشر مجلة “تيداك” سام راكوبيان. والتقى الوفد اللبناني ممثلي حزبي الهنشاك والرامغافار والجمعية الخيرية الأرمنية (AGBU) والعديد من الاعلاميين من راديو أراكس ومجلة سرداراباد في مونتي فيديو. واجتمع الوفد بوزيرة السياحة في الأورغواي ليليام كشيشيان وملكة جمال الأورغواي جوهانا ريفا كرابيديان، وألقى أعضاؤه كلمات في تجمعات مختلفة حول معاني الابادة واصرار تركيا على انكار الحقيقة وامعانها في استهداف الشعب الأرمني من خلال أحداث كسب الأخيرة في سوريا. في بيونس أيريس (الأرجنتين)، أعلن البرلمان المحلي يوم 24 نيسان يوم ذكرى الابادة الأرمنية وطالب بنشر المعلومات والحقائق عن تلك المجازر في الكتب والبرامج المدرسية.

أما ما جرى في 24 نيسان في فرنسا، فأشارت الدراسة الى أنه لأول مرة منذ انتخابه رئيساً لفرنسا في 2012، شارك فرنسوا هولاند في فعاليات ذكرى المجازر الأرمنية التي أقيمت في ساحة الأب كوميداس في باريس. في هذا الاطار، نظمت نحو أربعين مدينة وبلدية فرنسية نشاطات في هذه المناسبة. وخلال يومي 19 و24 نيسان 2014 الماضيين، أذاع التلفزيون الفرنسي أفلاما” وثائقية عن المجازر. بدورها طالبت رئيسة بلدية باريس آن هيدالغو سلطات أنقرة الاعتراف بالحقيقة لأن الاعتراف الصريح بالابادة الأرمنية قضية أساسية بالنسبة للشعب التركي.

واختتم ت الدراسة تحت عنوان “ذكرى وأمل بالانصاف والعدالة” وقالت أن المخرج العالمي الأرمني أدوم إغويان، ومنتج فيلم “أرارات” الشهير يتذكر ما حصل يوم 24 نيسان 1915 ويدين العناد التركي في انكار المجزرة. وما هو أكثر ايلاماً هو تصريح أردوغان الأخير بهذه المناسبة. فبعد قرن من حصول المجزرة، لم يصدر عن رئيس وزراء تركيا سوى نصف اعتذار مبهم الكلام ولا يكفي ولا يعدو اعترافا” رسميا” بحصول الابادة. وما زال أردوغان ينكر ما حصل ويحرف الحقائق بالقول “أن أحداث 1915 – 1916 كانت آلاما” مشتركة ذهب ضحيتها المواطنين الأتراك والأرمن والاكراد والعرب وسواهم”.

وما زال الشعب الأرمني ينتظر من المجتمع الدولي انصافاً لقضيته عبر الاعتراف بالابادة واجبار الدولة التركية – وريثة الدولة العثمانية – تغيير سلوكها والاقرار بالحقيقة التاريخية والشروع في التعويض للشعب الأرمني. أقدمت برلمانات العديد من الدول في السنوات الأخيرة بخطوة الاعتراف بالابادة ومطالبة تركيا بالتصالح مع الماضي والتعويض عن مجازرها بحق الشعب الأرمني. ولكن ، للأسف ان فرنسا (التي تتحمل مسؤولية تاريخية الى جانب حزب تركيا الفتاة منذ ما قبل مؤتمر سيفر 1921) لم تكمل ما بدأته في مجال الاعتراف بالابادة خوفا” من اغضاب تركيا وخوفا” على علاقاتها التجارية مع أنقرة. حتى أن الرئيس أوباما لم يتطرق في كلامه، بمناسبة ذكرى 24 نيسان الأخير، الى مسألة الابادة Genocide وراح يتحدث عن الآلام والفظائع التي تكبدها الشعب الأرمني وذلك بسبب انتماء تركيا الى الحلف الأطلسي.

وفي النهاية تطرح الدراسة بعض التساؤلات: “فهل على الشعب الأرمني انتظار مئة سنة اضافية لكي تعترف تركيا بالمجازر التي نفذتها بحق الأرمن؟ والى متى ينتظر الأرمن العدالة الدولية ليستعيدوا حقوقهم القومية المهدورة بسبب صمت بعض العالم وتآمر بعضه الآخر؟”.

Share This