أمسية مميزة لعازف البيانو الأرميني هايرابيديان في اختتام “عمان جاز”

عمان– مع ثنائي يعزف بانسجام كبير وكيمياء عالية بينهما، هما فاهاكن هايرابيديان من أرمينيا على البيانو وكريستوفر شاهين من لبنان على الدرامز، جاءت أمسية اختتام مهرجان “عمان جاز” الذي استضاف أكثر من 70 موسيقيا و36 عرضا من عروض الجاز لفرق عالمية ومحلية.

الأمسية التي أقيمت على مسرح زار مساء السبت الماضي تميزت بجوها الحيوي وموسيقاها الجميلة، وتنوع مقطوعات الجاز التي قدمت فيها. مقطوعة Caravan من الـ Jazz standard للمؤلف الموسيقي Juan Tizol كانت إحدى المقطوعات التي أبدع الثنائي في عزفها، وهي بأجوائها أقرب إلى موسيقا منطقة المتوسط.

ومع الايقاع اللاتيني جاءت مقطوعة A Night in Tunisia  للمؤلف الموسيقي Dizzy Gillespie مع أجوائها السريعة والحيوية.

تفاعل الجمهور كان كبيرا، وخاصة وأن هايرابتيان كسر الجليد منذ الدقائق الأولى وتحدث إلى الجمهور ومازحهم. أما حضور الموسيقيين فكان لافتا على المسرح، فهما يعزفان بحب وتفاهم وقد لا يعرفان ما الآتي بالضبط مع الارتجالات الكثيرة التي قدموها، إلا أنهما قدما موسيقا رائعة وحيوية ومنعشة.

الحوار بين هايرابيديان وكريستوفر كان سمة أساسية في الأمسية، وظهر ذلك في أكثر من مقطوعة أو أغنية منها أغنية  East of the sun and west of the moon.
هايرابتيان كان يغني للجمهور حتى الخارج من الأمسية، وكان تفاعله مباشرا معهم، وفي مقطوعة Nascimento للموسيقى Barry Harris طلب من الجمهور التصفيق، والذي جاوبه بكل حب.

يذكر أن فاهاكن هايرابيديان هو عازف فخري في جمهورية أرمينيا، منذ عام 1998 كان عازف البيانو لفرقة “الاسطول البحري الأرمني” الشهيرة. في العام 2004 أسس فرقته الخاصة وسماها “كاتونير” (بمعنى القطط)، التي تجول فيها في العديد من أنحاء العالم كعازف منفرد وأيضا مع العديد من التجمعات الموسيقية الأخرى. كان وما يزال منذ العام 2008 الفنان الفخري لأرمينيا. أسلوب فاهاج الساحر يعطي الجمهور تجربة موسيقية لا يمكن نسيانها، وهو ما جعله واحد من أشهر عازفي بيانو الجاز في أرمينيا قاطبة.

أما كريستوفر مايكل شاهين عازف إيقاع ودرامز لبناني أميركي مقيم حاليا في بيروت، حيث يعمل في المعهد الوطني للموسيقى وكلية الموسيقى. فقد عزف مع العديد من الموسيقيين في الشرق الأوسط مثل زياد الرحباني، زياد سحاب، ناصر سلامة وطارق الجندي.

ويعزف فاهاكن وكريستوفر سوية منذ لقائهما الأول في بيروت العام 2010. ومهرجان “عمان جاز” هو الحدث الإقليمي السنوي الذي تنتجه وتنظمه جمعية أصدقاء مهرجانات الأردن، مسرح البلد، وأورانج ريد، وهي مجموعة من المنظمات الثقافية الرائدة في الأردن.

وقدم المهرجان مجموعة كبيرة ومتنوعة من موسيقى الجاز للجمهور من خلال 16 أمسية، وذلك من الجاز التقليدي مرورا بالجاز الأوروبي الطليعي وصولا إلى اللاتيني والشرقي والفيوجين وكل ما بينهم.

وضم المهرجان 16 فرقة دولية ومحلية، واستضاف أكثر من 70 موسيقيا و36 عرضا من اليابان وألمانيا وهولندا وإسبانيا وإيطاليا وأرمينيا ومصر وسورية وفلسطين والأردن. وجاء انطلاق المهرجان احتفالا بيوم الجاز العالمي الذي تنظمه اليونسكو للاحتفال بـ “فضائل الجاز كأداة تعليمية، وقوة من أجل السلام والوحدة والحوار وتعزيز التعاون بين الناس”.

وأقيمت الأمسيات الرئيسية للمهرجان على مسرحي زارا اكسبو ومسرح البلد خلال عطلة نهاية الأسبوع، في حين تم تنظيم العديد من أمسيات الجاز في الأماكن المغلقة والهواء الطلق في أماكن شريكة مثل بلو فيج، أوبي، فيلا 14، بوليفارد – العبدلي، وفنادق ومنتجعات موفنبيك البحر الميت. وعلاوة على ذلك، تم تنظيم حفلات “ليالي الجاز” في الـ “الجي جيز” في عطلة نهاية الأسبوع بالتعاون مع فندق جراند حياة -عمان.

وجاء المهرجان بدعم من بنك الاتحاد، جراند حياة، زارا اكسبو، الاتحاد الأوروبي، معاهد الاتحاد الأوروبي الوطنية للثقافة (EUNIC)، سفارة مملكة هولندا، معهد جوته، مبادرة اغا خان للموسيقى.

وجاء مهرجان “جاز عمان”، الذي يعد الناقل الرسمي له الملكية الأردنية بدعم إعلامي من تلفزيون رؤيا،PLAY FM 99.6، راديو نشامى 105.1، موقع عمون الإخباري، ليالي عمان، UMEN، TRENDESIGN، بهدف الوصول إلى مختلف الفئات العمرية والخلفيات الاجتماعية، وذلك من خلال العديد من البرامج الترفيهية والتعليمية الجديدة والمتنوعة، حيث عمل المهرجان للمرة الأولى في الأردن على التركيز على العائلات والطلاب وكذلك عشاق الموسيقى.

غيداء حمودة

الغد الأردنية

Share This