ماذا كتب السلطان عبد الحميد عن الأرمن في مذكراته

تحت عنوان “ﺷﻜﺎﻭﻯ ﺍﻷﺭﻣﻦ 1891″، كتب السلطان عبد الحميد في مذكراته ما يبرئه عن عمليات الاضطهاد التي ارتكبت بحق الأرمن في تلك الفترة الزمنية، حيث تناول موضوع ثراء الأرمن وذرائع أخرى لتغطية العداء ضد الأرمن، حيث جاء ما يلي: “‫ﺷﻲﺀ ﻣﻀﺤﻚ ﺃﻥ ﻧﺘﻬﻢ ﺑﺘﻌﺬﻳﺐ ﺍﻷﺭﻣﻦ ﻭﺍﺳﺘﻐﻼﻫﻢ. ﻟﻮ ﺟﺎﻝ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﺑﻨﻈﺮﻩ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺇﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺘﻨﺎ ﻟﺜﺒﺖ ﻟﺪﻳﻪ ﺃﻥﺍﻷﺭﻣﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺃﻏﻨﻴﺎﺀ”.

حيث اعترف عبد الحميد عن تفوق الأرمن وتسلمهم مناصب عليا في الامبراطورية العثمانية بقوله: “ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻳﺆﻛﺪﻭﻥ ﺗﻔﻮﻕ ﺍﻷﺭﻣﻦ ﻣﺎﻟﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺭﻋﺎﻳﺎﻧﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ.‫ﻟﻘﺪ ﺗﻘﻠﺪ ﺍﻷﺭﻣﻦ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻌﻬﻮﺩ ﺃﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﺎﺻﺐ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻨﺼﺐ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﺍﻷﻋﻈﻢ. ﻭﻻ‫ﺃﻛﻮﻥ ﻣﺒﺎﻟﻐﺎ ﺃﺑﺪﺍ ﺇﺫﺍ ﻗﻠﺖ ﺇﻥ ﺛﻠﺚ ﺍﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻦ ﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﻣﻦ.

ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻋﺪﺍ ﺫﻟﻚ ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﻣﻦ ﺍﻟﺨﺪﻣﺔﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺷﺄﻧﻬﻢ ﺷﺄﻥ ﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺎ. ﻭﺍﻟﺒﺪﻝ ﺍﻟﻨﻘﺪﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺆﺩﻭﻧﻪ ﺭﻣﺰﻱ، ﻻ ﻳﻜﺎﻓﻰﺀ ﺃﺑﺪﺍ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﻀﻴﻪ‫ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺪﻣﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ”.

أما تفوق الأرمن في مجال التجارة فكان أيضاً موضع اهتمام السلطان إذ قال: “ﻭﺗﺠﺎﺭﺓ ﺍﻷﺭﻣﻦ ﻓﻲ ﻭﺿﻊ ﻣﻤﺘﺎﺯ. ﺛﻢ، ﺃﻟﻴﺴﺖ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻀﺮﺍﺋﺐ ﺗﻜﺎﺩ ﺗﻜﻮﻥ‫ﻣﻨﺤﺼﺮﺓ ﻓﻴﻬﻢ؟ ﻭﻣﻦ ﺳﻮﻯ ﺍﻷﺭﻣﻦ ﻋﺎﺭﺽ ﺇﻟﻐﺎﺀ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺭﺍﺩﻩ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﺠﻴﺪ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻗﺘﺮﺍﺡ ﺭﺷﻴﺪ‫ﺑﺎﺷﺎ. ﻟﻢ ﻳﺘﻨﺎﺯﻟﻮﺍ ﻋﻦ ﺍﻣﺘﻴﺎﺯﺍﺗﻬﻢ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ، ﻓﻘﺎﻭﻣﻮﺍ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻟﻐﺎﺀ ﺑﺈﺻﺮﺍﺭ ﻭﻧﺠﺤﻮﺍ ﺑﺈﺑﻘﺎﺀ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ”.

ومن الواضح أن ثراء الأرمن ووضعهم الاجتماعي والمادي كان يثير السلطان، حيث كتب: “‫ﻭﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﺍﻷﺭﻣﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﻓﻲ ﺟﺒﺎﻝ ﺍﻷﻛﺮﺍﺩ ﻋﻴﺸﺔ ﺑﺎﺋﺴﺔ، ﻓﺈﻥ ﺍﻷﺭﻣﻦ ﻫﻢ ﺃﻏﻨﻰ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺎ ﺑﻤﻦ ﻓﻴﻬﻢ ﺍﻟﺮﻭﻡ.‫ﻭﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻏﺒﺎﺭ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﻛﻴﻒ ﻳﺴﺘﻔﻴﺪﻭﻥ ﻣﻦ ﺛﺮﻭﺍﺕ ﺑﻼﺩﻧﺎ”.

ملحق أزتاك العربي للشؤون الأرمنية

Share This