في ذكرى السنتين للاتفاقية الثقافية الأردنية الأرمنية

مرت سنتان بالضبط على توقيع أول اتفاقية للعلاقات الثقافية والتبادل الثقافي بين ارمينيا والاردن، شهدت على ان هذه العلاقات متطورة وتتقدم باستمرار في إطار منظم، وبأنها تلقى عناية ورعاية ورواجاً، ليس بين الارمن الاردنيين فحسب، بل وبين مواطني المملكة الاردنية الهاشمية بأجمعهم من مسلمين ومسيحيين، من عرب وأرمن، سيما وان الأرمن في الاردن هم جزء لا يتجزأ من نسيج الشعب الاردني، لهم ما له، وعليهم ما عليه، لهذا يجد الارمن وثقافتهم وفنونهم محبة في الاردن منذ تأسيس المملكة، وتنشط في البلاد الفرق الفنية والثقافية الارمنية وتزدهر.

وفي المجال الثقافي، فقد سبق لوزير الثقافة، في حزيران من سنة 2012، الدكتور صلاح جرار، لقاء نظيرته الأرمنية هاسميك بوغوسيان، بحضور آرشاك بولاديان سفير أرمينيا لدى الأردن، وأمين عام الوزارة مأمون التلهوني، وقد عقد الجميع مؤتمراً صحفياً مهماً وتاريخياً تحدثوا فيه عن واقع العلاقات الثقافية بين البلدين الصديقين، وتوقيع إتفاقية التعاون الثقافي، وجاء بخاصة في تصريحات الدكتور صلاح جرار، أن الرغبة عميقة والحرص على تبادل العلاقات الثقافية بين البلدين وتعزيزها واجب, وتمنى بأن تكون الفعاليات الثقافية الاولى التي بدأت أنذاك، “فاتحة خير لعلاقات اكثر عمقا وديمومة”, واكد: “نحن نؤمن بأن العلاقات الثقافية هي الاكثر رسوخاً ودواماً من من أية علاقات اخرى, لأن الثقافة تقرب بين الشعوب, كونها تتيح الفرصة لاطلاع كل جانب على خصائص وسمات المجتمعات الاخرى, كما انها تتيح الفرصة لتبادل الخبرات وتمكن الطرفين من الاستفادة من تجارب الطرف الاخر, والثقافة مظهر تجميل الحياة كونها تعنى بالجوانب الجمالية”.

كما وعبّر جرار عن سعادته لهذه العلاقات الثقافية ولا سيما ان البلدين يشتركان في تاريخ عريق وحضارة ممتدة لقرون عديدة، وان لكليهما اسهامات كبيرة في الحضارة الانسانية. وقد تجاوبت الوزيرة الارمنية مع هذا الطرح الثقافي المتقدم، فنوّهت الى ان على عاتق المسؤولين في الوزارتين تقع مسؤولية بذل الجهود لكي تتطور العلاقات بين البلدين, فهما قريبان من بعضهما، وبعيدان في الوقت نفسه, فالمسافة تقدر حوالي الساعتين بين عمّان ويرفان. واشارت: واعتقد ان البرامج التي يتم تنظيمها ستُظهر ثقافتنا القريبة من ثقافتكم الاردنية، وتلك الالحان والالات الموسيقية الارمنية معروفة كثيراً بالنسبة لكم”.

وقد كانت الوزيرة الأرمنية قد تحدثت عن الأرمن الأردنيين، فقالت بان أرمينيا لديها مخطوطات تبذل جهدها من اجل الحفاظ عليها، وقد تم عرضها في المتاحف الارمنية, كونها تعتبر ذات قيمة لا تقدر بثمن وبعضها يعود للقرن الخامس عشر, ومنها على اشكال قواميس ذات اهمية كبيرة، مؤكدةً أن الجالية الارمنية تعيش في وطنها الاردن, وتعتبر جسراً وسنداً لتعزيز العلاقة الاردنية الارمنية.

وتنص الاتفاقية الثقافية الاولى بين البلدين، التي وقعها عن الحكومة الأردنية وزير الثقافة د. صلاح جرار، وعن حكومة جمهورية أرمينيا وزيرة الثقافة هاسميك بوغسيان، على ان يقوم الطرفان بتطوير وتعزيز جميع أشكال التعاون وتبادل الخبرات في مجال الثقافة وضمن إطار الاتفاقية، ويشجع الطرفان التعاون في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك من خلال تبادل المعارض الثقافية، وتبادل زيارات الفنانين والكاتب والشعراء والموسيقيين، وتبادل إقامة عروض فنية لفرق موسيقية وثقافية، واقامة عروض لأفلام روائية ووثائقية وتبادل الخبرات والمختصين في مجال الثقافة، والمشاركة في المهرجانات السينمائية الدولية الت ينظمها الطرف الآخر.

وكما تنص على تشجيع الطرفين على التعاون وتبادل المعلومات والخبرات في مجال المتاحف والمكتبات والأرشيف في كلا البلدين، وكذلك تشجيع الطرفين المشاركة في المؤتمرات والندوات والاجتماعات والمسابقات والدورات التدريبية في مجالات الثقافة والتراث التي تنظم في كلا البلدين، مما سيكون له الاثر البالغ في المستقبل لتعزيز تفاهم الشعبان ونشر تراثهما وثقافتهما في كل بلد منهما.

ترو باليان

الديار الأردنية 

 

Share This